«أعز من الولد ولد الولد» فيما معناه أنه لا يوجد اعز من الحفيد لدي الجد أو الجدة لكن ماحدث في هذه القضية ضرب بذلك المثل عرض الحائط حيث قررت الجدة خطف حفيدها من اجل المال ولم تبال بما سيتعرض له الطفل الصغير من اضطرابات نفسية أو بدنية ... القضية تفاصيلها وأحداثها مثيرة منذ وقوع الجريمة حتي لحظة القبض علي الجدة وشريكها البداية كانت في احد الاحياء الشعبية عندما كبرت ايمان وتقدم للزواج منها ثري يسكن بحي العجوزة ِوعرض علي الام مهرا كبيرا حتي توافق علي زواجه من ابنتها وتم الزواج بعد عدة اشهر في حفل زفاف كبير حضره لفيف من الاهل والاصدقاء ... وبعد الزواج عاشت الام مع الابنة و زوجها في منزلهما الجديد بحي العجوزة ... وكان الزوج ينفق عليها ويعطيها مصروفا شهريا . وفي احدي المرات توقف الزوج عن الإنفاق علي حماته وقال لزوجته أنه يشعر بأن والدتها تستغله وأنه لا داعي للمصروف الشهري طالما تعيش معهما في نفس المنزل ... وافقت الابنه ولم تستطع أن تعارض زوجها في القرار الذي اتخذه . وبمجرد أن انقطع المصروف فوجيء الزوج بحماته تفتعل معه الخلافات والمشادات وانقلبت حياته الهادئة مع زوجته إلي جحيم .. بالرغم من انجابهما طفل كان يظن أنه سيملأ عليهما حياتهما .. وامام مشادات حماته قرر الزوج إعادة المصروف الشهري إلي حماته حتي تتوقف عن ايذائه ومرت الايام والسنون وكبر الطفل الصغير واصبح يبلغ من العمر ثلاث سنوات . وفي تلك الفترة كانت الأم تشعر بأن زوج الابنة يتربص لها ويريد أن يخرجها من منزل ابنتها ... واخذت تفكر في هذا اليوم واين ستذهب وكيف ستعيش بعد هذه الحياة المرفهة وثراء زوج ابنتها الذي تغرق فيه . وبالرغم من حنان ابنتها عليها وطلبها المستمر من الام أن تتحمل زوجها وألا تثقل عليه بطلباتها استمرت الام اكثر في استغلال زوج ابنتها والتدخل في حياتهما اكثر واكثر . هنا قرر زوج الابنة أن يستأجر لها سكنا آخر أو تعود إلي منزلها القديم حتي يرتاح من طلباتها والتدخل في شئونهما المستمر ... لكن الابنة رفضت وتمسكت ببقاء والدتها معهما مؤكدة للزوج أنه لا يصح أن تعيش وحدها خاصة وأنها كبرت في السن وكذلك تعلق ابنها بجدته . وأمام إلحاح ايمان علي زوجها ببقاء والدتها معهما وافق الزوج علي مضض طالبا منها أن تطلب من والدتها ان تكف عن الطلبات وكذلك ألا تتدخل في شئونهما. وبالفعل نفذت ايمان ما طلبه منها زوجها ... واخذت تتوسل للام ألا تخرب بيتها وان تكف عن المشاكل المفتعلة مع زوجها .... وافقت الام علي مضض واظهرت للابنة حبها الجارف لها ولطفلها واكدت لها أن أي موقف تتخذه يكون بسبب خوفها علي مصلحتها . وبعد ذلك الحوار بدأت الام تشعر بالخوف علي مصلحتها وعلي المصروف الشهري الذي تأخذه من زوج ابنتها وانها من الممكن أن تعود في لحظة للفقر مرة اخري ... واخذت تفكر في كيفية الحصول علي المال بأي وسيلة من زوج ابنتها في البداية فكرت في سرقته واتصلت بأحد البلطجية وهو جار لها في سكنها القديم وطلبت منه ان يسرق احد المحال الذي يمتلكه زوج ابنتها وان يتقاسم معها ماسيسرقه . لكن البلطجي رفض فكرتها وأكد لها أن هناك مخططا افضل وهو خطف حفيدها وطلب فدية كبيرة من الزوج... وطلب منها أن تساعده في خطف الصغير . وبالفعل اتفق الاثنان علي ميعاد محدد لتنفيذ الجريمة ... وقبلها بدأت الجدة تعامل زوج الابنة معاملة حسنة وكفت عن المشاكل وبدأت تشعر ابنتها وزوجها بالتغيير . وفي الميعاد المحدد للجريمة خرجت الجدة ومعها حفيدها لشراء بعض احتياجات المنزل كما كانت تفعل دائما واثناء ذلك قابلت شريكها واعطته حفيدها الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات ... وتأخرت الجده لأكثر من ساعة وعادت إلي المنزل وهي تبكي وتصرخ مؤكده لابنتها أن طفلها تاه منها وهي تقوم بشراء بعض الاحتياجات واخذت تبحث عنه طويلا لكنها لم تجده اتصلت ايمان بزوجها وروت له ماحدث وهي منهارة وتبكي ضياع طفلها الوحيد ... عاد الاب مسرعا إلي المنزل وقام بإبلاغ الشرطة واثناء عودته إلي المنزل جاءت للزوج محادثة هاتفية من احد الاشخاص يطلب منه 200 الف جنيه مقابل عودة الطفل اليه مرة اخري .. وعلي الفور اتصل الزوج برجال المباحث واخبرهم بطلب الفدية . وبعدها تم استصدار اذن من النيابة العامة بمراقبة هواتف الاب ... لكن في كل مرة كان البلطجي يتصل من هاتف مختلف ... وفي احدي المرات رصدت اجهزة الشرطه مكالمة صادرة من منزل الاب إلي البلطجي كانت مدتها اكثر من 10 دقائق ....وبعد تسجيلها تبين أن التي اجرت المحادثة هي الجده وكانت تتفق معه علي بقية تفاصيل الجريمة . تم استصدار اذن من النيابة للقبض علي الجده وبمواجهتها بالمحادثة الهاتفية اعترفت علي شريكها ليتم القبض عليه هو الآخر وعودة الطفل المخطوف مرة اخري .. لتقرر النيابة حبسهما اربعة ايام علي ذمة التحقيقات ثم التجديد لهما اكثر من مرة حتي نفذت مرات تجديد الحبس ليتم احالتهما إلي محكمة جنايات الجيزة لتصدر قرارها بتجديد حبسهما 45 يوما اخري... صدر القرار برئاسة المستشار سيد ابو القاسم وبعضوية كل من المستشارين علاء شوقي ومحمد الجندي وبحضور شريف اشرف وكيل النيابة وبأمانة سر محمد فريد .