وصف محللون صينيون النجاح الصينى الجديد وتمكن مركبة الفضاء الصينية المأهولة "شنتشو10" من الالتحام مع المحطة الفضائية "تيانقونج 1"، أو"القصر السماوى"، مما يثبت أن الصين أتقنت تكنولوجيا الالتحام الفضائى وأنها واثقة من إمكانية استكشاف الفضاء لأغراض سلمية. وقال المحللون إنه بداية من رحلات طيران المركبات الفضائية المأهولة إلى الالتحام بالمكوك الفضائي، حققت بعثات الصين الفضائية المأهولة تقدما هائلا خلال العقد الماضي، ولم تعد "شنتشو10" المحمولة بواسطة الصاروخ "لونج مارش-2 اف" رحلة فضائية تجريبية لكنها أصبحت ثانى نظام طيران فضائى فى العالم بعد المركبة الفضائية الروسية "سويوز" التى تقوم بنقل رواد الفضاء والإمدادات إلى أى محطة فضائية بالمدار. وأضافوا أنه على الرغم من تأخر انضمامها لنادى تكنولوجيا الفضاء فإن النجاح الذى حققته الصين فى وقت قصير جاء نتيجة تطبيق مبدأ "خطوات متأنية" الذى يتطلب ضمانا بنسبة 100 % لكل خطوة خلال البحث والاستكشاف الفضائى.. موضحين أن الصين نجحت فى إرسال أول رائد فضاء للمدار خارج الأرض فى عام 2003 وخلال الأعوام التسعة التالية تم إرسال 7 رواد فضاء من بينهم رائدة فضاء ونجحت فى إتقان تكنولوجيا الالتحام اليدوى والآلى. وأوضح المحللون أن سياسة الصين "لتركيز الموارد والقيام بأمور هامة" وفرت لبرنامج الفضاء أكثر التكنولوجيات تقدما وأكثر فرق العمل كفاءة وأكثر العاملين مهارة، مشيرين إلى أنه عندما مشى رائد الفضاء الأمريكى نيل أرمسترونج أولى خطواته على القمر كان هناك فريق عمل يتجاوز 400 ألف شخص وبالمثل يوجد الآن 700 ألف باحث فى مجال الفضاء فى الصين وآلاف الإدارات التى تساهم فى البعثات الفضائية. وأضافوا إلى أن الوصول القمر كان حلما وأمنية طويلة المدى للأمة الصينية منذ العصور القديمة، لكن هذا الحلم تطور ضمن برنامج الفضاء الصينى الذى يسعى أيضا للاستغلال السلمى للفضاء بما يفيد البشرية ويساعد الشعب الصينى فى تحقيق حلم الفضاء. ولفت المحللون الصينيون إلى أنه منذ إطلاق برنامج الفضاء الصينى المأهول فى عام 1992، نجحت الصين فى التعاون مع الدول والمناطق المعنية فى المنطقة من أجل تحقيق تقدم وتنمية لتكنولوجيا الفضاء بالعالم .. مستشهدين بمقولة للرئيس الصينى شى جين بينج إن رواد الفضاء يحملون "حلم الفضاء" للأمة الصينية ويمثل الطموحات السامية للشعب الصينى فى استكشاف الفضاء. ووصف المحللون رغم ذلك بأن الحلم الصينى يعتبر متواضع، حيث أن الصين تأخرت عقودا عن الروس والأمريكيين فى تكنولوجيا الفضاء، لكنها سعت بشكل حثيث للحاق بركبهما عن طريق تطبيق برنامج فضاء مأهول من ثلاث مراحل مصمم بعناية.
