لا أنكر أنني أقمت العديد من الشركات الجديدة.. بلغت حتي الآن 170 شركة تساوي عندي 170 نجاحا.. ولكن الناس لا تصدق أن عثمان أحمد عثمان لايملك سهما واحداً في أي من هذه الشركات ... هذه عبارة ربما يعرف الكثيرون قائلها فهو بالتأكيد المعلم عثمان أحمد عثمان رائد التعمير فى منطقة القناة وفى مصر فى النصف الأخير من القرن العشرين . والذى إختفى عن الأضواء لأسباب كثيرة ولكن أهمها من وجهة نظرى هو موقف رأس النظام السابق البائد منه . وأنا لن تحدث عن إنجازات المهندس عثمان أحمد عثمان والتى يعرفها القاصى والدانى ولكن سأتحدث عن أمر آخر وهو رد الجميل لرموز أثروا وتأثروا بأحداث هامة مر بها وطننا الغالى مصر وللأسف لا يتذكرها أو يذكرها الكثيرون ويتناسها البعض الآخر . فأنا أتذكر وأنا طفل صغير فى منتصف السبعينات أننا فى الإسماعيلية تعودنا أن نرى على الجدران ثلاث صور الأولى للزعيم جمال عبد الناصر والثانية للرئيس السادات والثالثة للمعلم عثمان . وأحب أن أنوه أن الرئيس الراحل أنور السادات كان فى إستطاعته أن يزيل صورة الرئيس عبد الناصر من جوار صورته ولكنه برغم إختلافه مع الأفكار الناصرية لم يفعل لأنه من وجهة نظرى لم يرد أن يحطم قيمة كبيرة عند الشعب المصرى وهى رد الجميل لرموزه . وبالفعل كنا ننظر لأصحاب تلك الصور بإحترام وتوقير ونتخذهم فى أحيان كثيرة قدوة لنا . وفى يوم 6 أكتوبر عام 1981 ولسوء حظنا أغتيل السادات على المنصة وجاء مبارك رئيساً وهو الشخصية التى كان يستحوذ عليها إحساس بالنقص فإمتلأ حقدا من كل من تعامل معه فى حياته . فبدأ فى تدمير ذكرى من مات منهم وبإرسال الأحياء منهم بعيداً عن الأضواء ولولا ظهور الإنترنت والفضائيات والصحف الخاصة لنجح فى خطته . وتذكرت فجأةً اليوم أنه مر تقريبا شهر على الذكرى الثانية عشر لرحيل المعلم عثمان أحمد عثمان وتذكرت الأيام الخوالى ونحن أطفالاً وهذا ما حدا بى أن أقوم بجولة على الإنترنت للبحث عن ما هو مكتوب عنه فى موقعه الشخصى .. ولكننى صُدمت فليس له موقع شخصى بإسمه يذكرنا بتاريخه وإنجازاته وإنتصاراته وإنكساراته حتى عندما بحثت عما ذكر عنه فى مواقع أخرى لم أجد إلا النذر اليسير . وحتى الصفحات التى أنشئت بإسمه على الشبكات الإجتماعية وخاصة الفيسبوك عدد المعجبين بها قليل جداً ولا يقارن بعدد المعجبين لصفحات أصحابها من أرازل الناس . وأنا لا أستطيع أن أعيب على آل عثمان أو أعيب على الناس عدم إهتمامهم بذكراه أو بذكرى باقى رموزنا الحقيقيين على الإنترنت ولكنى أعيب على نفسى أولاً لأننى لم أتذكر ذكرى وفاته إلا بعد شهر من مرورها . وأعتقد أن المهندس عثمان أحمد عثمان لو كان حياً يرزق اليوم لعدل فى مقولته التى كتبتها فى أول مقالى : ولكن الناس لا تصدق أن عثمان أحمد عثمان لايملك سهما واحداً في أي من هذه الشركات - وسيضيف - أو حتى موقع إنترنت . وسأعلق أنا على مقولته الأخيرة بأننى لا أصدق ...