حققت البورصة المصرية إرتفاعات قياسية لدى إغلاق تعاملات الأحد، مستهل تعاملات الأسبوع، وسط عمليات شراء مكثفة من قبل المستثمرين ما أدى إلى تلاشي عروض البيع من شاشات التداول على كثير من الأسهم. وأغلق مؤشر «egx100» الأوسع نطاقاً والذي يقيس أداء أنشط 100 سهماً بالبورصة على ارتفاع نسبته 7.12% ليصل إلى 870.95 نقطة، كما ارتفع مؤشر«egx70» بنسبة 8.5 % مغلقا عند 546.72 نقطة. وربح مؤشر «egx30»الرئيسي نحو 5.28 % ليبلغ 5212.8 نقطة، وبلغ إجمالي التعاملات بالسوق 1.6 مليار جنيه، متضمنة تعاملات على السندات بنظام المتعاملين الرئيسيين. كانت مؤشرات البورصة، ارتفعت بشكل جماعي خلال تعاملات جلسة الأحد، أولى جلسات الأسبوع، التي شهدت تعليق التداول لمدة نصف ساعة بعد مرور 6 دقائق من بدايتها بسبب صعود مؤشر الأسعار «egx100» بنسبة تجاوزت 5%، مدعوماً بصعود الأسهم القائدة وسط حالة من التفاؤل والفرحة تسيطر على المستثمرين والسماسرة. وتحول مؤشر البورصة الرئيسى للأسهم النشطة للارتفاع لأول مرة منذ استئناف التداول بالبورصة، ليغلق على ارتفاع 5.2 % بعد أن كسب 261 نقطة ليستقر مع الإغلاق عند 5212 نقطة، بينما فاقت الارتفاعات في مؤشرا الأسعار الارتفاع في المؤشر الرئيسى حيث قفز مؤشر «egx70» بنحو 8.5 % و «egx100» الأوسع نطاقاً بنحو 7.1 %. واستردت الأسهم خلال تعاملات الأحد 17.8 مليار جنيه من خسائر التي لحقت بها منذ بداية الأزمة والبالغة نحو 98 مليار جنيه، وسط ارتفاع لأسعار إغلاق 158 ورقة مالية في مقابل انخفاض أسعار 24 ورقة أخرى. وبلغت التعاملات الإجمالية 1.6 مليار جنيه، متضمنة تعاملات على السندات بنظام المتعاملون الرئيسيون، واستحوذت المؤسسات على 80 % من إجمالي التعاملات في مقابل 20% للأفراد. واتجهت تعاملات الأجانب للبيع بصافي تعاملات 190.5 مليون جنيه، فيما اتجهت تعاملات المستثمرين المصريين والعرب نحو الشراء بتعاملات صافية 141.8 مليون جنيه و 48.6 مليون جنيه على التوالي. وتصدرت الارتفاعات أسهم المصرية للأقمار الصناعية، وسماد مصر، والقاهرة للأدوية، والشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول، وأسمنت سيناء، وأسمنت قنا، بالنسب القصوى للارتفاع 10%. وارتفعت أسهم أوراسكوم تليكوم، والبنك التجارى الدولي، وأوراسكوم للإنشاء، وبايونيرز القابضة للاستثمارات، بنسب تراوحت بين 7 % و 10 %، فيما واصلت أسهم مجموعة طلعت مصطفى، وحديد عز، وبالم هيلز للاستثمارات، والسادس من أكتوبر للتنمية الهبوط متصدرة هبوط الأسهم بنسب تراوحت بين 8 % و 10%. وقال محمد عبدالسلام رئيس مصر للمقاصة، والقائم باعمال رئيس البورصة، إن تحول المؤشر للصعود وتعليق التداول لمدة نصف ساعة بسبب الصعود تطبيقاً للقواعد، يعد مؤشر إيجابي عن بدء عودة الثقة لدى المستثمرين في السوق، بخلاف تأكدهم من وجود فرص استثمارية جيدة به. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقدته البورصة مع بدء الجلسة بحضو الدكتور هاني سري الدين رئيس هيئة سوق المال الأسبق، وشريف رأفت رئيس البورصة الأسبق، وعدد من إعضاء مجلس إدارة البورصة السابقين، أن السوق ارتفع بدعم من شركات السمسرة والمؤسسات المالية التي ساهمت فى تهدئة الستثمرين ودعم السوق. من جانبه قال الدكتور هاني سري الدين رئيس الهيئة العامة لسوق المال الأسبق، إن استقرار السوق في الوقت الحالي يعد مؤشر جيد، غير أنه أكد أن عودة السوق للعمل بآليات السوق الطبيعية في أسرع وقت تعد المؤشر الرئيسي لاستقرار السوق. وطالب بسرعة اتخاذ الجهات المعنية بالسوق قرارات وإجراءات من شأنها عودة السوق لطبيعته في أقرب وقت ممكن، قائلاً كلما عدنا لآليات السوق في أسرع وقت، كلما كان الأمر أفضل، وطالب بعدم التدخل في آليات السوق الحر لأن البورصة من شأنها تعديل وضعها طبقاً لنظريات أن أي هبوط يعقبه صعود والعكس. من ناحية اخرى علق معتصم الشهيدي العضو المنتدب لإحدى شركات الأوراق المالية، على الجلسة قائلاً إن الوضع أفضل مما كان عليه بكثير، مؤكداً أن تواجد المؤسسات في السوق مؤشر جيد على وجود فرص استثمارية. وأضاف أن ارتفاع المؤشر بالحدود القصوى وإيقاف التداول بسبب الصعود كان متوقعاً فى ظل حالة التفاؤل التي سيطرت على المتعاملين خلال تعاملات الخميس الماضي، موضحاً أنه من الطبيعي أن يحدث صعود عقب الهبوط الحاد. وتابع : البورصة مؤشر لاستشراق المستقبل، وانخفضت خلال الجلسات الأخيرة من شهر يناير في ظل توقعات حدوث أزمة، والآن ارتفعت في ظل تنبوءات بتحسن الوضع الفترة المقبلة. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لخدمات إدارة صناديق الاستثمار، إن التعاملات شهدت عمليات شراء قوية على أسهم البنك التجاري الدولي، وأوارسكوم تليكوم، وأوراسكوم للإنشاء، والمصرية للاتصالات، وأضاف أنه من الواضح أن أداء البورصة يعكس تفاؤلاً قوياً من جانب المستثمرين ولكن المشتريات مازالت ضعيفة. وتوقع محمد عبدالرحيم، محلل مالي، أن يشهد السوق، الاثنين، انخفاض محدود بفعل عمليات التسييل السريع بهدف تحقيق أرباح ملموسة من وراء الصعود خلال جلسة الأحد والخميس الماضي، مؤكداً أن وجود تنوع في الموارد الطبيعية والصناعات المصرية وحجم السوق الكبير عامل مشجع للأجانب للعودة للبورصة المصرية بعد استقرارها في العمل ومقارنة بالبورصات في المنطقة العربية. وتوقع عودة الأجانب للسوق بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة على خلفية الاستقرار الاقتصادي من ناحية والاستقر السياسي بشكل عام .