شهدت مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن وعاصمة دولة الجنوب السابقة انتشاراً أمنيا غير مسبوق نفذه الجيش اليمني في المدينة بعد رفعه حالة التأهب بنسبة 100% ويأتي هذا الانتشار عشية هبة شعبية كبرى ينفذها الجنوب وتهدف إلى إخراج قوات الجيش اليمني من معسكراته في الجنوب. وشهدت مدينة عدن توتراً أمنياً الخميس كان أبرز صوره في عدن القديمة بالإضافة إلى مدينة دارسعد وحي الممدارة الشيخ عثمان بعد يوم واحد فقط من احتجاجات شهدتها عدن القديمة نفسها والمنصورة والمعلا والقلوعة , ومساءا شهدت مدينة البريقة بعدن اجتماعاً نوقش فيه تداعيات الهبة الشعبية وسبل إنجاحها , في الوقت الذي حلقت فيه طائرات الجيش اليمني على مناطق شمال عدن , وشهد ملعب حقات بعدن تأجيل مباراة كان من المفترض أن تجمع التلال العدني مع فريق شعب إب القادم من الشمال. وفي حضرموت ثاني كبرى مدن الجنوب سقطت أغلب المقرات الحكومية بيد لجان شعبية مشكلة من القبائل الحضرمية التي كانت أول من دعا للهبة الشعبية , وفي سيئون أحرق مواطنون غاضبون سوقاً يملكه شماليون يستخدم لبيع نبتة القات الشمالية المصدر , كما تمكن رجال القبائل من فرض سيطرتهم على عدة نقاط أمنية أقامها الجيش اليمني سابقاً. وفي محافظة شبوة تسلمت اللجان الشعبية معظم المقرات الحكومية بعد إخلائها من قبل الجيش اليمني قبل يوم واحد من الهبة المقررة , وشهدت محافظة شبوة مسيرة طالب المشاركون فيها علانية باعلان الكفاح المسلح حتى تحرير الجنوب . وفي منطقة رأس العارة بمحافظة لحج الجنوبية سيطر رجال القبائل على نقطة عسكرية تقع بالقرب من منفذ حدودي سابق مع الشمال قبل أن يتمكنوا من ترسيم الحدود في المنطقة وإعادة تشكيل المنفذ الحدودي واغلاقه بوجه الشماليين , وشهدت بلدة الضالع القريبة من الحدود مع الشمال استنفاراً شعبياً أكد فيه المواطنون استعدادهم للهبة الشعبية التي من المقرر انطلاقها يوم الجمعة 20 ديسمبر. وشهدت محافظات لحج وأبين وشبوة وحضرموت بالإضافة لبلدات يافع وردفان والضالع الواقعة بالريف الجنوبية مسيرات يوم الأسير الجنوبي الذي يصادف يوم الخميس من كل أسبوع أكد خلالها المشاركون أنهم على أتم الاستعداد للمشاركة بالهبة الشعبية حتى رحيل جيش الاحتلال اليمني - على حد وصفهم - من أرض الجنوب . ويتوقع أن تشهد محافظات الجنوب الجمعة هبة شعبية كبرى يقول مراقبون أنها قد تشكل الرصاصة الأخيرة بنعش الوحدة اليمنية الهشة , وتوحدت اليمن الديمقراطية والعربية اليمنية عام 1990 إلا أن سرعان ما تراجع الشمال عن الوحدة وأعلن الحرب عن الجنوب في 27 أبريل 1994 قبل أن يعلن الجنوب فك ارتباطه من الوحدة بعد قرابة ثلاثة أسابيع من إعلان الحرب وانتهت الحرب بدخول القوات الشمالية وحلفائها من تنظيم القاعدة وقوات أخرى إلى الجنوب وهو اليوم الذي يقول عنه الجنوبيون أن يشكل بداية احتلال الجنوب من قبل جيش الاحتلال اليمني. وتأتي الهبة بعد إعطاء القبائل الجنوبية مهلة للنظام اليمني طالبت خلالها بتسليم قتلة الزعيم القبلي الجنوبي سعد بن حبريش الذي قتل على أيد جنود الجيش اليمني , كما طالب رجال القبائل بإجلاء قوات الجيش اليمني من الجنوب.
