أحمد حسنى، محمود الجندى، عبد الله إمام وعبد الله عامر، أربعة شباب يقتربون من عمر العشرين، يدرسون فى كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، لاحظوا عدم تواجد للأنشطة الطلابية الهادفة لمستقبل الطلاب بعد التخرج، ومع بداية العام الدراسى لعام 2010 فكر الأربعة أصدقاء فى عمل أول نشاط طلابى داخل جامعة الأزهر، ليسجلوا به "الجون الأول" وسط الأنشطة الطلابية داخل أركان الأزهر. يتذكر عبد الله إمام بداية الفريق ويحكى، "زمان كنت لازم أروح جامعة القاهرة أو عين شمس علشان أعرف مستقبلى"، ولكن الآن الأمر اختلف قررنا أن نحدد مستقبلنا بأنفسنا ونساعد الآخرين فى تحديد مستقبلهم معنا، وبدأنا بتكوين الفريق لم ينجذب إلى الفكرة وقتها غير الأربع أصدقاء المؤسسين، وأطلقنا على الفريق اسم "spread your skills" أى انشر مهارتك. نهدف من الفريق سد الفجوة بين سوق العمل والدراسة من خلال محاضرات مجانية للطلاب، بالإضافة إلى أننا نحاول تطوير الجامعة والعمل على تزويد الطلبة بداخلها بمختلف المعرفة والمهارات، وذلك عن طريق الجمع بين الطلبة والخريجين وأساتذة الجامعة، للوصول إلى طريقة يصبح فيها الطالب فعال ومؤثر داخل الجامعة. نحن نؤمن داخل الفريق أن لكل منا مهارته الخاصة يتميز بها عن الآخرين، وانطلاقا من هذا قمنا أول عام بنشر فكرة التطوع، وعمل لقاءات لتنمية مهارات الطلاب وتعريفهم بأنشطة العمل بالفريق، ووصل عددنا مع اقتراب نهاية العام الأول إلى 15 شابا. ويضيف لم ننسى فى هذا العام الفتيات داخل مختلف كليات جامعة الأزهر، وكان التواصل معهم صعب بعض الشىء نظرا للوائح والقوانين داخل جامعات الأزهر، ولكن استطعنا أن نساعدهم على تكوين فريق مثلنا ولكن من الفتيات، حتى وصل عددنا هذا العام إلى 48 ولدا، و10 فتيات فى كليات البنات، و25 فتاة فى جامعة الأزهر فرع العاشر من رمضان، وفى طريقنا الآن لتكوين فريق فى فرع الجامعة بالدراسة. وفى العام الدراسى الحالى كان علينا البدء بشكل قوى، وكان ذلك عن طريق عمل محاضرة كبيرة مع المهندس أسامة الجوادى "مؤسس فريق معا" عن كيفية كتابة "السى فى" بعد التخرج واكتساب الخبرات، وحضر فيها ما يزيد عن 400 طالب، ووضعنا خطة للفصل الدراسى الحالى ببرنامجين أساسيين، الأول "speak up" هدفنا منه تطوير اللغة بالنسبة للطلاب عن طريق ورش عمل عن كيفية التحدث بالإنجليزية بطلاقة، لأن اللغة ممارسة وليست شهادات من مراكز مختلفة، وجاءت الفكر عن طريق دخول الطالب فى بيئة تحفزه على التحدث باللغات الأخرى وفى نفس الوقت نصحح أخطائهم المتكررة التى تحدث معهم، أما البرنامج الآخر أطلقنا عليه اسم "أنا تمهيدى" وهو يهدف إلى توجيه الطلبة الجدد فى عامهم الدراسى الأول لكيفية التعامل داخل الكلية، وتقديم لهم النصائح حتى لا يخطئوا كما أخطأنا ولم نجد أحد يرشدنا إلى الثواب، وكان ذلك مع بداية العام الدراسى الحالى، وحضر فيها ما يزيد عن 259 طالبا، بالإضافة إلى تنظيم محاضرة للدكتور مدحت ربيع بعنوان "فن الترجمة والمترجم" ووصل عدد الحضور فيها إلى أكثر من 500 طالب. ويشير عبد الله أنهم يستعدون فى الفترة القادمة لعمل 4 محاضرات نختم بهم العام الدراسى الحالى، الأولى للدكتور إدريس توفيق، كاتب ومذيع بريطانى مسلم، وتتحدث المحاضرة عن دور طالب الأزهر، لتغيير الجامعة ومصر والعالم العربى، ثم محاضرة أخرى عن كل المنح الدراسية المتوفرة حاليا، والتى تعمل على تأهيل الفرد للسوق العمل، وكيفية تأهيل الطالب نفسه لأخذ هذه المنح، ثم محاضرة مع الدكتور حسن وجيه رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر والمفاوض الدولى فى محاضرة بعنوان "فن التفاوض وإدارة الأزمات"، وأخيرا محاضرة مع المهندس عمر شوقى عن مهارات العرض. ولم يؤثر علينا الخلافات السياسية والمجتمعية التى تنتشر حاليا، فنحن لا نقيم الطالب وفقا لما ينتمى إليه من تيار سياسى، ولكن نقدم خدمة للجميع حتى يستفادوا، ولم يتوقف حلمنا على جامعات الأزهر فقط ولكن نريد أن ننتشر فى كل جامعات مصر، حتى نستطيع المساهمة ولو بجزء صغير تنمية الطالب ومساعدة على الخروج من طابور البطالة إلى طابور العمل.
