تتواصل المعارك الضارية بين الثوار الليبيين وكتائب القذافي في مدن بني وليد وسبها وسرت، آخر معاقل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، يأتي هذا في وقت قال فيه المتحدث باسمه موسى إبراهيم إنه تم أسر 17 "مرتزقا" بينهم فنيون وخبراء استشاريون فرنسيون وبريطانيون. فعلى جبهة سرت -مسقط رأس القذافي- أفاد مراسل الجزيرة أن الثوار سيطروا الأحد على بلدة ومنطقة سلطان شرق المدينة، وعلى مدينة زلة القريبة من مدينة الجفرة، كما يواصل الثوار حملتهم للسيطرة على المدينة التي أطلقوا صواريخ من مدخلها الجنوبي، كما تبادلوا إطلاق النار مع كتائب القذافي التي قالوا إنها تتحصن داخل مركز مؤتمرات "واغادوغو". وقال أحد الثوار إن الوضع "خطير جدا"، مؤكدا وجود الكثير من القناصة وتوفر كافة أنواع الأسلحة للكتائب. وقال طبيب في مستشفى ميداني أقيم في محطة للوقود على المشارف الغربية لمدينة سرت إن 16 من الثوار وسائق سيارة إسعاف قتلوا السبت، كما أنه استقبل 62 مصابا، لكنه لم يذكر وجود قتلى أو جرحى يوم الأحد. وقال ثوار عائدون من العمليات الدائرة في سرت وبني وليد إن المقاتلين الموالين للقذافي أبدوا مقاومة شديدة، واستخدموا الصواريخ والقذائف والمدفعية الثقيلة. أما في بني وليد (150 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، فقد انسحب الثوار بطريقة غير منظمة بعد فشل محاولة أخرى لاقتحامها. وحاول الثوار أكثر من مرة اقتحام بني وليد في الأيام القليلة الماضية لكنهم كانوا يتراجعون تحت وطأة نيران كثيفة من المدافعين عن البلدة. وقال أحد الثوار إنهم خططوا كي تقود الدبابات والشاحنات المزودة بمدافع مضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ الهجوم لكن المشاة تقدموا أولا دون إصدار أوامر. وأضاف أن قوات القذافي كانت تهاجمهم بشدة بالصواريخ وقذائف المورتر ولهذا انسحبوا. ورأى مراسل لرويترز مقاتلين ينسحبون على بعد نحو كيلومترين بعد أن كانوا قد اقتحموا المدينة. وفي هذه الأثناء، تقدمت عشرات السيارات والشاحنات التابعة لمدنيين السبت للخروج من المدينة، وتحدث سكان عن انقطاع في إمدادات المياه والكهرباء وسط معارك تندلع في الشوارع، وقالوا إن "قوات القذافي تجوب شوارع وسط المدينة مما أحال حياتهم إلى جحيم". وقال أحد السكان عندما كان الثوار يفتشون سيارته عند نقطة تفتيش "الوضع سيئ للغاية، الناس يعيشون في رعب". وأضاف "قوات القذافي تحاول إقناع الناس بأن الثوار مجرمون وأنه لا بد من قتلهم". في غضون ذلك أعلن موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي عن اعتقال 17 "مرتزقا" في مدينة بني وليد. وقال لقناة الرأي التي تبث من سوريا إن أغلب أفراد القوة الخاصة التي تم القبض عليهم فرنسيون، واثنان منهم إنجليزيان، وبينهم قطري واحد، وشخص من جنسية دولة آسيوية لم تحدد بعد، مشيرا إلى أن بين المجموعة خبراء وفنيون وضباط استشاريون. ولم يتسن على الفور التأكد من ادعاءات إبراهيم، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه لا توجد لديها معلومات بشأن هذا النبأ. ونفى مسؤولون فرنسيون وبريطانيون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) اعتقال جنود تابعين للحلف من قبل القوات التابعة للقذافي. إلى ذلك قال عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري لمدينة طرابلس إنه يرغب في بناء دولة مدنية ديمقراطية في ليبيا. وتوقع بلحاج في مقابلة مع رويترز، هزيمة القذافي الكاملة قريبا جدا، وأضاف أن الاستقرار يستتب في طرابلس بالتدريج في إطار عملية ستؤدي في النهاية إلى عودة الشرطة للشوارع، موضحا أنه سيسمح لمقاتلي المعارضة بالانضمام إليها إذا رغبوا في ذلك. وأضاف بلحاج أن أمام الليبيين تحديا كبيرا وهو بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية لها قواعد ويحكمها القضاء والمساواة.