شهدت السينما العالمية العديد من الأفلام الخيالية حول «الزومبى» أو «الأحياء الأموات» لكن النجم براد بيت يعيد تقديم «الزومبى» فى فيلم مختلف يحمل عنوان World War Z الذى يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية المصرية والعالمية ومن إخراج مارك فوستر، وبلغت ميزانية إنتاجه 170 مليون دولار. يتميز إيقاع الفيلم بالسرعة الشديدة سواء فى بداية الأحداث حيث لم يستغرق سوى مشهدين فقط، لتظهر بعد ذلك انفجارات ضخمة وصواريخ تطلقها طائرات هليكوبتر تحاول تفادى كارثة انتشار «الزومبى» بإحدى المناطق الحيوية بالولايات المتحدةالأمريكية، وما هى إلا ثوانٍ قليلة حتى تسود المنطقة حالة من الذعر الشديد، ويهرول الجميع لإنقاذ أنفسهم، ووسط تلك الأحداث يجد بطل الفيلم براد بيت «جيرى لين» وأسرته أنفسهم فى موقف رهيب، فهو مثل غيره لا يعرف شيئا عما يراه، ويحاول جمع التفاصيل التى يراها لكى يقف على حقيقة الأمور، خصوصا أنه محقق سابق لدى الأممالمتحدة لكنه ترك العمل بها منذ فترة. وتتصاعد الأحداث عند انتشار الفوضى فى المدينة، فهناك أمر غامض وغريب يجعل البشر يهاجمون بعضهم بشراسة غريبة، وفيروس قاتل ينتشر سريعاً عبر عضة واحدة من إنسان مصاب، ليتحول البشر إلى كائنات لا يمكن التعرف عليها بعد إصابتهم بالفيروس، أصول الفيروس غير معروفة، وعدد المصابين ينمو كل يوم، وسرعان ما يصبح الأمر وباءً عالميًا. ومع محاولات هروب «جيرى» من الإصابة بالفيروس وعدم قدرة الجيوش والحكومات على مواجهته، تستعين سلطات الجيش الأمريكى بجهود براد بيت الذى يرفض فى البداية العودة للعمل بالأممالمتحدة لكن رؤساءه يخبرونه بأنهم سيتكلفون بحماية أسرته فى مقابل أن يقبل العمل معهم مجددا ليوافق جيرى فى النهاية، حيث يرى رؤساؤه أنه الوحيد القادر على الوصول لحقيقة الأمر، فيترك أسرته ليسافر حول العالم للبحث عن مصدر هذا الوباء وإيجاد وسيلة لإيقاف انتشاره، ليضمن سلامة عائلته فى المقام الأول، فهو ليس بطلاً خارقًا ولكنه يعتمد على ذكائه وخبرته وغرائزه للخروج بالعالم من هذه الكارثة، بينما تعيش «كارين» زوجته حالة من القلق والتردد بين تشجيع زوجها على مهمته، وهى فى ذات الوقت تخاف من البقاء بمفردها هى وابنتها فى عالم يحاول البقاء على قيد الحياة. فكرة الفيلم بدأت من خلال الرواية الملحمية للروائى ماكسبروكسWorld War Z: An Oral History of the Zombie War، بعد أن قرأ المنتجون براد بيت وديدى جاردنر وجيريمى كلاينر الكتاب واتفقوا على أن تقوم شركتهم Plan B بتحويل الكتاب إلى فيلم، وعن ذلك يقول براد بيت لوسائل الإعلام الأمريكية: «قبل خمس سنوات، لم أكن أعرف شيئاً عن «الزومبى» لكن الآن أنا أعتبر نفسى خبيراً، وكتاب ماكس يتعامل مع «الزومبى» على أنه نوع من الوباء العالمى. أما عن أكثر المشاهد ومحاور الفيلم المستفزة والمثيرة للجدل خصوصا بالنسبة لمجتمعنا المصرى والشرق الأوسط، هو محاولة صناع الفيلم الترسيخ لفكرة وجود الكيان الإسرائيلى على أى دولة مثل باقى الدول، وليست كيانا مغتصبا لأرض فلسطين، فبطل العمل أثناء أحداث الفيلم يذهب إلى عدة دول من أجل إيجاد طريقة ما لعلاج المرض ومنها «إسرائيل» وتظهر مشاهد علوية للمسجد الأقصى باعتباره أحد معالم «إسرائيل»، ويُظهر الفيلم الحكومة الإسرائيلية على أنها تهتم بشعبها والشعوب العربية المجاورة الذين يلجأون إليها لحمايتهم من الإصابة بالمرض، وتظهر أعلام لدول عربية يذهب أهلها إلى إسرائيل، طالبين النجاة فرحين بمساعدة إسرائيل لهم، كما أنه ابتداء من تلك المشاهد ترافق بطل الفيلم جندية من الجيش الإسرائيلى «سيجين» لتساهم معه فى إنقاذ العالم من الوباء الخطير.