انطلقت بمدينة فاس المغربية أعمال المؤتمر الثالث للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بمشاركة ممثلي الحكومات والقطاعين العام والخاص والجهات المانحة اضافة الى خبراء من مختلف الدول العربية. وأكد الرئيس الحالي للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد اليمني أحمد الآنسي في الجلسة الافتتاحية ان الظروف الحالية بالعالم العربي تستدعي مضاعفة الجهود لمكافحة الفساد وتطوير استراتيجيات وطنية لتعزيز النزاهة ودعم الهيئات المختصة. وشدد الآنسي في المؤتمر الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار (المشاركة المجتمعية في مكافحة الفساد وآفاق تطوير آلياتها في الدول العربية) على ضرورة تعزيز التشريعات الوطنية في مجال مكافحة الفساد بالدول العربية قصد ملاءمتها مع التشريعات الدولية. من جهته اعتبر رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة في المغرب عبد السلام أبو درار أن هذا المؤتمر يعكس التقدم الذي تم تسجيله على مستوى التعاون العربي-العربي للتصدي للفساد انطلاقا من التخليق البنيوي لمختلف مستويات الحياة العامة في الدول العربية. وأشار أبو درار الى الجهود التي يبذلها المغرب في تفعيل آليات التعاون العربي الاقليمي والدولي لتطويق الفساد مؤكدا تشبث بلاده بالمعايير الدولية للنزاهة والشفافية ومحاربة الفساد من خلال انضمامه للاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد توقيعا ومصادقة. ودعا الى تقديم الدعم المادي والفني للمجتمع المدني من أجل تقوية قدراته الذاتية في المرافعة ومناصرة قضايا التصدي للفساد من خلال تمكينه من الحق في المعلومات والمساهمة في تبني برامج تربوية للتوعية والتثقيف ونشر الوعي الجماعي بتهديدات الفساد. وشدد على أهمية مساندة أنشطة الجمعيات المدنية والمنظمات الأهلية المختصة وتمكينها من المشاركة الفعلية في تكريس ثقافة النزاهة ومحاربة الفساد مضيفا ان الوعي بهذه الأهمية يحتم أيضا توطيد علاقات التواصل المستمر بين جمعيات المجتمع المدني في الوطن العربي. يذكر أن الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد وتراسها حاليا اليمن التي تأسست في يوليو 2008 تعد الآلية الاقليمية الأبرز التي تسعى لتوفير مساحة أوسع وأكثر انفتاحا للحوار الوطني بشأن مكافحة الفساد في الدول العربية.