ظاهرة خطيرة تهدد كيان المجتمع وصحة أبنائه حيث تفشي في الآونة الأخيرة مخدر الترامادول الصيني الذي يقوم بتهريبه بكميات كبيرة بعض معدومي الضمير وأصبح يباع بالصيدليات والأكشاك والمحال التجارية بحرية مثيرة للدهشة بعد ترسيخ فكرة إطالته العملية الجنسية في أذهان المواطنين دون التحذير من مخاطره التي قد تؤدي إلي الإصابة بالإدمان والعديد من الأمراض التناسلية. ان الترامادول يستخدم كمسكن للآلام الشديدة والحادة التي تعقب العمليات الجراحية كما في حالات الإصابة بالأمراض المزمنة مثلFibromyalgia التهابات الأعصاب وarthritis التهابات المفاصل لكنه قد يؤدي مع تعاطي الجرعات الكبيرة إلي الاعتماد الجسمي والنفسي ثم الإدمان حيث تظهر أعراض الانسحاب علي المريض بعد تعاطيه لفترة طويلة وتتمثل في الهذيان والميل للقيء والإسهال وصعوبات في التنفس إلي جانب الهلوسة. وعليه تم وضعه تحت فئة الجدول الثاني للأدوية المخدرة ولا يسمح للصيدلي بصرفه إلا من خلال روشتة طبية معتمدة لكن ومع الأسف الشديد تتغاضي بعض الصيدليات عن هذه الاشتراطات وتقوم ببيعه لغير المرضي كما انتشر تداوله والاتجار في الأصناف المستوردة منه. ان الموضوع بدأ بتناول البعض جرعات من عقار الترامادول لعلاج سرعة القذف أو لإشباع الرغبة الجنسية لديهم علي أساس أنه يقلل من ردة فعل الأعصاب فيطيل فترة الجماع لكن الأمر ما لبث ان انتشر بين الشباب وأصبح أشبه بالظاهرة بالمدن والقري وتحول إلي تجارة مربحة. كما يؤكد ان تعاطي الترامادول بجرعات كبيرة قد يؤدي إلي إدمانه نتيجة التعود الجسمي والنفسي عليه وذلك لأنه يشابه في خواصه الكيميائية كلا من عقاري الكودايين والمورفين. ان هناك أسماء تجارية عديدة للترامادول منها التراماجاك والتامول والترامنديل والكونترامال وللأسف الشديد انتشر تعاطيها بصورة وبائية. ان المخ يفرز طبيعيا مادة الاندروفين التي تشبه الافيونات في خواصها حتى تساعد الإنسان علي تحمل الآلام العادية لكن الترامادول مثل باقي المخدرات يثبط من إفراز المخ لهذه المادة ويجعله يعتمد تدريجيا علي الافيونات الخارجية وهو ما يمثل خطورة كبيرة ان الترامادول من الأدوية التي تسبب التعود ويحتاج المريض إلي زيادة الجرعة بشكل مستمر للحصول علي التأثير المطلوب. وهنا مكمن الخطورة لكونه قد يؤدي إلي الإدمان وشخصيا مرت علي العديد من حالات إدمان الترامادول بين الشباب. ان قضية الترامادول تمثل كارثة صحية واجتماعية ذات أبعاد خطيرة لكونه يتم تداوله بطريقة عشوائية وبحرية غريبة في السوق المصرية من جانب بعض الصيدليات وآخرين رغم خطورته التي تتمثل في قدرته علي إحداث الإدمان مع تعاطي الجرعات الكبيرة حيث انه ينتمي إلي مجموعة مشابهات الأفيونOpioids وهو لايقل كثيرا في تأثيراته الجانبية عن المورفين أو الكودايين. أصبح هناك7 شركات تنتجه الآن لكن المشكلة الخطيرة تكمن في قيام بعض مهربي الأدوية بجلبه بكميات كبيرة من الصين وبأسعار رخيصة للغاية مما سهل انتشاره حتى أصبحت معظم الفئات الاجتماعية وفي مختلف الأعمار من15 70 تتناوله ولأسباب إدمانية مختلفة, البعض يستخدمه من أجل الجنس والبعض الآخر للعلاج الخاطئ للصداع كمهدئ أو كمسكن للآلام أو حتى المغص. كما يستخدمه بكثرة سائقي السيارات الميكروباص والنقل بين المحافظات للتغلب علي النوم مما يزيد من عدد حوادث الطرق بلا أدني شك. الكارثة الكبرى تتمثل في قيام بعض تجار ومروجي المخدرات بإضافة الترامادول إلي أدوية مخدرة أخري وعمل خلطات أكثر خطورة وهنا يحدث تفاعل مشترك متحد خطير بين هذه الأدوية مما يزيد من سميتها. جاء تقرير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عن عام 2008 كاشفا عن ارتفاع عدد قضايا المخدرات إلي 45 ألفا و184 قضية، اتهم فيها 48 ألفا و280 متهما بزيادة 8%. وأوضح التقرير احتفاظ مخدر البانجو بموقعه بين المواد المخدرة حيث تم ضبط 81 طنا و5،429 كيلو جرام بانجو بزيادة عن العام الماضي بنسبة 72%. وتضمن التقرير ضبط 12 طنا و796 كيلو جراما من مخدر الحشيش بزيادة بلغت 124% بالمقارنة بالعام الماضي، وهو ما أرجعه التقرير إلي زيادة جهود الإدارة في ضبط كميات الحشيش المغربي القادم من الغرب الإفريقي. كما أشار التقرير إلي ضبط 211 كيلو و50 جراما من مخدر الهيروين التي تعد اكبر كمية تضبطها الإدارة في عام واحد منذ عام 1983. وتم ضبط 52 كيلو و60 جراما من مخدر الأفيون بزيادة 7%، كما تم ضبط كيلو و3 جرامات من مخدر الكوكايين. وتناول التقرير ضبط 79 من أقراص «الروهيبنول»، وضبط 203 أقراص «الاكستازي»، أما «الماكستون فورد» فتم ضبط 149 سم. وأشار التقرير إلي تراجع الكميات المضبوطة من مخدر "الماكستون فورد" عن العام الماضي بنسبة 3،91%، كما انتهي التقرير برصد مساحات الأراضي المزروعة بنباتات غير مشروعة، بلغت 313 فدانا مزروعة بالقنب، و288 فدانا مزروعة بالخشخاش. هذه الأرقام تؤكدها أيضا التقارير الصادرة عن لجنة المخدرات العالمية في دورتها الخمسين التي عقدت في فيينا خلال شهر مارس 2007، حيث جاءت مصر في المركز الثاني بعد جنوب أفريقيا، كأهم مصادر الحشيش في إفريقيا، بينما تأتي بعدها كل من المغرب ونيجيريا. وتشير البيانات الصادرة عن اللجنة إلي ضبط 78 طنا من القنب"الحشيش" في مصر عام 2005، كما تم ضبط 235 ألف قرص يحتوي علي الفلونيترازيبام "الروهينبول"،وهي من المؤثرات العقلية، في نفس العام. 1 2 › »