وقع كبار كتابنا وأدباؤنا في خطأ فادح حينما جعلوا من الجاهلية فترة زمنية.. وانتهت!.. قالوا الأب الجاهلي وقالوا الشعر الجاهلي .. وافاضوا في حياة المجتمع الجاهلي ظنا منهم ان الجاهلية اندثرت بظهور الإسلام؟ الحقيقة ان الجاهلية "حالة" تظهر وتختفي عبر عصور الزمن .. وهي "حالة" تظهر كلما ابتعدت البشرية عن شرع ونور الله.. ألم يكن دمار هيروشيما حالة من حالات الجاهلية.. ألم تكن الحروب العالمية التي ازهقت أرواح عشرات الملايين دون ان يرتكبوا ذنبا حالة اخري من حالات الجاهلية .. ماذا لو عاد الأنبياء جميعا وعرضنا عليهم هذه الحالات وغيرها.. هل يقولون انها مظاهر الايمان.. أم من معالم الجاهلية الجديدة؟! دعونا نخوض اكثر في هذا المعني.. ونتساءل .. هل يعيش العالم الآن حضارة حقيقية.. أم جاهلية حديثة؟!.. وهل الحضارة هي القوة الغاشمة والصواريخ والدبابات والطائرات التي تحلق دون طيار؟!.. هل الحضارة التي يزعمها البعض الآن هي تلك الحقبة التي تمثل فيها اسرائيل فلسطين بدعم ومؤازرة أقوي دولة في العالم؟!.. وهل هي حضارة تلك التي يموت فيها فقراء العالم جوعا بينما كبريات الدول تلقي بالمحاصيل الغذائية في البحار حتي لا ينخفض سعرها؟!.. أجيبوا انتم اعزائي القراء!! ومن مظاهر هذه الجاهلية الحديثة.. هؤلاء الأوباش صناع الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام .. انهم نسخة مكررة من الكفار في الجاهلية الأولي، هؤلاء الذين اساءوا لأنبياء الله سبحانه وتعالي علي مر العصور بدءا من سيدنا نوح عليه السلام مرورا بالكليم موسي وانتهاء بالحبيب المصطفي عليهم جميعا صلوات الله ورحمته.. كانت دعوتهم جميعا تدور حول معني واحد: ".. ان اعبدوا الله مالكم من إله غيره" .. فكان رد فعل الكفار: وقالوا مجنون وازدجر"..اتهموا بها نوح ومحمد عليهما السلام ان هذا لساحر كذاب".. اتهموا بها سيدنا موسي عليه السلام. ناهيك عما وصفوا به السيدة مريم أم المسيح عليه السلام.. بل ولم يتوقف كفار الجاهلية الأولي عن اتهام سيدنا محمد عليه السلام بالسحر والكذب.. فهل يكون غريبا علي فرقة "موريس الخسيس" ان يصنعوا فيلما مسيئا للحبيب المصطفي؟!.. انهم من نفس شريحة كفار الجاهلية الأولي.. هكذا يجب ان نفهم ما يدور حولنا.. وان نفهم هؤلاء ما كانوا يفعلون ما فعلوا إلا بسبب ضعفنا وتفرقنا وتشرذمنا وعداء بعضنا البعض!.. سيدي .. ياحبيبي .. يا رسول الله نعم.. غضبنا .. وكان يجب ان نغضب .. ثارت اعماقنا وعزت علينا انفسنا .. وكان يجب ان تثور فينا الاعماق وتعز علينا الأنفس.. نعم لم نعد نملك سوي الغضب والشجب والتنديد .. لأننا لم نعد نسامح انفسنا .. ولا يغفر بعضنا لبعض زلاته.. ولا نقدم للعالم كله صورة الإسلام السمحة كما كان يفعل اصحابك رضوان الله عليهم فدخل نصف العالم الإسلام حينما اتخذوهم قدوة بالصدق في القول والعمل وحضارة القلب والعقل .. أما نحن فاستشري فينا الكذب والانقسام والحقد فلم نعد نملك ما نواجه به العالم.. لا اصبحنا اقوياء.. ولا أتقياء .. فمن اين يأتينا النصر علي كل من يتطاول عليك ياحبيبي يارسول الله؟!.. سامحنا .. يارسول الله.. أدعو الله لنا ان نتعلم الدرس ونستوعبه ونذكر به انفسنا فلا تكون الدنيا اكبر همنا.. ادعو الله لنا أن نأخذ بأسباب القوة والتقوي حتي يتعرف علينا العالم في صورتنا الحقيقية.. لقد أرادت القوي الصهيونية ان تظهرنا امام شعوب العالم بالإرهابيين.. ونحن ساعدناهم علي هذا.. بالجهل والتعصب الاعمي.. وتركنا لهم العلم والتكنولوجيا واسباب القوة..؟ سامحنا .. ياحبيب الله.. واشفع لنا امام المولي القدير يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ويكون الأمر يومئذ لله.. اشفع لنا لو سألك الله : ماذا فعلتم للدفاع عن حبيبي؟!