للمرة الأولى منذ وفاة شاه إيران محمد رضا بهلوى، ودفنه فى مسجد الرفاعى بوسط القاهرة، مرت اليوم الأربعاء، ذكرى رحيل بهلوى دون حضور زوجته الإمبراطورة السابقة فرح ديبا، وبقية أعضاء الأسرة. فبعد أن كان يمتلئ مسجد الرفاعى بأسرة بهلوى فى هذا اليوم من كل عام، أتى هذا العام 10 إيرانيين فقط يعيشون بالخارج أمس الثلاثاء فى غياب وسائل الإعلام، لقراءة القرآن بجوار قبر الشاه ونثر الورود وإضاءة الشموع على قبره، فقد جاءت ثورة 25 يناير لتقلب الموازين رأسا على عقب، فأسرة بهلوى التى اعتادت على أن تأتى مصر فى هذا اليوم من كل عام، لم يحضر منهم إلا 10 أفراد من المقربين للأسرة. زين المسجد بالورود وأضيئت المقبرة بالشموع، ولم تحضر أرملته، داخل غرفة المقبرة يجلس 3 أشخاص فقط ينتظرون أن يأتى أحد، وهم "قاسم روحانى" و"عليرضا قالى بور"، يعيشان بألمانيا ومن المحبين للأسرة البهلوية ومسئولين عن منظمات سياسية معارضة للجمهورية الإسلامية بالخارج، و"جواد شايسته" إيرانى من المحبين للأسرة المالكة ومتزوج من مصرية ويعيش بانجلترا. تحدث "عليرضا قالى بور" ل"اليوم السابع" نافيا أن تكون "الشبانو فرح بهلوى" قد طلبت تصريحاً للمجىء لمصر لإحياء مراسم ذكرى وفاة زوجها قائلا إنها لم تطلب تصاريخ دخول مصر هذا العام بسبب التغيرات التى حدثت فى مصر، وكذلك الوضع الأمنى غير المستقر، وأنها رأت أنه من غير اللائق أن تطلب دخول البلاد فى هذا الوضع الذى تعيشه مصر. وأضاف أن هناك تخوّفاً أن ترسل الجمهورية الإسلامية فى هذا الوضع غير المستقر أفراداً لتعكير صفو المراسم، وبكى قالى بور قائلا: "نتمنى أن نعود إيران قريبا ونعيش بها". وقال "قالى بور": نحن نشكر الشعب المصرى الطيب الذى تربطنا به علاقة صهارة فقد تزوج الشاه فوزية من ابنة الملك فاروق، وأنجبا شاهناز التى تعيش حاليا فى سويسرا، ونحن نشكركم على وفائكم لنا، فأنتم شعب عظيم، مضيفاً أن الأميرة شاهناز لم تحضر اليوم أو أمس فى ذكرى وفاة والدها. وقال إن ال 10 أفراد الذين جاءوا بالأمس فى الساعة الرابعة، كان بينهم 2 من أمريكا وباريس ولندن، وتلا أحد الشيوخ القرآن، ولم يحضر نساء العائلة البهلوية بسبب الوضع الأمنى. وتحدث جواد شايسته ل"اليوم السابع" قائلا إن فرح ديبا ستأتى مصر العام القادم، موضحاً أنها لم تكن تنوى المجىء هذا العام لإحياء مراسم ذكرى رحيل الشاه بسبب حزنها على فقدان ابنها الأصغر "عليرضا بهلوى" الذى توفى فى يناير الماضى. ورداً على سؤال "اليوم السابع" فيما لو كانت الشهبانو على علاقة بأفراد النظام السابق، قال شايسته إنها "كانت علاقة صداقة فقط"، مؤكداً أنها لم تطلب من المجلس العسكرى دخول البلاد، فأرادت ألا تثقل عليه فى مثل هذه الظروف التى تعيش فيها مصر. وتحدث أحمد ل "اليوم السابع" وهو شاب ابن أحد شيوخ المسجد والقائم على مقبرة الشاه، قائلا إن كل عام كانت تقام مراسم ذكرى وفاة الشاه وكان يصل وفد يضم أسرة بهلوى وأقاربهم ومحبيهم وكان يقرأ القرآن وتلقى الشهبانو خطبة على الحاضرين، وغالبا كانت تصطحب معها السيدة جيهان السادات فتربطهما علاقة صداقة قوية منذ القدم، أما اليوم فلم يحضر أحد من أفراد الأسرة البهلوية سوى 10 أفراد، ولم يحضر الأمن الذى كان يؤمن لهم الطريق أمس فى غياب إعلامى، وقاموا بقراءة القرآن ورحلوا.