وصل وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى العاصمة الجزائرية قبل ظهر الأحد فى أول زيارة رسمية من نوعها بعد ثورة 25 يناير، وتستمر الزيارة ثلاثة أيام على رأس وفد يلتقي خلالها بكبار المسئولين هناك وعلى رأسهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه ومراد مدلسى وزير الخارجية. كما وصل على نفس الطائرة مراد مدلسى بعد مشاركته أمس بالقاهرة في الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لمتابعة تطورات الأزمة في سوريا. كان فى استقبال الوزيرين بمطار هوارى بومدين الدولي السفير عزالدين فهمى سفير مصر بالجزائر والسفير عبدالقادر حجار سفير الجزائر فى مصر بالإضافة إلى أعضاء السفارة المصرية، ويضم الوفد المرافق لوزير خارجية مصر كلا من السفير محمد مصطفى كمال مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والسفير أيمن مشرفة نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المغرب العربي وليبيا والمستشار ياسر علوى بالمكتب الفني لوزير الخارجية.. وكانت الحكومة الجزائرية قد أكدت أن العلاقات السياسية مع مصر تميزت على مدار السنوات الماضية بالتنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين وبتبادل الآراء على هامش الملتقيات الإقليمية والدولية. وذكر بيان صادر يوم الخميس الماضى عن وزارة الخارجية الجزائرية بمناسبة زيارة وزير الخارجية محمد كامل عمرو - ذكر أن الدولتين ترتبطان ب 18 اتفاقية و 19 مذكرة تفاهم وخمسة بروتوكولات تعاون إضافة إلى برامج تنفيذية لهذه الاتفاقيات في معظم المجالات؛ حيث شهد هذا التعاون في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في مجالات الاتصالات والاستثمار والتجارة والطاقة والمناجم والسياحة والنقل والصناعة والدواء والصيد البحري. وأضاف البيان أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد ارتفاعا ملحوظا حيث انتقل من 43 مليون دولار سنة 2000 إلى أكثر من 74 مليون دولار في 2010 فيما تمثل قيمة الصادرات الجزائرية مبلغ 416 مليون دولار في 2010 في حين قدرت الواردات من مصر بمبلغ 326 مليون دولار. من جهته أكد السفير عزالدين فهمى سفير مصر بالجزائر أن زيارة وزير الخارجية تعد نقلة نوعية للعلاقات بين البلدين وخاصة بعد ثورة 25 يناير، كما تدشن صحفة جديدة لدفع العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات. وأضاف فى تصريح له بهذه المناسبة أن مباحثات وزير الخارجية خلال زيارته التى تتزامن مع احتفالات الجزائر بالذكرى السابعة والخمسين لانطلاق ثورة نوفمبر المجيدة ستتناول مع كبار المسئولين وعلى رأسهم الرئيس بوتفليقه ووزير الخارجية مراد مدلسى سبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين فى كافة المجالات، بالإضافة إلى بحث سبل تفعيل الحوار الإستراتيجى بين مصر والجزائر فى ضوء عودة العلاقات بينهما إلى وضعها الطبيعي بعد أحداث مباراة تصفيات كأس العالم في عام 2009. وأوضح أن المباحثات المصرية الجزائرية ستتناول أيضا آخر التطورات التي شهدتها المنطقة وخاصة فى ليبيا وبحث القضايا محل الاهتمام المشترك سواء على مستوى منطقة الشرق الأوسط أو على مستوى إفريقيا. وأشار إلى أن المباحثات ستتناول أيضا تذليل العقبات التى تعترض تطور العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين فى ضوء الاستثمارات المصرية الكبيرة فى الجزائر، كما تتناول التعاون بين الدولتين فى مجال النفط وإنتاج وتصدير الغاز الطبيعى وموضوع ربط خطوط إنتاج الغاز والبترول التى تمدها الدولتان إلى الدول الأوروبية من أجل تزويدها بالغاز. تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي 492 مليونا و200 ألف دولار بزيادة قدرها 6ر23% عن نفس الفترة من العام الماضي حيث بلغت 397 مليونا ومائة ألف دولار.