بعد أن كانت الشائعات تقتصر على الزواج والطلاق والحب والانفصال تطورت الشائعات إلى الوفاة.. كيف يصل الأمر إلى هذا الحد من الاستهتار ونشر الأكاذيب بل والأغرب من ذلك انتشار مثل هذه النوعية من الشائعات في شهر رمضان المبارك.. فلم يمر سوى 12 يومًا من الشهر الكريم وظهرت العديد من الشائعات التي طالت الأوساط السياسية والفنية والدينية وأشهرها وفاة البابا شنودة والفنانة نادية لطفي والفنان الشاب أحمد تهامي ووزير الدفاع السوري السابق علي حبيب وخميس ابن العقيد معمر القذافي.. كل هذا يجعلنا نتساءل لماذا هذه النوعية من الشائعات وخاصة في شهر رمضان ومن المستفيد منها؟.. وفاة البابا شنودة انتشرت كالنار في الهشيم على المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر ورغم نفي الكنيسة إلا أن هذا لم يردع انتشارها بل أكدت الوفاة جورجيت قليني على حسابها الشخصي في موقع تويتر وبعد ذلك تأكد أنه حساب مزور ولكن يظهر مدى ذكاء المروج للشائعة فجورجيت قليني مقربة من الكنيسة وكانت وقتها في أمريكا مما يصعب الوصول إليها للتأكد فيطول زمن الشائعة، ولكن قضى عليها ظهور البابا شنودة في العظة الأسبوعية قائلاً: "لقد جئتكم من عالم الأموات".. وتعليقًا على هذه الشائعة صرح القمص سرجيوس بأن الهدف من هذه الشائعة هو إحداث نوعًا من الارتباك وتشتيت الانتباه في الأوساط السياسية داعيًا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في نقل الأخبار. بينما أكد المفكر القبطي كمال زاخر أن توقيت الشائعة جاء في الوقت الذي تشهد فيه تحركات البابا شنودة نشاطًا ملموسًا على الصعيد السياسي وذلك بهدف إعاقة نشاطه وإحداث بلبلة وارتباك.. وبعد وفاة الفنانة هند رستم بيوم واحد انتشرت شائعة وفاة الفنانة نادية لطفي وصدقها الجميع إلا أنه تم تكذيبها وظهرت وأعلنت قائلة في أحد المواقع الالكترونية: "الخبثاء وراء انتشار شائعة وفاتي".. ولا نعرف لماذا هذه الشائعة ظهرت بعد وفاة هند رستم مباشرة وما الرابط بينهما هل الغيرة الفنية أيضًا أم الغيرة الموتية!! وفي الوسط الفني أيضًا انتشرت منذ عدة أيام شائعة وفاة الفنان الشاب أحمد تهامي –والذي ظهر في التجربة الدنماركية كأحد أبناء عادل إمام- بدون مقدمات أو أسباب حقيقية وتفاصيل الشائعة أنه توفي في حادث سيارة ولم تمر ساعات إلا ويظهر تهامي ويكذب الشائعة قائلا: "شائعة وفاتي سخيفة" في الوقت الذي فسر البعض انطلق هذه الشائعة تفسيرًا فنيًّا بظهوره في إحدى حلقات مسلسل الكبير أوي للفنان أحمد مكي على سبيل الترويج والتسويق.. ومن الوسط الفني إلى الوسط السياسي في بؤر الصراع على المستوى الإقليمي في سوريا وليبيا الشائعة التي كادت أن تصدق لولا الظهور وهي وفاة خميس ابن العقيد معمر القذافي، وتفسيرها يأتي في إطار الحرب النفسية بين الثوار وكتائب القذافي فربما يكون نظام العقيد معمر القذافي هو من أطلقها وكذبها حتى يلعب بأعصاب الثوار ضده وربما يكون الثوار حتى يضغطوا على العقيد ولكن يبقى ظهور خميس هو الحاسم في الأمور وهو ما حدث.. كما شهد الأسبوع الماضي أيضًا شائعة من العيار الثقيل في الأوساط السياسية في سوريا وهي وفاة وزير الدفاع السوري على حبيب بعد استقالته أو إقالته وتفاصيله كانت مقنعة حيث وجد مقتولا في منزله وانطلقت التفسيرات لتبرر حدوث ما لم يحدث من أنه كان معارضًا للنظام أو معارضًا لاقتحام الجيش حماة وما إلى ذلك إلى أن ظهر أيضًا على التليفزيون السوري ليكذب كل شيء..