أدان موقع " صوت ألمانيا " حادثة حرق المجمع العلمي بشارع قصر النيل معتبر ذلك خسارة شديدة لمصر والعالم حيث نشر علي موقعه الإليكتروني يقول خسائر الاحتجاجات والعنف الذي يشهده ميدان التحرير وسط القاهرة ليس ماديا وفي الأرواح فقط، وإنما منيت مصر بخسارة ثقافية كبيرة لا تعوض. إذ ألتهمت النيران المجمع العلمي الذي تعتبر محتوياته كنزاً ثقافياً يوثق تاريخ مصر الحديث.
أتت النيران على محتويات المجمع العلمي المصري، الذي يعد أحد أقدم المؤسسات العلمية في القاهرة والذي أنشأته الحملة الفرنسية عام 1798 بقرار من قائدها نابليون بونابرت. واشتعلت النيران مساء الجمعة 16 ديسمبر 2011 في المبنى الأثري الذي يقع في نهاية قصر العيني ويطل على ميدان التحرير، الذي يشهد اشتباكات بين ألوف المحتجين وقوات الجيش. واندلعت الاشتباكات بعد قيام قوات الشرطة العسكرية بفض اعتصام مئات النشطاء في شارع مجلس الشعب، الذي يوجد فيه مقرا مجلس الوزراء ومجلس الشعب. ويضم المجمع العلمي عشرات الألوف من الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة. وتقول وكالة رويترز إن مراسلها حاول دخول المبنى، لكن مواطنين وضباطا في المكان حذروه قائلين إنه معرض للانهيار في أي وقت. وقالت صحيفة "الأخبار" الحكومية إن حريق المجمع العلمي أدى إلى "تدمير 200 ألف كتاب نادر أهمها كتاب وصف مصر". وأدان الكثير من المثقفين وأساتذة الجامعات في مصر إحراق المجمع، فقد نقلت صحيفة "اليوم السابع" الالكترونية عن الدكتور مسلم شلتوت، عضو المجمع العلمي المصري، قوله إن حرق المجمع عملية قذرة، مطالباً ب"إعدام وحرق من قام بذلك العمل، لأنها مصيبة كبيرة"، واصفاً من أحرقوه بأنهم ليسوا ثواراً. ونقلت الصحيفة عن شلتوت قوله: " إن المجمع يضم وثائق نادرة وكتب تؤرخ للعلم من أيام الحملة الفرنسية، ولتاريخ العلم الحديث" وأضاف: "الخوف أن تصل النيران إلى الجمعية الجغرافية التي تحتوى تاريخ اكتشاف منابع النيل، كما أن المجمع يضم أول تصنيف للنباتات المصرية، والنباتات التي تنمو في الصحراء، وكذلك للحيوانات البرية والمستأنسة". من جانبه وصف عضو المجمع الدكتور يحيى الجمل، في حديث للصحيفة المصرية، "حريق المجمع العلمي المصري بالإجرام في حق مصر فهو يضم وثائق نادرة في العالم".
وتجددت الحرائق في مبنى المجمع العلمي المصري صباح الأحد 18 ديسمبر 2011 بعد انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل. وانتشر الدخان الكثيف أعلى المبنى فيما حاولت قوات الإطفاء السيطرة على الحريق وإخماده، غير أن أعداداً من المتظاهرين قامت بإلقاء الحجارة على قوات الإطفاء وقوات الجيش المتواجدة في شارع الشيخ ريحان وتقدمت القوات المسلحة تجاه تقاطع شارع الشيخ الريحان والقصر العيني لمطاردة المتظاهرين الذين سارعوا بالفرار. من ناحية أخرى أجلت لجنة أثرية مصرية اليوم معاينة مبنى المجمع العلمي المصري، حسب ما نقلته رويترز عن وزير الثقافة المصري شاكر عبد الحميد، الذي قال إنه سيشكل لجنة فنية لحصر محتويات المكتبة والبحث في المكتبات الخاصة عن نسخ بديلة لما احترق منها. وقال محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار في بيان إن اللجنة التي تشكلت برئاسة محسن سيد علي رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالوزارة لم تتمكن من معاينته اليوم الأحد وتم تأجيل عملها لوقت لاحق نظرا للحالة الأمنية بالمنطقة. وأضاف أنه سوف يخاطب السفير الفرنسي بالقاهرة "ليطلب من حكومة فرنسا المساهمة" في ترميم المبنى لإعادته لحالته.