فى مارس من عام 2010 أعلن مجدى أيوب محافظ قنا السابق إنه تم اكتشاف "حائط قنا الأثرى" وقلعة يونانية حربية، يرجعان إلى العصر الرومانى بالكيلو 40 من طريق الصعيد- البحر الأحمر، وأضاف بأنه تم إخطار المجلس الأعلى للآثار بهذا الاكتشاف، والذى يقوم حاليا باستكمال البحث لتسجيله كمزار سياحى جديد، لينضم لسلسة الآثار الإسلامية والقبطية والفرعونية التى تذخر بها المحافظة، ومنذ ذلك الحين وها نحن على أعتاب نهاية عام ثالث على هذا الاكتشاف، ومازال حائط قنا الأثرى إحدى المحطات الرومانية على الطريق القديم بين قنا وأبو شعره على ساحل البحر الأحمر من أهم المناطق الأثرية بقنا يتعرض للإهمال من قبل المحافظة وهيئة الآثار، الأمر الذى يهدد بسقوط واندثار أثر يعود لآلاف السنين، فمتى يصبح الصعيد وآثاره على قائمة اهتمامات المسئولين؟ شاذلى دنقل باحث أثرى قال :إن محطة الحيطة تعتبر المرحلة قبل الأخيرة قبل الوصول إلى قنا وتبعد حوالى 40كيلو متر كم شمالا من طريق قنا – سفاجا، وتقع شرق الطريق الجديد طريق الصعيد البحر الأحمر، الذى يربط قنا بطريق سوهاج سفاجا الجديد وعلى بعد حوالى مائتى متر من الطريق الأسفلتى الجديد مما أتاح الفرصة لزيارتها، حيث إنه قبل ذلك كان يصعب الوصول إليها فى قلب الصحراء إلا بوسائل مواصلات خاصة. وأشارت خديجة فيصل– أن البعثات فى الحيطة عثرت على ثلاث عملات ترجع للقرن الرابع الميلادى وكذلك على قطع من الأوستراكا ترجع للعصر الرومانى ( القرن الأول – الثانى الميلادى ) يضم الحائط الأثرى حصنين، أحدهما يقع فى الوادى والحصن الآخر يقع على قمة التل المجاور، والذى يبعد بحوالى 100-1500متر شمال الحصن الأول وعلى ارتفاع حوالى 40 مترا تقريبا من بطن الوادى. الحصن الذى يقع أعلى التل يتكون من مبنى من الطوب اللبن فيما عدا بعض المداميك السفلية من كتل الزلط، وله شكل غير منتظم يتبع سطح التل المتعرج، الذى شيد فوقه أقصى أبعاد للجدران الخارجية حوالى 75X35 متر ومتوسط سمكها حوالى 60سم وفى بعض الأماكن يبلغ ارتفاع الجدران 6-8 أمتار تقريبا، وتوجد أبراج فى ثلاث أركان من الحصن، ومدخل هذا الحصن من المحتمل أن يكون تجاه الجنوب فى مواجهة الحصن السفلى الواقع فى الوادى والمدخل محاط بما يبدو أنه بقايا بوابة وهناك طريق يؤدى إلى أعلى من الجهة الجنوبية صاعدا من الوادى ومعظم الجدار الشمالى لهذا الحصن غير موجود ولا أثر له. وربما كان يستعمل هذا الحصن كبرج لمراقبة الطريق. والثانى الحصن الموجود فى الوادى يقع هذا الحصن بالوادى وهو مشابه لكافة الحصون الأخرى على الطريق من عده نواحى وهو أيضا غير عادى فى شكله وله مدخل واحد فى الجانب الجنوبى منه وأبعاد الحصن حوالى 76x45 تقريبا والمدخل محاط ببرجين على شكل نصف دائرى من الطوب اللبن مهدمين وبحالة سيئة من الحفظ ويوجد برج من الطوب اللبن مربع ضخم يقع خلف برج البوابة الشرقى ويبلغ ارتفاع الجزء الباقى منه حوالى 8 أمتار وجدران الحصن مدمرة أو مفقودة فى النهايات الشمالية الغربية والشرقية ربما بواسطة السيول التى تمر عبر الوادى المجاور وهناك مدق قديم ساهم أيضا فى تخريب جزء من هذا الجدار. جدران الحصن بصفة عامة مشيدة فى الجزء السفلى من كتل الزلط وملاط من الطين وفى كل الأجزاء الباقية يوجد إضافات من الطوب اللبن أعلى المداميك المشيدة من كتل الزلط ومعظم المبانى الداخلية للحصن مشيدة من الطوب اللبن ومحفوظة إلى حد ما، وكانت الأقببية تستخدم لسقف تلك العناصر من حجرات وغيرها بداخل البوابة وإلى الغرب منها يوجد صهريج ضخم مستطيل الشكل وهو جزئيا مبطن بالطوب الأحمر المحروق ويحتوى على بئرين أحدهم يصل إلى مستوى الأرض ويقطع الركن الجنوبى الشرقى للصهريج وتوجد بقايا كتل زلطية تحيط به وفتحة هذا البئر مردومة إلى مستوى قاع الصهريج والبئر الأخر يقع فى قاع الصهريج ومبطن بالطوب الأحمر المحروق ويجاوره بداخل الحصن برج من الطوب اللبن. من جانبها تقوم منطقة آثار قنا حاليا باتخاذ الإجراءات اللازمة من تجهيز الخرائط ورفع الإحداثيات حتى يتسنى إخضاع وضم هذا الموقع إلى الأراضى الأثرية وتعيين الحراسة اللازمة وتجهيز مقر للحراس مزود بإمكانيات الإعاشة اللازمة نظرا لوقوعه فى منطقة نائية بالصحراء وإعداده للزيارة حتى يصبح أحد أهم المزارات السياحية فى جنوب مصر. يذكر أنه فى عام 1989 قامت بعثة جامعة ديلاوير الأمريكية بعمل مسح أثرى لدراسة وإعادة رسم معظم المنشآت الرئيسية الواقعة على الطريق القديم بين ساحل البحر الأحمر بدءا من محطة أبو شعره حتى قنا بوادى النيل ومن ضمن المحطات التى قامت البعثة بدراستها " محطة الحيطة أو حائط قنا الأثرى".