اعتبر معظم الروس ولفترة طويلة أن الرئيس فلاديمير بوتين هو رجل أعزب فى واقع الأمر، حيث بات ظهور قرينته لودميلا بوتينا علنا من الأمور نادرة الحدوث لسنوات عديدة. ومن ثم فلم يكن أمر إعلان الزوجين عن طلاقهما أمس الخميس مفاجئا للكثيرين. وقالت يلينا بتريكوفا وهى تعمل مدرسة فى المرحلة الابتدائية فى موسكو: "شعرت أن هذا أمر كنت أتوقعه منذ فترة طويلة". وفى 6 يناير الماضى، استضاف بوتين حفل عشاء صغير للممثل الفرنسى جيرار دوبارديو فى مقر إقامته فى مدينة سوتشى على البحر الأسود، وكان هذا اليوم يوافق عيد ميلاد زوجته الخامس والخمسين والذى مر مرور الكرام وبدون أى ذكر رسمى له ودون أن يرفع أحد حاجب الاندهاش. ولم تكن هناك مفاجأة كذلك فى اليوم التالى عندما حضر بوتين بمفرده صلاة عيد الميلاد لطائفة الأرثوذكس. أما الأمر غير العادى فهو طريقة إعلان نبأ الطلاق أمس الخميس، حيث إنه لم يكن بيانا جافا أو تسريب خبر لإحدى وسائل الإعلام الوطنية، ولكن جاء فى حديث لمدة ثلاث دقائق مع طاقم التلفزيون الرسمى الذى كان يغطى ظهور لودميلا بوتينا المفاجئ مع زوجها لحضور حفل باليه بالكريملين. فبعد الدردشة حول الباليه، سأل مراسل التليفزيون الزوجين عن صحة الشائعات بأنهما لا يعيشان معا. أخذ بوتين نفسا عميقا قبل أن يجيب: "هو كذلك" موضحا أن حياته "العامة بصورة مطلقة" لا توافق زوجته تماما. ثم ما لبثت ليودميلا بوتينا أن قالت: "زواجنا انتهى"، لأنهما عمليا لا يرى أحدهما الآخر. وقد أثار تفسيرها بأنها لا تحب الشهرة ولا تطيق السفر بالطيران السخرية كذلك لأنها عملت كمضيفة جوية قبل زواجها من بوتين فى عام 1983. وقد ألقت الشكوك بظلالها على الرسالة الرئيسية وراء أنباء الخميس الصادمة بأن بوتين ببساطة يعمل كثيرا بحيث لا يجد وقتا لزوجته. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف لموقع لايف نيوز الروسى: "يعلم الجميع أنه كرس نفسه لفترة طويلة لخدمة البلاد - بغض النظر عما يبدو عليه هذا الحديث من مديح". جاءت هذه الكلمات وسط شائعات عن الحياة العاطفية لبوتين والتى تركزت أولا على ألينا كابايفا وهى بطلة اولمبية سابقة فى الجمباز الإيقاعى حازت الميدالية الذهبية قبل أن تصبح نائبة بمجلس الدوما عن حزب روسيا الموحدة المؤيد لبوتين. وأصابت الشهرة كابايفا فى عام 2008 عندما أعلنت صحيفة تصدر فى موسكو عن توقفها عن الصدور بعدما نشرت تقريرا مفاده أن بوتين وكابايفا على وشك الزواج . وقد أنكرت ذلك فى الوقت الذى أفادت فيه تقارير بأنها قد وضعت طفلا وطفلة من بوتين وقد ظهرت هذه الأخبار بصورة حصرية فى صحيفة نيويورك بوست. وحاول بيسكوف أن يخمد هذه الشائعات بقوله اليوم الجمعة لإذاعة إيكو موسكوفى: "لا توجد امرأة أخرى فى حياة بوتين". ولا يزال بوتين هو الرئيس السياسى الأكثر شعبية بنسبة كبيرة ولكن شعبيته قد تراجعت بحيث يرى المراقبون أنه لن يتمكن من الاستمرار فى الحكم لولاية رابعة فى عام 2018.