هناك عيوب في الرجل تستطيع المرأة أن تحتملها وتتعايش معها.. ولكن هناك عيوب أخري لا يجدي معها إصلاح ولا تستقيم معها حياة.. ومن هذه العيوب »الشك«.. فالرجل الشكاك يحول حياة زوجته إلي جحيم دائم.. يحصي عليها أنفاسها ويعد عليها خطواتها.. والحل في النهاية الطلاق أو الخلع.. أمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة أسرة مدينة نصر.. كانت تقف الزوجة الشابة »منار« تطلب إقامة دعوي خلع ضد زوجها الشاب مصطفي.. بعد زواج ثلاث سنوات.. أثمر عنه طفل رضيع! الزوجة التي كانت تبدو علامات الإرهاق والتعب واضحة علي وجهها.. جلست تروي تفاصيل مأساتها مع زوجها والذي دفعها إلي طلب للخلع.. والدموع تتساقط مثل الأمطار من عينيها.. قالت: تعرفت علي زوجي من خلال عملي في إحدي الشركات الخاصة.. لم تجمعنا قصة حب عنيفة.. لكن مجرد نظرات من الإعجاب المتبادلة بيننا.. وفجأة وجدته يطلب مني الارتباط رسمياً.. وافقت علي الفور.. وفي فترة الخطوبة أخبرني أنه كان علي علاقة حب سابقة بزميلته في الدراسة.. لكن ظروفه المادية الصعبة وقتها، وقفت حائلاً بينهما، وعندما طلب منها أن تصبر عليه وتقف بجانبه.. تركته واختارت الزواج من غيره! اعتقدت وقتها أنه يصارحني بماضيه، وفرحت كثيراً بذلك.. لكن لم أدرك أن تلك القصة قد تركت لديه عقده نفسية كبيرة.. جعلته يعتقد أن كل فتاة خائنة.. ويخاف أن يدخل في أي علاقة عاطفية حتي لا يواجه نفس الأزمة.. لكن بسبب تأثيري القوي عليه.. فقد اختارني أن أكون زوجته وأم أبنائه.. خاصة بعد أن رأي أسرتي وتعرّف عليهم.. وعرف مدي طيبتهم وحسن أخلاقهم! لكت اكتشفت عقدته بعد الزواج.. شكه زائد عن الحد.. مثل الحبل الذي يلفه حول رقبتي.. منعني من الخروج إلي العمل بدون مناقشة رغم أنني زميلته في نفس الشركة.. وكنت أحصل علي راتب كبير.. لكن كل هذا لم يغير من موقفه.. ووافقت! الخروج ممنوع تماماً حتي لشراء طلبات المنزل.. ورغم أننا نسكن بالقرب من أسرتي.. لكنه كان يرفض طلبي لزيارتهم بمفردي إلا إذا كان بصحبتي.. رفض أن يكون معي جهاز محمول.. واكتفي بأن يكون لدينا هاتف منزلي.. بل وجعله استقبال فقط.. حتي لا أتمكن من الاتصال بأحد في غيابه! حتي أصدقائي.. منعني من زيارتهم أو زيارتي لأي سبب من الأسباب.. إلا في حضوره.. كنت محاصرة من كل اتجاه.. لكن تحملت خاصة بعد أن تأكدت من حملي في طفلي الأول.. علي أمل تغييره! لكن كانت النهاية عندما تلقينا اتصالاً هاتفياً في الساعة الثانية صباحاً في إحدي الليالي.. وكان المتصل مجهول.. وعندما رد عليه زوجي وأخبره أن الاتصال خاطئ.. كانت المصيبة الكبري عندما استشاط زوجي غضباً واتهمني بأنني علي علاقة بآخر! جن جنوني وصرخت في وجهه واتهمته بأنه رجل مريض نفسي ويحتاج إلي علاج.. هنا لقنني زوجي علقة ساخنة بل وطردني من المنزل في الساعة الثالثة فجراً.. وكانت صدمة أسرتي عندما ذهبت إليهم في هذا التوقيت! أخذت قراري بالانفصال، لكنه رفض الطلاق.. وأصررت علي الخلع لأنه لن يتغير ولا أئتمنه علي نفسي! وقد فشلت كل المحاولات للصلح بين الزوجين بسبب إصرار الزوجة علي طلب الخلع.. وقد تم إحالة الدعوي إلي المحكمة للفصل فيها! هبة عبدالرحمن