على الرغم من الإنتقادات التي وجهت للسيد عبد الباري عطوان إلا أنه سيبقى مثالاً للكلمة الصادقة سواء باللسان أو بالقلم الذي يصفه البعض الجريء وليس المأجور، وهنا لا أريد الخوض بالمدح عن الشخصية الإعلامية التي تُعد من أبرز الشخصيات التي تتمتع بوزن سياسي ، ولها مكانه على المستوى العالمي وشخصية محبوبة في داخل الأوساط العربية . رجل يعرفه الكثيرون بمواقفه الصلبة والداعمة للشعوب العربية ، ونالت أعجاب الشباب في داخل الوطن العربي بالإضافه الى المثقفين و الإعلاميين والكتاب على المستوى العربي والعالمي، وما يهمنا من خلال تصريحاته المؤيده فيما يخص الشارع العربي ونيل حريته ، وإرجاع كرامته التي سلبت من الأنظمة الفاسدة التي أستعصت على شعوبها وحكمتهم بقبضة من حديد . ما دفعني للحديث عن تلك الشخصية هو معرفتي الكاملة بوطنيته وانتمائه الحقيقي وحبه للبلاد العربية وهويته التي يتغنى بها ولم ينكرها ، هوأحد الشخصيات الإعلامية الفلسطينية المشهوره على المستوى العربي والعالمي ، و التي نفتخر بها كمثقفين ومؤيدين للرأي الحر والكلمة التي تؤثر في النفوس لأنها تخرج من القلب ، وكشخصية تعبر عن الواقع العربي بالكلمة الصادقه، وان لم يكن يعيش الواقع الفلسطيني أو العربي لكن على دراية كاملة بما يحدث في الشارع العربي . عبد الباري عطوان إحدى الشخصيات التي زرعت المحبة والاحترام في كثير من نفوس المحِبه للخير والتسامح والعطاء التي تراه صادقاً في التعبير والطرح، والمواقف التي يعترف بها أشخاص ذو مكانة عالية ، وتتمتع بثقل سياسي كبير فشخصية تلك الرجل ومواقفه من سياسة الأنظمة العربية ومعارضته للتقاعس العربي الذي ظهر سابقاً في حرب العراق . وتأييده لدوله الممانعة قبل بداية الثورات ومواقفة إتجاه النظام السوري تغير لأنه يرفض أن يمارس النظام العنف ضد أبناء الشعب السوري وأي بلد عربي اخر ، ومعارضته للأنظمة التي تخاذلت وتواطئت مع الاحتلال في حربها على لبنان وقطاع غزة ، هو ما أدى الى توليد فكر لديه عن انظمة العربية بأنظمة استبدادية ظالمة ، وما لديه من مواقف بناءه إتجاه الثورات العربية الحالية وحبه الكبير للشعب التونسي والمصري والعربي ككل . فهو يعتبر واحداً من عشرات الاّلاّف الذين يتمنون الاستقرار والأمن والتعبير دون أي خوف أو مسائلة من أي نظام ، وفتح مجال أمام الشباب الطامحين في التعبير عن اّرائهم السياسية ، وعدم تقليص دورهم داخل الدوله وحجب تلك الأراء الطامحة بالتغير ، بل يجب الاستماع لهم والعمل على تنفيذها ، حتى يشعروا بوجود تغييرات داخل الدوله ، وحمايتهم وعدم اللجوء إلى اعتقالهم ومحاسبتهم . فليس وحده يعارض ويتكلم ويشجب سياسات الأنظمة العربية بل وحدها تتكلم وما يحدث حالياً خير مثال على تلك الأنظمة وتخويفها لشعوبها ، ولا يساند نظام على حساب الشعب بل يساند الشعب ويصطف إلى جانبه ، حتى يتحقق العدل والمساواه، وحتى يحصل على كافة حقوقه المنهوبه التي سلبت من قبل النظام الحاكم ، وأيضاً كان ولا زال مساندا للثورات العربية التي حدثت ولم يدين ما حدث من ثورات سلمية ، على عكس ما تناقلته بعض الصحف من أن الإعلامي عبد الباري عطوان يؤيد القذافي ويتعرف بوجود تنظيم القاعده في بنغازي فتنظيم القاعدة موجود في المغرب العربي ككل ، والأقوال التي خرجت من المجلس الإنتقالي بحصوله على مبلغ أربعة اّلاف دولار أمريكي لمدة ثلاثة سنوات مع الكاتب الأردني خيري منصور . فبعد الباري عطوان بريئاً من إتهامات المجلس وأن كان قد حصل فعليه أن يظهر لماذا حصل على المبلغ ، وهذه تُتعبر مكرمة القذافي التي كانت بتاريخ 2008 حدث هذا الأمر لكن علينا أن نتنبه لما يحدث ، وليس العمل على تشويه صورته كإعلامي عربي كبير نحترمها ونكن له كل الاحترام ، لتعاطفه مع الشعوب العربية المنكوبه ، في جميع مواقفه العلنيه، وعبر الفضائيات العربية والأجنبيه ، فعلينا التحلي بالصبر قبل الخوض في تلك المسائل ومعرفة حقيقة الأمر ومحاسبة القذافي وليس عبد الباري . فالشعب الليبي كالشعب المصري والتونسي والفلسطيني والسوري لا يوجد فرق بين الشعوب العربية ، فنحن أخوة في الدين ولا نريد أن نعمل على تأجيج الوضع كما يفعل الإعلام في تضخيم الأحداث ونقل المعلومات في غير موضعها، وخاصة فيما يخص تلك الأقاويل التي خرجت مؤخراً من داخل المجلس الإنتقالي الليبي . هناك الكثير من الكتاب والاعلاميين يرفضون سياسة حكامهم ، لكن الخوف الذي يصيبهم من النظام هو ما يسبب لهم الاحباط ، وخصوصاً بعض الكتاب المصريين الذين ظهروا ولأول مرة بعد غياب طويل عبر الفضائيات المصريه ، فبعد نجاح الثورة المصريه في إطاحة الفرعون المصري" حسني مبارك" ظهر بعضهم . تلك هي السياسه المتبعه في أنظمة الحكم الدكتاتورية التي أسقطت ، والتي يزال بعضها يرضخ وينزف وهي أنظمة اّيلة للسقوط ، فسياسة الترهيب والقمع التي اتخذتها هذه الدول لمنع تحقيق متطلبات الشعب والرأي الحر أن ينتشر داخل البلاد العربية حتى يتعرف المواطن العربي على حقيقة النظام ، وما يدور وراء الكواليس في من فساد وصمت وتخاذل وتنفيذ لقرارات الإدارة الصهيو أمريكية في أي دولة عربية ، هي نفسها التي شهدت الثورات السلمية فمنها من خلع ومنها من ينتظر........؟ .