تشهد محافظة مطروح أزمة حادة فى مياه الشرب، بشكل غير مسبوق، خاصة فى مثل هذه الفترة من العام، حيث إن الأزمات المتكررة فى نقص مياه الشرب تحدث غالبا خلال الموسم السياحى والمصيفى، بسبب تزايد الاستهلاك مع قدوم ملايين المصطافين خلال فترة الصيف لقضاء إجازاتهم. وبدأت الأزمة منذ حوالى شهر، وأخذت فى التصاعد لأسباب مختلفة تمثلت فى نقص الوارد من مياه الشرب من خلال خط ال 1000 ملم المغذى للمحافظة من محطة الترشيح والتنقية بجنوب العلمين، والتى تمدها ترعة الحمام بالمياه، إضافة إلى التعديات على خط المياه على طول المسافة من العلمين، وحتى مرسى مطروح بطول حوالى 200 كيلو متر بقيام أصحاب المزارع بعمل وصلات خلسة لرى مزارعهم. وكذلك قيام بعض أهالى مدينة الضبعة بإغلاق خط المياه الرئيسى عن المحافظة، ووقف عمل الروافع، احتجاجا على رفض رئيس الشركة، ومماطلته فى توصيل خطوط المياه لهم وطالبوا بإقالة رئيس الشركة. ولم يقف الأمر عند ذلك حيث دخل سائقو سيارات نقل المياه لمنازل المواطنين فى إضراب عن العمل منذ أسبوع، وطالبوا بإقالة رئيس شركة مياه مطروح احتجاجا على سوء الإدارة وإهمال صيانة السيارات، وتوريد قطع غيار رديئة مما يتسبب فى أعطالها بشكل مستمر، ووضعهم فى مواجهة غضب الأهالى، وكذلك اعتراضهم على الجزاءات العقابية التى يتعرضون لها من إدارة الشركة دون سند أو دليل. وقد أثارت الأزمة الحالية فى نقص مياه الشرب حالة من الاستياء والغضب بين الأهالى تجاه المسئولين بالمحافظة، وخاصة قيادات شركة مياه الشرب والصرف الصحى، وتزايدت المطالبة بإقالة رئيس الشركة لسوء إدارة الإدارة، وتكرار الأزمات وتلاحقها حتى أن محافظ مطروح اللواء أحمد الهياتمى اعترف سابقا بسوء إدارة الشركة، وأنه طلب من وزير المرافق الدكتور عبد القوى خليفة منذ 3 أشهر إقالة رئيس الشركة استجابة للمطالب الشعبية إلا أن الوزير رفض ذلك. وكان عدد من أهالى مدينة الضبعة طالبوا المحافظ لحل مشكلة المياه، واشتكوا من إصرار رئيس الشركة ورفضه توصيل المياه من خط ال 1000 مليمتر لبعض التجمعات السكنية، بينما يتم التوصيل لبعض القرى السياحية بالمنطقة. من جانبه، قام المحافظ بزيارة أهالى الضبعة وبحث معهم مطالبهم ومشكلة المياه، وقد طالبه الأهالى بضرورة إقالة رئيس الشركة، وإلا سيقوم الأهالى بغلق المحابس الخاصة بالخط الرئيسى، ومنع وصول مياه الشرب إلى مرسى مطروح. وأكد المحافظ للأهالى بأنه اتصل بوزير المرافق ورئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وطلب نقل رئيس الشركة من مطروح. كما قرر المحافظ تشكيل لجنة من رئيس مجلس مدينة الضبعة وشركة مياه مطروح، وعدد من عمد ومشايخ الضبعة للمرور على خط مياه الشرب الرئيسى، للوقوف على حجم التعديات وإزالتها. وطالب المحافظ بتشكيل لجنة شعبية من أهالى الضبعة برئاسة الشيخ أبو بكر الجرارى تكون مهمتها تأمين خط المياه الرئيسى، وكذلك أن يتحمل كل عمدة وشيخ مسئولية حماية مسافة 5 كيلو مترات على طول خط المياه فى نطاق مركز الضبعة لوقف كافة التعديات والحفاظ على كميات المياه المنقولة داخل الخط. وفى محاولة لحل أزمة نقص مياه الشرب الحادة بمطروح، ونقل المياه للمواطنين بعد إضراب سائقى سيارات مياه الشرب بشركة مياه مطروح، قامت مديرية أمن مطروح بالمساعدة فى نقل المياه إلى المواطنين من خلال سيارات الإطفاء، كما وجه اللواء أحمد الهياتمى محافظ مطروح إلى استخدام سيارات نقل المياه بالمصالح الحكومية، والتى أهدتها القوات المسلحة إلى المحافظة فى نقل المياه إلى المواطنين، خاصة فى المناطق التى تعانى من أزمة شديدة بالمياه، وتم توزيعها بغراب توزيع المياه من خلال السكرتير العام والمساعد لمحافظة مطروح. من جانبه، أكد اللواء شريف إبراهيم فارس رئيس شركة مياه مطروح خلال لقاء مع عدد من أبناء مطروح المهتمين بحل المشكلة، أن الشركة تسعى لتلبية جميع المطالب المشروعة لرفع مستوى خدمة توفير المياه لجميع أهالى الضبعة، وأنه شكل لجنة خاصة لذلك، وأن هذه المشاريع موضوعة بالخطة قبل تصاعد الأزمة، وتصل تكلفتها 6 ملايين جنيه من إجمالى مشروعات المحافظة، والتى تتجاوز 90 مليونا هذا العام. وكان الدكتور محمود زهران مدير عام مديرية الصحة بالمحافظة، قد اشتكى من عدم ضخ المياه، وسيؤدى إلى التوقف عن إجراء العمليات الجراحية بالمستشفيات التى تحتاج للمياه بشكل رئيسى، والمديرية لا تملك إلا سيارتين لنقل المياه إحداهما سعة 10 طن والأخرى سعة 8 أطنان، وتخدم أكثر من 44 وحدة صحية بطريق مطروح الساحلى، و5 مستشفيات داخل مدينة مرسى مطروح، وهم مستشفى مطروح العام والأطفال والنساء والتوليد والصدر والحميات. وأضاف زهران، أن هناك صعوبة فى حصول السيارتين التابعتين للمديرية على المياه يوميا نظرا للضغط والزحام الشديد من جانب الأهالى وانتظار الدور. وحذر الدكتور عادل عبد الكريم وكيل مديرية الصحة، من أن وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى مطروح العام مهددة بالتوقف وتحتاج للمياه بصفة دورية، كما يهدد الأطباء المقيمين بمستشفى مطروح العام بالإضراب عن العمل، لعدم وجود مياه لتعقيم الغرف وأقسام مكافحة العدوى ولاحتياجاتهم الشخصية.