كشفت مؤسسة حقوقية يمنية غير حكومية، عن أن عدد حالات الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية فى اليمن خلال النصف الأول من العام الجارى 2013، بلغت 199 حالة انتهاك، تعرض لها 279 صحفيا وإعلاميا ووسيلة إعلامية. وقالت مؤسسة "حرية" للحقوق والحريات الإعلامية فى تقريرها عن وضع الحريات الإعلامية فى اليمن خلال الفترة منذ الأول من يناير 2013 وحتى 30 يونيو 2013، إن "أبرز الانتهاكات التى ارتكبت تمثلت فى القتل والشروع بالقتل والاعتداءات ومحاولات نسف وتفجير مقار وسائل ومؤسسات إعلامية ومحاكمات لصحافيين واختطافات وتهديدات مختلفة". وأوضح التقرير، الذى حصل عليه مراسل الأناضول اليوم الاثنين، أن حالات الانتهاك زادت 62 حالة عن نفس الفترة من العام الماضى، حيث رصدت المؤسسة 138 انتهاكاً خلال الستة أشهر الأولى من عام 2012". وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين ارتفعت نسبتها ودرجة خطورتها وأنها لازالت تشكل خطرا على حياتهم. وقال التقرير إن "مرتكبى تلك الانتهاكات يتوزعون على 14 جهة من بينها بلطجية (خارجون على القانون) مسلحون، شخصيات نافذة، الأمن العام (التابع للشرطة)، الأمن المركزى (التابع للشرطة)، الأمن السياسى (التابع للشرطة)، الشرطة العسكرية (التابعة للجيش)، وزارة الدفاع، البحث الجنائى (التابع للشرطة)، والحراك الجنوبى (تكتل للقوى السياسية اليمنية بجنوب البلاد)". وطالبت المؤسسة فى تقريرها السلطات الحكومية بالتحرك الجاد والسريع لوقف انتهاكات حرية الإعلام. ودعا التقرير كافة الجهات المسئولة إلى القيام بمسئولياتها واتخاذ مواقف جادة وحازمة تجاه الانتهاكات التى يتعرض لها الصحفيون ومحاسبة المتسببين فيها ووضع حد لظاهرة استهداف الإعلاميين ووقف ملاحقتهم وضمان سلامتهم من هذا الاستهداف الممنهج، الذى يؤدى إلى إخفاء المعلومة وتغييب الحقائق عن المواطن والرأى العام. من جانبه، قال خالد الحمادى رئيس مؤسسة "حرية" للحقوق والحريات الإعلامية إن "بعض تلك الانتهاكات تعد أخطر من سابقاتها التى حدثت فى نفس الفترة من السنة الماضية. وأشار إلى أنه تم استهداف عدد من الصحفيين مثل قتل الصحفى ماجد الشعبى الذى لقى مصرعه فى عدن (جنوب اليمن)، ومحاولة اغتيال الصحفى منصور نور بإطلاق الرصاص الحى عليه والتى أدت إلى بتر ساقه اليمنى، واختطاف ستة صحافيين أبرزهم الصحافية الهولندية يوديث اسبيخل وزوجها ومحاولة تفجير مبنى قناة (يمن شباب) الفضائية ومؤسسة المصدر المستقلة للصحافة. وتشهد مناطق مختلفة فى اليمن حالة انفلات أمنى شديدة بالتزامن مع استمرار جلسات "مؤتمر الحوار الوطنى الشامل"، الذى انطلق فى 18 مارس الماضى، ويستمر على مدى 6 أشهر؛ لمناقشة قضايا رئيسية تتعلق بالعدالة الانتقالية والحريات وغيرهما. وأطاحت الثورة الشعبية فى اليمن التى اندلعت فى فبراير 2011 بنظام الرئيس السابق على بعد الله صالح الذى تنحى عن السلطة بموجب مبادرة خليجية منحته حصانة قضائية من الملاحقة القضائية.
