أكد رجب طيب أردوغان رئيس الوزارء التركى أن كفاحهم فى المجتمع الدولى والعربى ليس هدفه الشهرة، وأن الموقف التركى بدأ من سوريا واليمن وأخيراً ما حدث مع إسرائيل، مضيفاً أن زيارته للقاهرة ستكون مع عائلته لأنه يشعر أنه يزور عائلته. وقال أردوغان فى حواره مع برنامج العاشرة مساءً الليلة الإثنين إنه اصطحب 6 من وزرائه معه، لأنه يريد تفعيل مستوى التعاون الإستراتيجى بين مصر وتركيا، مشيراً إلي أن تركيا كانت مؤيدة للثورة المصرية منذ أول دقيقة ولم تجد فى ذلك مخاطرة فى علاقاتها بالنظام السابق لأن الطبيعى هو أن تقوم الثورة فى مصر. وأضاف أن الهدف من زيارة القاهرة، والتى تعد الأولى لرئيس لوزارء تركى بعد الثورة ،هو الخروج بأكبر قدر من الإتفاقات المشتركة، ليس فقط لتحقيق تفاهمات دولية، وإنما نهدف أيضا إلى تحقيق مجلس إستراتيجى عالى المستوى بين مصر وتركيا، وليس بعيداً أن نخرج باتفاق بعد الزيارة بإلغاء التأشيرات بين مصر وتركيا ومبدأ الاتفاقات العسكرية وارد أيضا. وقال "سنبحث فى تلك الزيارة ماذا ستقدم تركيا لمصر؟ وماذا ستقدم مصر لتركيا؟ لتحقيق مزيد من التفاعل والتعاون الدولى بيننا". وأكد أردوغان أنه عندما يتم النظر للمنطقة، سنجد أن أهم دول هى السعودية وإيران ومصر وتركيا، لذلك لابد من وجود تفاهمات وتعاون مشترك بين تلك الدول لإدارة المنطقة العربية بشكل صحيح. وعبّر أردوغان عن دهشته عندما علم أن الانتخابات المصرية فى ظل النظام السابق تستغرق أسابيعًا لأن هذا لايحدث فى أى بلد ديمقراطي، مؤكدًا أن الشعب المصرى يستحق الديمقراطية الحقيقة وليست الزائفة كما كانت فى ظل النظام السابق. وعن وضع دولته تركيا كدولة علمانية قال أردوغان هناك تعريف للعلمانية فى دستور 1982 التركى ينص على أن الدولة العلمانية هى التى تكون على مسافة متساوية من كل الأديان، مضيفا أن هناك جدلًا كبيرًا فى المفاهيم الاجتماعية حول العلمانية والتطبيق لمفهوم العلمانية فى دولة معينة يختلف بالتأكيد عن كل الدول الأخرى وهذا هو الرد الذى أوجهه لمن يندهش من تطبيق النظام العلمانى فى تركيا وأنه قد يكون رئيس وزراء تركى مسلم ولكنه فى النهاية يحكم دولة علمانية. وأشار إلي أن الدولة العلمانية لاتعنى علمانية مواطنيها، لأن الأشخاص لهم أديانهم المختلفة ولكن الدولة هى التى تتصف بالعلمانية. وقال أردوغان للمصريين الذين يرون أن العلمانية هى الهدف منها نزع غطاء الدين عن الدولة أو أنها دولة كافرة "أنتم مخطئين لأن الهدف من تطبيقها فى تركيا مختلف وهو احترام كل الاديان حيث إن الدولة التى لا تجبر أحدًا على دين معين، وإذا طبقت ذلك فإن المجتمع كله سيعيش بأمان، وعلمانية تركيا تجعلها تحترم حتى الشخص الملحد لأن فى النهاية تركيا دولة قانون". وعن علاقة تركيا بإسرائيل قال أردوغان ردًا علي مني الشاذلي، مقدمة البرنامج، إن هؤلاء المحللين الذين يرون علاقة وطيدة بين تركيا وإسرائيل أنا لا أشاركهم الرأي، وكلمتنا في دافوس كانت إنصافا للحق لأن تمثيل السلام لم تكن وسيلة لإسرائيل، ولا أنسي الاطفال الفلسطينيين الذين ماتوا وهم يحضنون آباءهم. وأضاف أردوغان أن اسرائيل الولد المدلل للغرب وحتى الآن لم تستمع لأي قرار من قرارات الأممالمتحدة، وأن إسرائيل ضيعت حليفها الاستراتيجي – تركيا- في المنطقة باعتدائها علي أسطول الحرية في المياه الدولية، والتي علي أثرها استشهد 9 من الأتراك، كانت هذه بداية لقطع العلاقات معنا حيث لاتستطيع إسرائيل أن تنال من كرامة الشعب التركي. وأكد أردوغان أنه ليس له أي عداوة مع الشعب الإسرائيلي، وكل عداواته مع القيادة الإسرائيلية، واستطرد قائلا "لقد زرت اسرائيل ولكن أثناء هذه الزيارة عندما أردت الذهاب لفلسطين جعلوني أنتظر نصف ساعة فكيف أتعامل مع هذه الدولة بشكل دبلوماسي؟".