دعا المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبى لجنوب المتوسط برناردينو ليون إلى ضرورة الحوار والتعايش فى مصر بين التيارات المختلفة للخروج من الأزمة الراهنة. وأكد ليون - فى حديث خاص مع وكالة أنباء الشرق الأوسط الليلة الماضية - ضرورة سلمية المظاهرات ونبذ العنف من كافة الأطراف، مطالبا بإجراء تحقيقات شاملة ومحايدة وفعالة، فى أحداث العنف التى جرت فى مصر، وأعرب عن ثقته بقدرة الشعب المصرى على تجاوز الأزمة. وقال "إن الشعب المصرى شعب ناضج وذو تاريخ كبير ومشرف، وهو قادر على تجاوز الأزمات بكل ثقة". وعن اجتماعه مع وزير الخارجية محمد كامل عمرو على هامش اجتماعات وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى أول أمس الثلاثاء، قال المبعوث الأوروبى "إن الاجتماع تطرق إلى المساعدات المالية التى تعهد الاتحاد الأوروبى بتقديمها لدعم الاقتصاد المصرى". وأضاف "أن الاتحاد الأوروبى ينوى إرسال هذه المساعدات - والتى تبلغ 5 مليارات يورو - إلى مصر هذا العام أو العام الذى يليه"، وأوضح ليون أنه ناقش مع وزير الخارجية العلاقات بين الاتحاد الأوروبى ومصر وفى مقدمتها تعزيز التجارة وتشجيع الاستثمارات والتعاون فى مجال استرداد الأموال، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبى لن يدخر جهدا للمساعدة فى إعادة الأموال المهربة إلى مصر". وحول ما إذا كان يرى أن الثورة المصرية عادت إلى المربع صفر، قال المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبى لجنوب المتوسط برناردينو ليون "إن الثورة المصرية لم تعد إلى المربع صفر ولكن على الجميع العمل لاستكمال أهداف الثورة". وقال "إن التطورات الأخيرة لن تؤثر على العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبى"، مضيفا أن الاتحاد الأوروبى يرتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع مصر، حيث يعد الشريك التجارى الأول فى مصر. وعن الدور الذى يمكن أن يقوم به الاتحاد من أجل المتوسط لدعم مسيرة التحول الديمقراطى فى دول جنوب المتوسط، قال ليون "إن الاتحاد يمكنه القيام بدور حيوى فى دعم مسيرة التحول الديمقراطى فى دول جنوب المتوسط، من خلال وضع برامج ومشاريع تنموية تهدف إلى زيادة الاستثمارات فى القطاعات التى تولد فرص عمل جديدة". وردا على سؤال حول إمكانية التوصل إلى حل للأزمة السورية، قال ليون "إنه يعتقد أن الحل السياسى ربما يأخذ وقتا طويلا"، مشيرا إلى أهمية الجهود العربية والأوروبية للتوصل إلى حل لإنهاء الأزمة فى سوريا التى يسقط فيها العشرات من الضحايا يوميا. يذكر أن ليون كان قد بدأ أول أمس الثلاثاء، زيارة لمصر تستغرق يومين بهدف متابعة أعمال الاجتماع الأول لفريق العمل الأوروبى المصرى الذى عقد فى نوفمبر الماضى ولقاء عدد من المسئولين وقادة القوى السياسية.
