قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي يعد سياسيا مخضرما ودبلوماسيا ماهرا قد أصبح في موقع يمثل نقطة التقاء الكثير من الضغوط السياسية. ففي الوقت الذي يسعى فيه موسى لتحقيق طموحه السياسي بالوصول لرئاسة مصر، يجد نفسه مجبرا على القيام بعملية أشبه بالشعوذة تجاه مجموعة من القضايا، فمن بين أدواره التي يقوم بها حاليا هو اختبار رد فعل الشارع العربي تجاه العديد من مواقف أعضاء الجامعة العربية لصالح تلك الدول، بحسب كلير سبينسر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مركز أبحاث " تشاثام هاوس" البريطاني. يقول سبينسر : "يدرك الجميع الآن أن كل شئ يتغير في المنطقة، وهناك حالة نفور من القذافي بين أعضاء الجامعة العربية، إلا أنهم في موقف حرج أمام شعوبهم، وهو ما يجعل من عمرو موسى "بالون اختبار" لصالح الحكام العرب ليختبروا ردود فعل الشارع تجاه مواقفهم، وهو ما يفسر مواقف موسى المتذبذبة تجاه قرار حظر الجو الليبي ومسألة حماية المدنيين. ويضيف الباحث البريطاني بالقول إنه إضافة إلى ذلك فان موسى يواجه مناورة أخرى وهي طموحه الشخصي، حيث رفض ابعاد نفسه كمرشح محتمل للرئاسة المصرية، وعلى الرغم من احتمالية حصوله على الكثير من الدعم فيما يتعلق بترشحه للرئاسة، إلا أنه يواجه الكثير من العيوب أو نقاط الضعف، أولى تلك النقاط هو افتقاده لتنظيم سياسي، إلى جانب أنه محسوب على الجيل القديم الذي يحمله الشباب المصري مسؤولية التدهور الذي تعانيه بلادهم. فأحد أهداف أو أسباب الاحتجاجات التي تجتاح المنطقة العربية منذ عدة أشهر هو الرغبة في التخلص من سطوة وسلطة كبار السن، فالناخبون المصريون يتوقون لرؤية وجه أكثر اشراقا وحيوية بدلا من وجه مسن حتى لو كان دبلوماسيا مثيرا للاعجاب. واعتبرت الجادريان أن موسى من الشخصيات الدبلوماسية العربية القليلة التي تحظى بثقة القاده والشعوب في الوقت نفسه، مشيرة إلى موسى نجح في تحويل نفسه إلى شخصية مشهورة أثناء صعوده الناجح لهرم البيروقراطية المصرية.
