توالت أمس ردود الفعل الاسرائيلية والامريكية حول اقتحام السفارة الاسرائيلية بالقاهرة من جانب المتظاهرين الغاضبين. أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انه امكن تجنب وقوع كارثة. ونقل موقع صحيفة يديعوت احرونوت علي شبكة الانترنت عن نتنياهو قوله ان الهجوم العنيف علي السفارة الاسرائيلية حادث خطير لكن كان يمكن إن يكون اسوأ لو تمكن المتظاهرون من تجاوز الباب الأخير وإلحاق الأذي بموظفينا». واضاف نتنياهو «يسعدني اننا تمكنا من تجنب وقوع كارثة وأريد ان اشكر للرئيس الامريكي باراك اوباما مساعدته». اعلن مسئول حكومي اسرائيلي كبير، ان المسئول الثاني في السفارة الاسرائيلية بمصر سيتابع مهامه في القاهرة علي رغم الهجوم علي مبني السفارة، والذي انقذت خلاله وحدات خاصة مصرية 6 إسرائيليين. وقال المسئول، لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته: «سنبقي في القاهرة مساعد السفير لمتابعة الاتصالات مع الحكومة المصرية». ووصف الحادث بأنه ضربة مؤلمة للسلام بين البلدين وانتهاك خطير للمعايير الدبلوماسية. وقال المسئول الإسرائيلي: «كان ستة اشخاص عالقين في السفارة وكان ثمة قلق حقيقي علي حياتهم.. واخيرا انقذتهم وحدات خاصة مصرية». وأضاف: «عندما خرجت اعمال العنف عن السيطرة، تم اجلاء 80 اسرائيليا. وجميع عناصر طاقمنا سالمين». ووصف مسئول اسرائيلي بارز الهجوم علي السفارة الاسرائيلية في القاهرة بأنه انتهاك سافر للتقاليد والأعراف الدبلوماسية، ووصفه بأنه ضربة للعلاقات السلمية بين البلدين. ونسبت وكالة رويترز الي المسئول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله ان موظفي السفارة، باستثناء نائب السفير، وصلوا الي اسرائيل صباح امس الأول بعد اخلاء السفارة.واضاف ان 6 اسرائيليين حوصروا خلال العنف الذي اندلع عقب اقتحام مهاجمين مصريين مبني السفارة بالقاهرة، عقب تهديمهم الحاجز الأسمنتي المقام حول مبني السفارة. وأكد ان قوة كوماندوز مصرية حررت الموظفين الاسرائيليين الستة من قبضة من سيطر عليهم. وأكدت مصادر اسرائيلية وصول السفير الاسرائيلي اسحق ليفانون واسرته وباقي موظفي السفارة جميعا الي اسرائيل، بينما بقي نائب السفير بالقاهرة. واعلن مسئول اسرائيلي بأن المتظاهرين المصريين الذين اقتحموا المبني الذي يضم السفارة وصلوا الي بهو المدخل ولكنهم لم يدخلوا الي السفارة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن السفير، يستحاق ليفانون، عاد برفقة 80 من أعضاء البعثة الدبلوماسية في مصر، فيما ظل القنصل الإسرائيلي في «مكان آمن» بالقاهرة لتصريف أعمال السفارة. ومن جانبها قالت إسرائيل، علي لسان الناطق باسم وزارة الخارجية، يجال بالمور، إن قرابة 3 آلاف متظاهر نجحوا في هدم الجدار المحيط بمبني السفارة. وأوضح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إن الحكومة الإسرائيلية تتوقع من الجانب المصري القيام بواجبه بحماية السفارة، مشيرا إلي أن وزارته إلي جانب وزارة الدفاع، تقومان بسلسلة مشاورات واتصالات مع الجانب المصري والأمريكي والأوروبي، وفق الإذاعة الإسرائيلية. ومن جهته دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما مصر لحماية السفارة الاسرائيلية من المتظاهرين وأجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. واعرب اوباما عن قلقه العميق من احداث القاهرة واوضح الخطوات التي سترد بها ادارته ومنها مطالبة مصر بالتزام بتعهداتها وحماية السفارة الاسرائيلية في القاهرة. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن اوباما استعرض الاجراءات التي تتخذها الولاياتالمتحدة علي جميع المستويات للمساعدة علي ايجاد حل لهذا الوضع بدون عنف اضافي، كما دعا الحكومة المصرية الي الوفاء بالتزاماتها الدولية لناحية تأمين حماية السفارة الاسرائيلية . ومن جهته أجري وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا وطلب منه المساعدة لحماية السفارة الاسرائيلية في القاهرة. وتجتاز العلاقات بين مصر واسرائيل مرحلة حساسة بعد مقتل 5 من رجال الشرطة المصريين في الثامن عشر من أغسطس الماضي، بينما كانت القوات الاسرائيلية تلاحق اشخاصا تتهمهم بارتكاب هجمات علي إسرائيليين في ايلات في جنوب اسرائيل قرب الحدود مع مصر. ومصر هي اول بلد عربي يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في 1979. وكانت بعثة السفارة الإسرائيلية لدي مصر فرت إلي تل أبيب.