علق الصحفى المخضرم، روبرت فيسك، فى مقاله بصحيفة (الإندبندنت) البريطانية اليوم على هروب جزء من عائلة القذافى إلى الجزائر، مؤكدا أن الجزائر تريد إرسال رسالة إلى الغرب من خلال استقبالها لعائلة القذافى ، معتقدةً أن الدعم الغربى الذى تلقاه الثورة الليبية يأتى طمعاً فى النفط الليبى. وأشار فيسك إلى الزيارة التى قام بها أمير قطر إلى الرئيس الجزائرى، عبد العزيز بوتفليقة، فى مطلع هذا الصيف لنقل رسالة واحدة مفادها "لا تساعد نظام القذافى"، أو بعبارات أخرى، لا تستبدل دبابات حلف الناتو، بالدبابات والناقلات التابعة لأفراد الجيش الجزائرى. ومضى الكاتب ليقول أن دور قطر فى الصراع الليبى منذ بداية الثورة يعد واحداً من الأدوار التى لم يسلط عليها الضوء إلى الآن، كذلك الأمر بالنسبة إلى دور الجزائر، وفى ذلك السياق، أشار فيسك إلى الأعلام القطرية التى رُفعت فى ساحة الشهداء فى طرابلس الأسبوع الماضى. ولفت فيسك إلى دعم النظام الجزائرى لنظام وسياسات القذافى المستقلة على مدار سنوات طويلة – وإن كانت مجنونة – لأنهم تعلموا ألا يتلقوا، أبداً، أوامر من الخارج، خاصةً فرنسا، التى احتلت الجزائر 132 عاماً، فقد أرادت الجزائر أن تظهر أنها أمة حرة لن يتم تداولها لمصالح الغرب، لذلك لم يكن مستغرباً أن تلجأ عائلة القذافى إلى الجزائر. وتساءل فيسك، لماذا يجب أن تتخلى الجزائر، حالياً، بكل فخر عن القذافى، هل، فقط، بسبب انقلاب العرب، والخليج، والدول الأوروبية على القذافى؟ هل بسبب احتضان الرئيس الفرنسى ساركوزى للقذافى منذ عام 2007 ثم تخلى عنه الآن بعد مرور أربع سنوات؟، مما يفسر أسباب عدم تخلى السلطة الجزائرية عن القذافى. وفى السياق ذاته، أشار الكاتب إلى الظلمة والدموية التى تتسم بها أجهزة الأمن فى البلدين، والتى تستخدم التعذيب، والمذابح، وقتل السياسيين لقمع إرادة الشعوب، مؤكداً أن الجزائر لا تنوى أن تكون ليبيا الثانية، باعتبارها أكثر حرية وديمقراطية خاصةً بعد أحداث الجزائر المميتة عام 1990.