على مدى أمسيتين متتاليتين غنى الفنان العراقى كاظم الساهر الرومانسية والحب من خلال قصائد الشاعر السورى الراحل نزار قبانى فى إطار مهرجانات بيت الدين الدولية بجبل لبنان. أمام أكثر من عشرة آلاف شخص يومى الخميس والجمعة تنقل المطرب العراقى الشهير بصوته الذى يجمع بين القوة والعذوبة بين أكثر من عشر قصائد لنزار قبانى. غنى الساهر "زيدينى عشقا" و"مدرسة الحب" وهما أغنيتان كرستا شهرته فى العالم العربى، كما غنى "قولى احبك" و"اكرهها" من ألبومه "حبيبتى والمطر" الذى أطلقه عام 1999، بالإضافة إلى "حافية القدمين" و"المستبدة" و"الحب المستحيل". وصفق الحضور طويلا لواحدة من أغانيه الأخيرة التى تحمل عنوان "فاكهة الحب" وهى أيضا من كلمات قبانى يقول مطلعها "لا تهتمى فى إيقاع الوقت وأسماء السنوات/ أنت امرأة تبقى امرأة فى كل الأوقات/ أنت امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام/ أنت امرأة تسكن جسدى قبل ملايين الأعوام/ أنت امرأة صنعت من فاكهة الحب ومن ذهب الأحلام". وأدى الساهر كذلك بعضا من أغانيه الشعبية العراقية مثل "ها حبيبي" و"عبرت الشط" و"فرشت رمل البحر" وادى الرقصة الشعبية العراقية مع فرقته على أنغام أغنية "حلوة يا إم عيون السود". وخلال الأمسيتين يومى الخميس والجمعة قدم الساهر الذى اعتاد على أحياء حفلات فى بيت الدين منذ عدة سنوات أربعة من المشتركين الذين برزوا معه فى برنامج (ذا فويس) على قناة إم بى سى وغنى معهم أربعة من أغانيه. وكان الحضور كورس تلقائى له حيث تفاعل مع تأديته قصائد نزار قبانى الغزلية غير التقليدية التى تمجد المرأة والحب، وقبل أن يغادر خشبة المسرح وجه التحية إلى الحضور فى بيت الدين والتلال المجاورة. ويتميز المطرب العراقى وهو من مواليد 1957 يلقب بأنه "قيصر الغناء العربى" بأنه يلحن معظم الأغانى التى يؤديها وحصل خلال مسيرته الفنية على مدى 25 عاماً على العديد من الجوائز والتكريم من حكومات ومنظمات عالمية ووسائل إعلام وعين سفيرا للنوايا الحسنة من قبل صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف). وهتفت الفتيات باسمه مرة وبلقبه "القيصر" مرات بينما كان يرد عليهم بانحناءة من رأسه وبتوزيع التحيات، وعبر بعض الحضور عن إعجابهم بالساهر وقالت الشابة نور بعلبكى "أنها ليلة رومانسية بامتياز، كنت أحلم أن أشاهد القيصر على المسرح وها هو الحلم يتحقق اليوم". وقالت سيدة فى الخمسينات "فى عصر الثورات العربية جاء كاظم الساهر ليعمل ثورة غنائية ويمتعنا بها، اليوم شعرنا أننا كلنا عشاق وعندنا قلب يخفق ولا يهم أعمارنا الكبير والصغير تمايل مع القيصر ورف قلبه للحبيب". كانت مهرجانات بيت الدين انطلقت فى شهر يونيو حزيران من القصر الرئاسى الشهابى الأثرى مع العرض اللبنانى الذى حمل عنوان "على خطى ماركو بولو" فى رحلة موسيقية على طريق الحرير من الصين إلى البندقية وفرقة الألعاب البهلوانية الوطنية الصينية "سيرك سبلانديد". كما يستضيف المهرجان أمسية شرقية فى عرض يندرج تحت عنوان "أصداء من سوريا حى على الياسمين"، ومن عالم الجاز يستضيف المهرجان المغنية الأمريكية ديدى بريدجووتر والمغنية الفرنسية باتريسيا كاس ويختتم المهرجان فى 10 أغسطس بأمسية لأبرز نجاحات سيدة الغناء الفرنسى أديت بياف فى تحية للفنانة الكبيرة بعد مرور خمسين عاما على وفاتها.
