إن ما يدور على أرض مصر وهذه المظاهرات والاعتصامات والاضرابات ماهي إلا أداة ضغط وحرب استباحوا فيها أساليب قذرة لعلمهم أنها المعركة الأخيرة والفاصلة حتى لا يخرج مجلس النواب إلى النور لأن خروجه سيؤدي إلى استقرار البلاد وبناء المؤسسات ومحاسبة اللصوص وتطهير القضاء والاعلام وجميع مؤسسات الدولة من الفساد لذلك فمجلس النواب ضد مصلحة هؤلاء جميعًا بجانب أن هناك نخبة مهووسين يريدون كرسي الرئاسة ولو على جثث المصريين بل ولو كان الثمن حرق مصر وهم يعلمون جيدًا أنهم لن يصلوا إليه بالديمقراطية لذلك الأن يزرعون الفوضى في كل مكان أملا في اسقاط الرئيس ومن بعدها يوزعون المناصب عليهم ومنهم من يحلم بعودة نظام مبارك ولذا يقاتلون بشراسة ويغدقون مليارات من اجل اسقاط الرئيس وتفويت الفرصة لخروج مجلس النواب وذلك بعد خروج الدستور الدائم والذي حدد صلاحيات كل جهة ويعطي الحقوق والحريات للمواطنين من صحة وتعليم وتأمينات ...الخ كما فصل بين السلطات الرئيسية الثلاثة وهي السلطة التنفيذية (الرئيس والحكومة) والسلطة التشريعية (مجلس الشورى والنواب) والسلطة القضائية (القضاء) حتى لا تغور سلطة على أخرى. إن ما يدور الان هي محاولة بائسة حتى لا يخرج مجلس النواب للنور بل هي الرفسة الأخيرة التي تشبه رفسة الانعام عند ذبحها أو رعشة الدجاجة وقفزتها بعد الذبح معركة يديرونها مستخدمين أسلحة ثلاثة هي : السلاح الأول : القضاء : الجهاز القضائي مسيس حتى وإن التزم الإجراءات القانونية المتعارف عليها. مثلاً هناك قضايا تعرض أمام بعض المحاكم (الإدارية أو الدستورية ) ويتم النظر فيها بسرعة شديدة مقارنة بغيرها ، بل أصبحت أحكامه الآن تعرف قبل صدورها بأيام بل أحيانا أسابيع وما تصريحات قاضية الدستورية الناصرية الشهيرة السابقة التي رددتها صباح مساء بالإعلام عنا ببعيد. السلاح الثاني : الإعلام : إن العاملين في جهاز الإعلام تحولوا من أداة لكشف الحقائق إلى أداة لتشويه الحقائق وهم يخوضون معركة ضارية وذلك للحفاظ على هذا الكنز الاستراتيجي الذي يمنحهم رواتب بالملايين التي يحصلون عليها من قنوات فلول النظام السابق ورجال أعمال مبارك تلك الأموال المنهوبة من قوت الشعب المصري فضلاً عن أن أكثرهم متورط في قضايا فساد ونهب أراضي لذا يقاتلون بضراوة حتى لا تضيع مصالحهم ولا يسألون عن فسادهم لاسيما بعد إقالة نائب مبارك صاحب ثلاجة الفساد الواسعة. السلاح الثالث : الدولة العميقة : هناك عناصر داخل جهاز الدولة يعملون على إفساد أي محاولة لإصلاح جهاز الدولة كما أنهم على اتصال بعناصر فاسدة من الاعلام والقضاء تسعى لإفشال الرئيس وإفشال تجربة الإخوان حتى يقول الناس : «أين أيام مبارك؟» وقد ارتفع هذا التوجه عند قطاع من الناس بالفعل وذلك للحفاظ على مواقعهم ومصالحهم وأموالهم المنهوبة ولذلك يخوضون معركة ضارية بكل ما أوتوا من قوة فالفشل معناه نهايتهم وضياع مصالحهم بل إن الأحكام تنتظرهم والسجون تشتاق اليهم إن لم يكن الإعدام. لكن أقول لكم اطمئنوا لن يحدث ذلك فهي كما قلت رعشة الموت وتذكروا قول الله تبارك وتعالى في سورة ال عمران : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174). لعلي اخي القارئ استطعت ان أشرح لك الموقف وأقرب لك الصورة حتى تكون على علم بما يحدث وثق أن نصر الله قادم لامحالة فكما خرج الدستور فستأتي المجالس المنتخبة وستشكل حكومة دائمة للبلاد تنهض بمصر وشعبها وصدق الله إذ يقول ( اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ). فمصر في حفظ الله والمصريون في كنف الله الى قيام الساعة فلنصبر ولنحتسب فالنصر قادم لامحالة.