قال مصدر مقرب من المبعوث العربى والأممى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى، إن ضغوطا دولية وأممية مورست مؤخرا على الإبراهيمى لمحاولة إثنائه عن الاستقالة ودفعه للاستمرار فى مهمته. وأوضح أن "رغبة الإبراهيمى فى الاستقالة تزداد مع مرور الوقت، فهو يعتبر أن محاولته للتقدم نحو حلول سياسية، تتم عرقلتها بقرارات قد تدعم الحل العسكرى". وأكد المصدر طرح الإبراهيمى استقالته على الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، لكنه قال: "كل ما أعلمه أن الأممالمتحدة أبلغته أنها لن تعتبر استقالته رسمية، وطالبته بالتريث"، إلى جانب ضغوط أخرى مورست من أطراف دولية على رأسها الولاياتالمتحدة للاستمرار فى مهمته، وهو ما دفع الإبراهيمى، بحسب المصدر، إلى إرجاء الاستقالة لبحث ما إذا كانت الأطراف المعنية ستقوم بخطوات "إيجابية" نحو الحل السياسى. ورأى المصدر أن "هذه الخطوات الإيجابية قد تتمثل فى لقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الروسى فلاديمير بوتين فى يونيو المقبل على هامش قمة مجموعة الثمانى فى أيرلندا الشمالية، وهو ما قد يثنيه عن الاستقالة فى حال الاتفاق على الذهاب إلى (جنيف2) ". وتعد "جنيف 2" تطويرا لاتفاق "جنيف" الذى وضعته دول مجلس الأمن، إضافة إلى تركيا وعدد من دول الجامعة العربية برعاية المبعوث الدولى السابق إلى سوريا "كوفى عنان" فى يونيو2012، وتنص على تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية. ومن المنتظر أن يصل الأخضر الإبراهيمى إلى القاهرة عائدا من نيويورك فى 17 مايو الجارى، وهو الموعد المبدئى الذى حدده المبعوث الأممى العربى للعودة للقاهرة، و قال المصدر القريب منه إنه "كان من المقرر أن يصل القاهرة الأربعاء الماضى، لكنه قام بتأجيل زيارته، دون إبداء سبب". من جانبه، قال باتريك فينتريل، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى تصريحات صحفية، إن واشنطن تعول على أن يواصل الإبراهيمى عمله فى هذا المنصب. وأوضح فينتريل، مساء أمس الجمعة، أن "إدارة أوباما تريد أن يواصل الإبراهيمى عمله لكن القرار بهذا الشأن متروك له". فى سياق متصل، قال مصدر دبلوماسى أممى، اليوم السبت، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون يدرس تعيين الإبراهيمى مستشاراً خاصاً له للشأن السورى، فى حال تمسكه بالاستقالة من منصبه كمبعوث مشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وأضاف المصدر، الذى فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية منصبه، عبر الهاتف من نيويورك إن "الأمين العام للأمم المتحدة حاول إقناع الإبراهيمى بالبقاء فى منصبه بعد أن تقدم باستقالة شفهية له خلال الاجتماع الأخير بنيويورك، لكن الإبراهيمى أصر على موقفه؛ مما دفع بان كى مون إلى التفكير للاحتفاظ به فى منصب آخر". وأوضح المصدر الأممى أن "بان كى مون يحاول إقناع الإبراهيمى بالبقاء كمبعوث مشترك لسوريا - لكن إن لم يستطع - فهو يفضل أن يصبح الإبراهيمى مستشاره الخاص للشؤون السياسية السورية". وعن الوضع فى حال تفعيل الإبراهيمى استقالته رسمياً، نقل المصدر عن بان كى مون قوله "فى حالة إصرار الإبراهيمى على الاستقالة، سأحتاج إلى بعض الوقت قبل اختيار بديل له". ونقلت وسائل إعلام غربية مؤخرا عن مصادر دبلوماسية، لم تسمها، اعتزام الإبراهيمى تقديم استقالته، فى أعقاب قرار القمة العربية الأخيرة فى الدوحة بتسلم مقعد سوريا الدائم للائتلاف السورى الوطنى المعارض ودعم تسليح الجيش الحر، غير أن الإبراهيمى نفى ذلك بوضوح فى تصريحات أخيرة له، وقال: "لم أستقل ولكن عندما أستيقظ كل يوم أفكر فى ضرورة استقالتى.. ربما أستقيل يوما ما".