أكد السفير مجتبي أماني رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة، أن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يرفض استئناف العلاقات مع إيران، خشية غضب الأمريكيين عليه في حال تطبيع العلاقات مع طهران، بالإضافة إلى "قضية التوريث" التي شكلت عقبة أساسية، خوفًا أن يؤدي ذلك إلى تعطيل نقل السلطة لجمال مبارك إذا ما غضب الأمريكيون والإسرائيليون. وأضاف إنه حتى في أعقاب الإطاحة بنظام مبارك في ثورة 25 يناير منهية فترة حكمه الممتدة لنحو ثلاثين عامًا تعثرت عملية تطبيع العلاقات ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بسبب المشاكل التى تواجهها مصر بعد الثورة، حيث تحاول السلطات الحاكمة حاليًا إعادة ترتيب سياستها الخارجية. بيد أنه أكد خلال ندوة عقدها النادي الثقافي المصري الأحد، أن إعادة العلاقات بين البلدين اللذين أبديا تقاربًا ملحوظًا منذ الثورة هي مسألة وقت فقط، مقللاً من المبررات التي كان يبديها النظام السابق في رفصه استئناف العلاقات مع إيران، وعلى رأسها إطلاق اسم خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس أنور السادات على أحد شوارع طهران. وأوضح السفير الإيراني أن العلاقات بين البلدين ليست مرتبطة باسم الشارع, مضيفًا أن مصر قامت هي الأخرى بإجراءات مثيرة لغضب الإيرانيين، وكان على رأسها استضافة الشاه المخلوع بعد أن أطاحت به الثورة الإيرانية في عام 1979. وتابع في رده على سؤال: "أنتم تتحدثون عن شارع يحمل اسم خالد الإسلامبولي قاتل السادات, على الرغم من أننا لدينا الكثير من التصرفات التي قامت بها مصر تجاه إيران وعلى رأسها أن السادات قام باستقبال الشاه وتأتي زوجته كل عام لزيارة قبره في القاهرة وتكيل السباب والشتائم لإيران من أمام قبره". وأشار إلى أن السادات استقبل الميليشيات التابعة للمعارضة الإيرانية وخصص لها معسكرًا فى قنا لتقوم بالتدريب فيه, ليس هذا فقط بل أن مصر أقامت جسرا جويا بالتعاون مع الولاياتالمتحدة لنقل الأسلحة والذخائر للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية في حقبة الثمانينات، وهو ما كان سببا فى مقتل عدد كبير من الإيرانيين وإصابة آخرين نتيجة هذا الدعم العسكري لنظام صدام حسين آنذاك. وطالب السفير الإيراني المصريين بعدم التوقف كثيرا أمام لافتة تحمل اسم الإسلامبولي فى طهران، خاصة وان الإيرانيين لم يتوقفوا امام السياسات المعادية التي اتبعتها مصر ضد إيران عقب اندلاع الثورة في عام 1979. وقال في النهاية: "عفا الله عما سلف", متعهدا بأن تقوم الحكومة الإيرانية برفع اسم الإسلامبولي من على الشارع المسمى باسمه، على أن يتم إطلاق تسمية "شهداء 25 يناير" على هذا الشارع.