كم كبير جدا من مشاهد «الفلاش باك» تكتظ بها مسلسلات رمضان هذا العام فلا يخلو مسلسل من مشاهد يعود بها البطل للخلف ليفسر موقفا أو ليعكس صفة من الصفات الشخصية التى كان يتمتع بها أو ليُذكر المشاهد بطفولته وانعكاساتها على شخصيته ولكن الغريب أن كل المسلسلات التى استخدمت الفلاش باك ابتعدت عن الهدف الأساسى من استخدامه، وهو الهروب من المط والتطويل وربط أحداث الماضى والحاضر ببعضها واستخدموه فقط من أجل تطويل الأحداث وزيادة عدد الحلقات ومعروف فنيا أن الفلاش باك سلاح ذو حدين إذا أسىء استخدامه سيؤدى إلى «لخبطة» المتلقى وهذا ما سنجده فى مسلسل «نيران صديقة» الذى استخدم الفلاش باك بأسلوب معقد جدا، الأمر الذى جعل الكثير من المشاهدين يفقدون المتابعة الجيدة للأحداث. مسلسل «رقم مجهول» هو الآخر قائم على مشاهد الفلاش باك ويستخدمها المخرج أحمد نادر جلال من أجل تفسير مواقف حياتية للبطل ومن أجل التشويق والإثارة أحيانا ولاستدعاء مشاعر الشخصيات أحيانا أخرى، ولكنها كثيرة جدا فالمسلسل بدأ مثيرًا ودمويًّا. أيضا مسلسل «فرعون» للفنان خالد صالح يستخدم مخرجه محمد على الفلاش باك كنوع من أنواع توضيح تاريخ شخصية «فرعون» وبداياته ولكنها للأسف تحمل الكثير من الأخطاء، ومنها مثلا على سبيل المثال أن يكون البطل فى المشهد من خلال الماكياج أصغر سنا لكن بقية الأبطال معه فى الفلاش باك فى نفس المرحلة العمرية قبل الفلاش باك. مشاهد الفلاش باك فى مسلسل «حكاية حياة» كثيرة جدا وبعضها لا داعى له ويمكن الاستغناء عنها والخطأ الذى يقع فيه مخرج العمل محمد سامى هو أنه يستخدم الفلاش باك متقطعا فالمفروض مراعاة احتوائه على نقلة واحدة للمشهد وعدم تقطيعه لأن هذه المشاهد كالحلم تسترجعها الذاكرة مرة واحدة وليس على أجزاء وهذا ما يخطئ فيه الكثير من المخرجين. الكاتب الكبير بشير الديك يرى أن الفلاش باك دخل الدراما عن طريق السينما واستخدمه الكثيرون لتغيير شكل الدراما وبرغم أنه مرهق وأى خطأ فى تركيبه يفقد المسلسل تسلسله الدرامى فإنه فى بعض الأحيان يكون مفيدا جدا، ويكون الكاتب والمخرج مضطرين لاستخدامه. الدكتور مختار يونس رئيس قسم المونتاج بالمعهد العالى للسينما سابقا أكد أن الفلاش باك من الممكن أن يكون الهدف منه تنشيط ذهن المشاهد وجذبه للعمل، لأن أحداث المسلسل الطويلة دائما يخشى بعض المخرجين أن تصيب المشاهد بالسرحان أثناء المتابعة، وفى بعض الأحيان فهى تساعد المخرج على تكثيف أفكار وخلفيات للمشاهد قد يستغرق سردها حلقات كثيرة. ويرى مختار أنه برغم التغيير الذى أحدثه الفلاش باك فى شكل الدراما، إلا أنه ضد كثرة استخدامه حتى لا يحدث لخبطة، لأن استخدامه صعب وأخطاؤه كثيرة، فأحيانا يفقد المشاهد سخونة الأحداث أو يتوه فيها، ولهذا يفضل استخدام الأسلوب العادى.