قال د.محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين إنه لاداع للخوف من فلول النظام السابق والمستفيدين منهم مشيرا الى أن هؤلاء جميعاً ، قد خذلهم وأخزاهم الله، ونالوا مقت الشعب كله الذى عرف عن يقين كيف كانوا ناهبى أمواله ومبددى مصالحه وخائنى أمانته ومسلِّميه إلى الأعداء الخارجيين، لقاء مصالحهم الدنيئة وأنانيتهم المفرطة. وأضاف د. بديع : "يكفى ما أضاعوه من فرص النهضة وما سرقوه من مليارات يصعب حصرها وقد هربوها بكاملها خارج البلاد" مشيرا الى ان كل إنسان يربط نفسه بأساليب النظام البائد سيسقط فوراً من عين الشعب ولن يُقبل بحالٍ من الأحوال مهما حاول التلون وتغيير الثياب والهوية . وطالب د.بديع - فى بيانه اليوم - الخميس بالإسراع والتصميم على تحقيق أهداف الثورة بإقامة نظام حكم رشيد، تكون الكلمة الأولى والأخيرة فيه للشعب الأصيل، عن طريق مجلس يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً، ويكون صاحب الأمر والنهى ،فيختار الحكومة ويراقبها ويُرشِّدها حتى يكون هناك مجلس نيابى يخافه الحاكم . وأكد مرشد عام الاخوان أن هذا الامر لا يكون إلا بوضع دستور جديد للبلاد يعبر عن هويتها وأصالتها وينظم العلاقات بين الحاكم والمحكوم ويضمن الحقوق لجميع المواطنين على السواء ويضمن سير الأمة كلها فى طريق الرقى والنهوض والتقدم . وحذر المرشد العام من العدوّ الأساسىّ وهو المشروع الصهيو أمريكى والذى يسعى للسيطرة على المنطقة كلها لإقامة إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الجديد، وهؤلاء كانوا يعتبرون النظام البائد ( كنزاً استراتيجياً) ضامناً لمصالحهم ومُعيناً لهم فى تحقيق أهدافهم الخبيثة لافتا الى ان هؤلاء لن يسلِّموا بسهولة وسيبذلون قصارى جهدهم - وعن طريق عملائهم - لإعاقة مسيرة الثورة وإجهاض نتائجها وإحباط شبابها. وتايع مرشد الاخوان قائلا "إنه بالرغم من هذه المعوقات إلاان هناك مبشرات بالأمل، ومُفَندات لليأس ينبغي أن توضع في المقابل ،متمثلة فى نصر الله الذى تحقق فى فترة قصيرة، بما يشبه المعجزات و الإطاحة برأس النظام، وإزاحة الوريث، والخلاص من الحزب الوطنى، وتفكيك جهاز أمن الدولة، وحل المجالس المحلية، ومجلسى الشعب والشورى " . وعلى المستوى الدولى ،أوضح د.محمد بديع ان القوى العالمية من صهيونية وأمريكية تتوالى عليها الهزائم والانتكاسات بدءً من عزلة إسرائيل وفقدها الكثير من مناصريها فى المنطقة، والإخفاقات الأمريكية فى المجال العسكري (فى العراق وأفغانستان) والمجال الاقتصادي الذي يهدد بانهيار النظام الرأسمالي، نتيجة للسياسات الفاشلة، والإنفاق الهائل فى حروب بحجة القضاء على ما يسمونه بالإرهاب . وأشار د. بديع الى ان هذه العوامل كان لها الاثر فى فقد مصداقيتها لدى الشعوب - وتفقد الآن ثرواتها ولا نستبعد أن يكون مصيرها كمصير الاتحاد السوفيتى الذى انهار نتيجة العلو فى الأرض والظلم والاستبداد ، وفى المقابل فإن الثورات المباركة فى الربيع العربى تبشر بتغيير كامل فى خريطة الأمة العربية بأن تحرر شعوبها وتحطم القيود أمام فجر قادم ونصر وشيك.
