إذا كنت جادا وتريد دخول السينما للاستمتاع واحترام عقلك فأنت غالبا ما تبحث عن اسم السيناريست أو المخرج؛ وبالطبع لن يكون فيلما لاستهلاك العيدية به من المشهيات التجارية الكفيلة بهجوم من مرتادى السينما فى الأعياد, وعلى الرغم من هذا قد تجد نفسك مدفوعا إما لنجم تحبه أو سيناريست واعد تتبع خطاه أو مخرج ترك بصيص الأمل لديك فى أعمال سابقة. لذلك ما دفعنى لمشاهدة فيلم بابا هو النجم أحمد السقا فى تجربة كوميدية جديدة بعد «تيمور وشفيقة» ولان مخرجه على ادريس الى جانب ان السيناريست هى زينب عزيز والتى أبدعت فى فيلم ألوان السما السابعة والذى لم ينل اهتماما جماهيريا ولكن منحه النقاد قدراً كبيراً من التقدير وأراه نموذج للافلام التى تتعامل مع ابطالها على انهم اشخاص حقيقيون من لحم ودم. واذا كانت أعمالها يغلب عليها روح الكوميدية، (يوم حار جدا). وفيلم حريم كريم، كلام فى الحب، يوم ما اتقابلنا، عصابة الدكتور عمر، بركات وأم السعد،. و«جدو حبيبى», فانها تميل الى الكوميديا الاجتماعية التى لا تجعل الإفيه محورها الرئيسى وللأسف ان هذا جاء على النقيض تماما من فيلمها الجديد (بابا) بطولة أحمد السقا ودرة, فالفكرة فى حد ذاتها قد تخلق نوعا جيدا من أفلام الكوميدية الانسانية. المعتمدة على حالة التباين بين دكتور متخصص فى أمراض النساء والولادة وله اسم فى عالم الخصوبة ولكنه غير قادر على الإنجاب, ولكن السيناريست زينب عزيز لم تعط قدراً من العمق للفكرة واكتفت بسلسلة مترابطة من الإفيهات والمواقف الكوميدية المختلقة للحصول على ضحكات الجمهور. والبداية فى حفل زواج الدكتور عندما يقوم بتوليد احدى المعازيم, وبالطبع والبديهى فى تلك الخلطات الدرامية ان تكون الإفيهات والمواقف تملك قدرا لا بأس به من الايحاءات الجنسية بداية من الاشارة الى استخدم «اللاب توب» كعامل مساعد للاثارة أو الصور المثيرة الموجودة فى احدى غرف المستشفى ولا مانع من مشاهد متعددة وحوارات عن العينة (الحيوانات المنوية) التى تأخذ من الزوج لإنجاح عملية التخصيب المجهرى والتى لا يلجأ اليها إلا بعد سنوات وليس بعد عدة شهور من الزواج كما كان فى الفيلم, ولزيادة الجرعة الكوميديا المفتعلة فالوسيلة المضمونة هى شخصية الرجل العربى الذى يأتى بزوجاته الأربع لعمل تلقيح صناعى وما تبع ذلك من حوار ومشاهد تصب فى اسلوب الكوميديا ذات الايحاءات الجنسية والتى لا يجب ان يراها أطفال, ولامانع من استخدام شخصية المتزمت الراغب فى الانجاب والذى يلجأ اليه على مضض وخاصة أنها وسيلة معتادة للضحك عندما يحاول الدكتور الكشف على زوجته, وهناك فرصة لإظهار الوحدة الوطنية بأن يكون صديق الزوج المتزوج حديثا ايضا ويستخدم نفس الوسيلة للانجاب مسيحيا لنرى مشهدا أمام الشموع وهو يتضرع ويصلى!. وفى وجود نجمة جميلة مثل درة فيجب اقتناص الفرصة بمشهد اغراء للسقا بمشهد على خلفية أغنية شادية «أنا إيرما».. وليس هناك مانع من وجود الممرضة المفتقرة الى الجمال والتى تحاول لفت نظر أحمد السقا إليها دائما مع شخصية الطبيب الأكبر والذى فى مقام الأب ولعب دوره صلاح عبدالله بشخصية وجودها منحصر فى زيادة مشهدين من الضحك. ولأن قماشة الفيلم لم تكن كافية لخلق شخصيات جديدة تثرى العمل, فلا مانع من سفر الدكتور فى مؤتمر للخارج ومحاضرة عن الانجاب تحولت الى خطبة, ثم لقاء مع صديقة قديمة يقضى معها ليلة فى منزلها ثم نعيش معه سلسلة من المشاهد الكوميدية مع طفل شقى استخدمت فى العديد من الأفلام المصرية والاجنبية بشكل ربما أكثر ابهارا والحجة خطاب تؤكد له أن هذا الطفل ابنه من لقاءات غرامية معها يستعرضها المخرج على ادريس بالمرة استهلاكا للوقت, ثم تجىء الزوجة من مصر لتكتشف حكاية الابن, ولأن الفيلم كوميدى (ومش عايزين نقلبها دراما) تخبرنا صديقته بأن الطفل يتيم وقامت بتبنيه وحاولت فقط اعطاء درس للدكتور الذى لم يفكر فى السؤال عنها بعد علاقتهما الغرامية. وطبعا توتة توتة وعشان تكمل الحدوتة يقرر الزوجان عدم الالتفاف لموضوع الانجاب والاهتمام بحياتهما الزوجية وتكون النتيجة أن الزوجة حامل وكمان تنجب توأم ليخرج الجميع سعداء بعد أن ضاعت العيدية والمنتج «مرضى» بعد استيلائه على عيديتك. وكله عند جمهور العيد أفلام!