وزير الأوقاف يجتمع بمديري المديريات ويوجه بمتابعة جميع الأنشطة الدعوية والقرآنية    «شعبة الأسماك»: 50% ارتفاعًا بسعر الفسيخ عن العام الماضي.. والإقبال أقل من المتوقع    محافظ قنا يتفقد مزرعة الخراف لطرحها للبيع قبل عيد الأضحى    أبرز مستجدات إنشاء وتطوير الموانئ لتحويل مصر لمركز إقليمي للنقل وتجارة الترانزيت    الري تفتح الحدائق والمزارات أمام المواطنين في احتفالات شم النسيم    أحمد إمام يفوز بعضوية مجلس إدارة الاتحاد المصري لتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة    الأنباء الفرنسية: إسرائيل تقصف منطقتين طالبت بإخلائهما في رفح الفلسطينية    افتتاح دار واحة الرحمة في العاصمة الإدارية (صور)    نزوح أكثر من ألف أسرة بسبب الفيضانات في أفغانستان    باحث فلسطيني: صواريخ حماس على كرم أبو سالم عجّلت بعملية رفح الفلسطينية    رقم خرافي.. عرض قطري ضخم ل"علي معلول" يقربه من الرحيل عن الأهلي    فان دايك يكشف موقفه من الرحيل عن ليفربول نهاية الموسم    زياد السيسي يحقق ذهبية تاريخية لمصر في بطولة الجائزة الكبرى للسلاح    مع شم النسيم.. ضبط محل بحيازته سجائر أجنبية غير مصرح ببيعها بالإسكندرية    10 تعليمات من تعليم القاهرة لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي قبل الامتحانات    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث بالوادي الجديد    تعرف على إيرادات فيلم السرب ل أحمد السقا في خامس أيام عرضه    كيف دعم تركي آل الشيخ صديقه محمد عبده بعد إعلان إصابته بالسرطان؟    6 مشروبات مهمة يجب تناولها عقب وجبة الرنجة والفسيخ في شم النسيم    ختام فعاليات المؤتمر الرابع لجراحة العظام بطب قنا    معهد أمراض العيون: استقبال 31 ألف مريض وإجراء 7955 عملية خلال العام الماضي    حبس المتهمة بقتل زوجها بسبب إقامة والده معها في الإسكندرية    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    وزير الشباب يشهد "المعسكر المجمع" لأبناء المحافظات الحدودية بمطروح    «الصحة»: إجراء 4095 عملية رمد متنوعة ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    "دور المرأة في بناء الوعي".. موعد ومحاور المؤتمر الدول الأول للواعظات    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 37 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    أسهلها الدفع أونلاين.. تعرف على طرق حجز تذاكر القطارات لكافة المحافظات (تفاصيل)    على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    5 ملفات تصدرت زيارة وفد العاملين بالنيابات والمحاكم إلى أنقرة    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    في ذكرى ميلادها.. محطات فنية بحياة ماجدة الصباحي (فيديو)    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    مفاجأة.. فيلم نادر للفنان عمر الشريف في مهرجان الغردقة لسينما الشباب    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    زيادة قوائم المُحكمين.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    طارق العشرى يُخطط لمفاجأة الأهلي في مواجهة الثلاثاء    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    الرئيس الصيني: نعتبر أوروبا شريكًا وتمثل أولوية في سياستنا الخارجية    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    الشرطة الأمريكية تقتل مريضًا نفسيًا بالرصاص    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    رئيس لجنة الدينية بمجلس النواب: طلب المدد من ال البيت أمر شرعي    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    بالصور.. الأمطار تتساقط على كفر الشيخ في ليلة شم النسيم    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 17 عامًا من إقراره قانون الخلع في الميزان!

17 عامًا بالتمام والكمال انقضت من عمر قانون الخلع الذي اعتبرته نساء مصر انتصارًا كبيرًا وخلاصًا فوريًا من سجن الزوجية بعد أن كانت قضايا الطلاق تستغرق سنوات داخل قاعات المحاكم.
وبعد أن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة بدأت الأصوات الأخرى تهاجم الخلع وتبرز سلبياته وتصفه بأنه نكبة أبتليت بها الأسر المصرية.
وفي هدوء شديد وبدون انحياز للرأي المعارض أو نقيضه نستعرض وجهتي النظر ونقيم التجربة بما لها وما عليها ، من خلال تجارب حية ومتخصصين اقتربوا من القانون وتلامسوا معه.
فى 26 يناير عام 2000 أقر مجلس الشعب "قانون الخلع" ومع بداية شهر مارس كانت المادة 20 الخاصة بقانون الخلع والتى تنص على "للزوجين ان يتراضيا فيما بينهما على الخلع ، فان لم يتراضيا عليه وأقامت الزوجة دعواها وافتدت نفسها وخالعت زوجها بالتنازل عن جميع حقوقها المالية الشرعية وردت عليه الصداق الذى اعطاه لها ، حكمت المحكمة بتطليقها عليه" ، ولا تحكم المحكمة بالتطليق بالخلع إلا بعد محاولة الإصلاح بين الزوجين ، وندبها لحكمين لموالاة مساعى الصلح بين الزوجين خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة اشهر وذلك على النحو المبين بالفقرة الثانية من الماده 18 والفقرتين الاولى والثانية من الماده 19 من نفس القانون ، وبعد أن تقرر الزوجة صراحة انها تبغض الحياة مع زوجها وانه لا سبيل لاستمرار الحياة الزوجية بينهما وتخشى ألا تقيم حدود الله بسبب هذا البغض ، ولا يصح أن يكون مقابل الخلع إسقاط حضانة الصغار أو نفقتهم أو أى حق من حقوقهم ، ويقع الخلع فى جميع الاحوال طلاق بائن ويكون الحكم فى جميع الاحوال غير قابل للطعن عليه بأى طريق من طرق الطعن!
الأولى عالميًا
بعد مرور 17عامًا على قانون الخلع ، ألقينا الضوء عليه من جديد ، خاصة بعد أن أكدت احدث الإحصائيات أن مصر احتلت المركز الاول عالميًا فى ارتفاع نسب الانفصال ، حيث أصدرت الامم المتحدة ومركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء تقريرًا حول الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية فى مصر ، ضم فيه احصاء مثير حول نسب الانفصال الزوجى "الطلاق" فى مصر والذى يؤكد أن مصر الاعلى عالميًا!
ووفقًا لتلك الاحصائية والتى تم حصرها فى بداية العام الماضى 2016 ، فان هناك حالة طلاق واحدة تقع كل 4 دقائق وأن مجمل حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد تتجاوز 250 حالة لا تتجاوز فيها بعض حالات الزواج اكثر من عدة ساعات بعد عقد القران ، وتستمر اخرى إلى نحو ثلاث سنوات على الاكثر ، فيما وصلت حالات الخلع عبر المحاكم خلال عام 2015 الى اكثر من ربع مليون حالة "250 ألف حالة" بزيادة قدرها 89 ألف حالة عن العام الذى يسبقه 2014!
وأكد تقرير الامم المتحدة أن نسب الطلاق ارتفعت فى مصر من 7% إلى 40% خلال الخمسين عامًا الاخيرة ليصل إجمالى المطلقات إلى 4 ملايين مطلقة ، كما أكدت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن محاكم الاسرة أن المحاكم شهدت تداول نحو 14 مليون قضية طلاق عام 2015 يمثل أطرافها 28 مليون شخص!
أما عن اسباب الخلع أوالطلاق ، فتشير الإحصائيات الرسمية أن الاسباب تعود إلى التطور التكنولوجي الذي ساعد على اكتشاف أحد الطرفين خيانة الطرف الثانى ، وكذلك أهل الزوج أو الزوجة يكونون أسبابا للانفصال ، والعنف والبخل والعلاقة الجنسية جميعها أسباب لطلب الخلع أوالطلاق!
الخلع أنقذنى
ورغم أن البعض يرى أن الخلع يهدر حق الزوجة ويدمرها ، لكن كان للزوجة الحسناء "ر.م" رأيًا آخر ، فهى من أسرة ميسورة الحال في الاربعينات من عمرها ، تعمل في وظيفة مرموقة ومن أسرة محترمة محافظة تمامًا تميل إلى العراقة والهدوء فى الطبع ، لا يحبون الدخول فى المشاكل ، لكن قدرها دفعها لأن تصبح واحدة من اولى قضايا الخلع فى مصر!
وفى محكمة اسرة العجوزة كانت سطور قضيتها ، كما ترويها لنا المحامية المسئولة عن قضيتها هانم طوبار، وتقول: قضية موكلتي كانت من أولى قضايا الخلع فى مصر ، فهي في سلسلة قضايا مع طليقها منذ حوالى 18سنة فى المحاكم ولا نجد لها نهاية ، وكل ذلك بسبب العند والكبر المسيطر على عقل زوجها، فقد جمعت بينهما القسمة والنصيب وتزوجها في شقة الزوجية بالعجوزة ، ورزقهما الله بولد وبنت هما كل حياة تلك السيدة ، لكن الخلافات دبت بينهما بعد فترة قصيرة من الزواج ، واختلاف فى كل شيء طبع وآراء جعلت الحياة مستحيلة بينهما ، ولأن اسرتها كانت من الأسر المحافظة التي تخاف المشاكل، فقد حاولوا ألا تخوض ابنتهم في مشاكل وطلبوا منه الطلاق فى هدوء ، لانه وقتها لم يصدر قانون الخلع بعد ، حيث بدأت تلك المشاكل منذ 18 سنة أي قبل الخلع بقليل!
لكن إصرار الزوج على المشاكل وعدم دفع نفقة لأبنائه أجبرها على اللجوء إلى المحكمة ، وتقدمت بدعوى نفقة ضده ، بينما هو اصر على عدم التطليق ، وبينما كنا فى المحكمة ننتظر حكم القضاء في النفقة صدر قانون الخلع ، وكانت الخلافات بينهما فى أشد اوقاتها فى ذلك الوقت ، فحمدت "ر" ربها وقالت ان هذا القانون سوف ينقذها من مأساتها ، وعلى الفور تقدمنا بدعوى خلع أمام محكمة اسرة العجوزة!
كان وقتها زوجها يعمل فى الكويت وكان مسافرًا الى هناك ، وبمجرد علمه بأن زوجته اقامت ضده دعوى خلع وبالفعل حصلت على الحكم لصالحها بالتطليق خلعًا ، عاد على الفور وعمل استئناف على الحكم ، ولان الخلع ليس له استئناف ولم يكن أحد يعلم بمعلومات عنه بعد ، فقد رفضت المحكمة استئنافه ، وعاد الى مكان عمله والصدمة لا يصدقها بعد!
تستكمل المحامية هانم طوبار كلامها قائلة: وصدر الحكم بالنفقة 250 جنيها لكل طفل وقتها ، وكان فى بعض الاوقات يرفض دفع النفقة ، ويقول لها "ادفعى انتى بقى من مرتبك" ، وعلمنا بأنه تزوج هناك وأنجب ، فتقدمنا بدعوى أخرى بزيادة النفقة لكن كان والدها رحمه الله على فراش الموت ، وطلب مني ان اوقف كل القضايا لانها فى غنى عنها ولانهم لا يمكن ان يكونوا بهذا المستوى ، ووصى ابنته بأن تقلع عن الدعاوى القضائية ويكفيها ما حدث ، وعليها أن تكمل حياتها بمفردها وترعى ابنيها وتربيهما من أموالها الخاصة أفضل من القضايا!
وبالفعل تنازلت الزوجة "ر" عن كل القضايا تلبية لوصية والدها ، ومرت السنوات وكبر الابناء والتحق ابنها الاكبر بالجامعة بإحدى الكليات الكبرى التى تحتاج إلى مصاريف كثيرة ، ولا ننكر أن والدهما كان يرسل مصروفات الدراسة بأكملها دون الدخول فى قضايا ، لكنه كان يرفض الانفاق على الطعام او الملبس او العلاج ، وكانت تتحمله الأم!
لكن الغريب فى الامر ان الزوج عاد بعد سنوات من حكم الخلع ليطلب من زوجته الرجوع ، بعد أن عاش حياته مع زوجته الثانية وانجب منها ثلاث بنات ، شعر بأنه افتقد زوجته الاولى ام ابنائه ويحتاج اليهم ، فطلب منها الزواج لكنها رفضت بالطبع ، بعد كل هذا السيل من الخلافات والقضايا ، وبدلا من ان يمضى الزوج فى طريقه ويصمت قرر أن يزهقها فى حياتها ويسبب لها المتاعب من جديد ويعود بها إلى المحاكم!
حيث تقدم الى محكمة الجنح بدعوى ضدها قدم فيها الاوراق والمستندات التى تثبت انه كان يدفع نفقة المدارس والجامعات وطلب أن يتم خصم تلك النفقات من النفقة التى حكمت بها المحكمة من قبل ، لكن رفضت المحكمة الدعوى من اول درجة لانها لا تختص بذلك النوع ، وعادت الى شرعى العجوزة أول درجة وذلك فى عام 2010 ومنذ ذلك الوقت والقضية متداولة فى المحاكم ، لمجرد العند والانتقام!
هددنى بالقتل!
"لابد من خلعه ، زوج مدمن لا يستحق أن يكون أب"، بتلك الجملة بدأت "عبير.ح" 38 سنه كلامها عندما تقدمت بدعوى خلع ضد زوجها أمام محكمة أسرة عين شمس ، وقالت محاميتها مسئولة الدفاع عنها منال مسعد حسين:
تقدمنا بدعوى الخلع والتى حملت رقم 2819 لسنة 2016 وحصلنا على الحكم لصالحنا بالخلع والحمد لله، فقد حضرت الى الزوجة عبير وهى تحمل طفليها ولد وفتاة بين ذراعيها يبكيان والذعر يملأ عيونهما ، وقالت لى بدموع عينيها استحالت العشرة بينهما ، لأنه أصبح خطرًا يهدد حياتها وحياة ابنائها ، وتحملته وجاءت على نفسها لسنوات ، عندما تزوجته كان يعمل فى مهنة بسيطة الحال، لا يكفي دخلها قوت يومهم العادى ، لكنها اختارت الزواج حتى تصبح أما بدلا من أن يمر بها قطار العمر دون زواج ، واعتقدت انها ستجد فيه الزوج المطلوب ، لكنها بعد أن انجبت ابنها اكتشفت حقيقته ، مدمنًا للمخدرات وكان يخرج للعمل للإنفاق على مزاجه ، وطلب منها مساعدته والخروج للعمل ، لكنه كان يأخذ كل ما تتحصل عليه لشراء المخدرات!
ولان القدر اقوى من اى شيء ، فكانت ارادة الله أن تنجب ابنتها الثانيه وكانت خائفة أن تطلب الطلاق ، ورغم انه كان عبئًا عليها ، لكنها قالت لنفسها "ظل رجل ولا ظل حيطه" ، وقررت الصبر والتحمل والدعاء له بالهداية ، لكنه ترك عمله منذ زمن بعيد واصبح عاطلا فى البيت ينتظر عودتها من عملها كخادمة فى البيوت أو أى عمل المهم أن تأتى له بالمال، ويبعد ايذاءه عنها وعن ابنائها!
لكنه تحول الى مدمن خطير وكان يضرب لنفسه السرنجه فى أى مكان فى جسده امام ابنائه ، وبعدها كان يتحول لشخص آخر مجنون عنيف لا يدرى ما يفعل فكان ينقض على بالضرب والاهانة ، وطالما انه كان بعيدًا عن اولادى كنت أتحمل ، لكن مرت الايام وأصبح أكثر خطورة ، فلم يعد يجد مكانًا فى جسده حتى يعطي لنفسه حقنة المخدرات ، فكان يطعن بها نفسه في أي مكان يقابله لدرجة انه فى احدى المرات حقن نفسه في المنطقة الحساسه فى جسده ، وكل ذلك على مرأى ومسمع من أولادى!
وما دفعني حتى أطلب الخلع ، عندما كان يضربني آخر مرة تدخل ابني الصغير وحاول إبعاده عنى ، وقال له ببراءة الاطفال "ابتعد عن أمي واتركها" ، وفى تلك اللحظة انقض عليه زوجى مثل الحيوان الشرس الذى يريد ان يفتك بأى شيء امامه ، وجلب السكين وهددنا بالقتل وبانه سوف يذبحنا جميعا ، وفى ذلك الوقت قررت عدم الاستكمال معه حفاظًا على حياة ابنائى!
وبالفعل صدر الحكم بتطليق الزوجة خلعا ، وتقول المحاميه منال مسعد بأنها تقدمت بدعوى نفقة للصغار حيث حكمت لهما المحكمة بمبلغ 200 جنيه لكل طفل ، لكنه بالطبع لا يدفع شيئًا وسوف استكمل بدعوى اخرى "يا الدفع يا الحبس" ، وتقوم الزوجة المسكينة بالعمل كخادمه فى البيوت حتى توفر قوت يوم اولادها الصغار!
"الكوافير"
آية زوجة شابة هادئة الطباع لزوج مرموق المنصب ، وأم لطفلين فى عمر الزهور الصغيرة ، وفى الوقت نفسه موظفة ناجحة فى عملها فى إحدى الوزارات ، لكن مع الاسف امرأة تفتقد الانوثة!
فالجمال ليس بالضرورة يكون جمال الشكل والملامح ، لكن يكون جمال الروح ، والمرأة ليست بالضرورة تكون جميلة لكن بالضروره تكون انثى ، وقد تناست آية أن تكون زوجة مليئة بالأنوثة امام عينى زوجها ، واهتمت فقط بأن تكون زوجة تخدم زوجها وابنائها على أكمل وجه ، وناجحة جدا فى تأثيث بيت زوجية واسرى هادئ!
فكان زوجها يوميًا يعود من عمله ليجد الطعام جاهز والبيت نظيف وابناء يسعد به قلبه ، لكن كان يجد امرأة اقل من العادية ، لا تهتم بنفسها او أناقتها او حتى ابسط الامور التى تفعلها أى امرأة ، ولم يجد الزوج سوى النصيحة مرة واثنين وثلاثة ، حتى فاض به الكيل وكانت النهاية عندما اشتعل الخلاف بينهما ، والسبب طلبه فى أن تذهب الى الكوافير مثل كل امرأة!
لكن مع الاسف اخبرته زوجته بانها تعبانة وغير قادرة على تنفيذ طلبه ، واشتعل الخلاف اكثر لدرجة جعلته ولاول مرة يخرج عن شعوره وينقض عليها بالضرب ، جن جنون الزوجة الشابة ، واسرعت الى منزل اسرتها بطفليها وطلبت الطلاق ، لكن العند ولد بينهما وكانت النتيجة ذهابها الى محكمة اسرة الجيزة بصحبة محاميها ياسر الدمرداش وطلب التقدم بدعوى خلع ضد زوجها!
صاحبة السوء!
أمام محكمة اسرة الزيتون كانت دعوى الخلع التى تقدمت بها "هدير.أ" 32 سنه ، ربة منزل حسناء وام لطفلين فى عمر الزهور ، ضد زوجها المحاسب الشاب الذى تزوجته بعد قصة حب جميلة ، ويقول محاميها نبيل غبريال: المشكلة ليست فى علاقة الزوجين ببعضهما فكل منهما كان هادئ الطباع يحمل للطرف الثانى مشاعر وحب كبيرين ، لكن عدم وعى الزوجة كان وراء خراب بيتها ، فقد أعطت الفرصة لصديقتها "صاحبة السوء" لتدمير حياتها ، بعد أن سمحت لها بالتدخل فى تفاصيل حياتها ومعرفة كل أمورهما الكبيرة والصغيرة ، ولم تدرك ان صديقتها لا تكن لها الحب الذى خدعتها به ، بل تكن لها الكراهية والغيرة والحقد على حياتها الناجحة ، بينما هى مطلقة لم يشأ القدر أن تستكمل حياتها مع زوجها بعد زواج عمره قصير جدا وكان الفشل حليف زواجها ، واشفقت عليها هدير وحاولت جمع شتاتها ، لم تدرك بأنها سوف تنظر إلى حياتها وتحسدها على زوجها المحترم الهادئ طيب القلب ، وبيتها الذى يملأه اولادها سعادة وحب!
وراحت صاحبة السوء توسوس لهدير باشتعال المشاكل وتعكر صفو حياتها وتبث السموم فى عقلها، وتجعلها تتذمر على حياتها وتفتعل المشاكل مع زوجها على اتفه الاسباب ، لكن تحولت تلك الاسباب التافهة الى مشاكل كبيرة واصبح العند مسيطرًا على عقل الزوجين ، حتى وصل بهما الحال الى محكمة الاسرة ، لتتقدم الزوجه هدير بدعوى خلع ضد زوجها وهى تقول "أخشى ألا اقيم حدود الله" ، وبعد عدد من الجلسات صدر الحكم لصالح الزوجة بتطليقها خلعا!
الزوج المخلوع
وتوجهنا إلى الدكتور يسرى عبد المحسن استاذ الطب النفسى كلية طب جامعة القاهرة لسؤاله عن الحالة النفسية للزوج المخلوع ، وقال: الاثر النفسى يعتمد على اسباب الخلع ، وثانيا على طبيعة شخصية الزوج المخلوع ، لو ان الاسباب قوية جدا وهو يعي هذه الاسباب ويعلم أنه سبب كبير فيما حدث ، فيكون الاثر النفسى ضعيف ، وممكن أن يكون هو الذى دفع الزوجة لطلب الخلع بسلوكه وعلاقته السيئة معها ، ووقتها لم يتأثر نفسيًا بالعكس تكون انفراجة بالنسبة له ، ولا يفكر فى الانتقام ولا يشعر بالامتهان لذاته وكرامته أو تقليل لشأنه!
أما اذا كانت ليست هناك اسباب أو أسباب واهية ، فهو يتأثر كثيرًا ويشعر بضآلة حجمه فى المجتمع ويندم على ما حدث ، ويشعر بانه هزم فى علاقته مع زوجته فهذا يصيبه فى رجولته وكرامته ، ويشعر بالدونية وانه أقل شأنا من الاول وهنا إما يصاب بالكآبة او يتحول الى شرس وعنيف وهذا يتوقف حسب شخصيته ، اما شخصية هشة ضعيفة او حساسة فيصاب بالحزن والكآبة ، او شخصية عنيفة يميل الى الانتقام ، وكل هذا يؤثر فى عمله وشخصيته بين الناس!
الزواج القهري
وبعد مرور سبعة عشر عامًا على إعطاء المرأة المصرية حق الخلع ، فهل حقا التجربة حافظت على حق المرأة ام جعلتها ضحية نظر مجتمع لها كأنها مجرمة، لا تستحق أن تعيش حياة ثانية ، والرجل هل يستخدم الخلع كوسيلة ليكون فائز بالماديات ام خاسر كرامته !
قالت د. فادية ابو شهبة استاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية :
رغم ان الخلع عمره 17 عامًا حتى الآن إلا ان الكثير من السيدات لا يعرفن به خاصة في الارياف, وتظل المرأة تحت ضغط نفسي وعصبي, وأيضا يوجد بعض السيدات يحتاجن الى الحقوق المادية و لذلك يرضين بالزواج القهري .
واشارت" ابو شهبة " في الفترة الماضية قام القضاء بإلغاء النقض في قانون الاحوال الشخصية فقد حدثت حالات بعد ان حصلت المرأة على الطلاق او الخلع, ثم تزوجت مرة اخرى بعد الحصول على حكم قضائي بالانفصال, ولكن تتفاجأ يقوم زوجها الاول بإقامة دعوى نقض ويكسبها ترجع المرأة زوجته ثانيا, وهكذا تكون امام القانون جامعة بين الزوجين وتحبس السيدة .
وبسبب كثرة المشاكل تم إلغاء النقض واصبح على درجتين فقط واصبحت محكمة الأسرة بها كل المراحل التي تتعلق بالأسرة حتى لا يحدث تشتت في حق الطرفين وعلى رغم ذلك التقدم إلا انه يوجد في الريف عدم وعي بقضايا الخلع او الحصول على حرية المرأة حتى الآن, لذلك توجد بعض آثار الجرائم بسبب عدم رضا اهل الفتاه بان تحمل لقب مطلقة سواء بالخلع او الطلاق, فقد اقامت " ابو شهبة " بحث اسمه "سيدات اقمن جرائم القتل العمد" فمنهن من قتلت زوجها بسبب اهلها والعند لذلك انهارت بعض السيدات وقتلن ازواجهن ومنهن من حكم عليهن بالإعدام .
الطلاق أفضل
واكدت د. اعتماد عبد الحميد خبيرة العلاقات الاسرية: الخلع بشكل عام ضد الرجل والمرأة لأنه جعل من الرجل رجل ليس لديه كرامة وضد المرأة لأنها من الصعب أن تعيش حياة مستقبلية مستقرة مرة اخرى, فالمجتمع ينظر اليها كأنها مجرمة وليست ضحية علاقة فاشلة, فمن الصعب ان تخوض المرأة الخالعة تجربة الزواج ثانية لان الرجل الثاني يخاف ان تتخلص منه بنفس السكينة الخلع, لذلك الرجال ينفرون من السيدة الخالعة .
اما الابناء ضحايا بالأخص البنات ينفر منهن الشباب ويخافون ان يرتبطوا بالبنت التي تخلصت امها من زوجها بالخلع, ويخشى الشاب ان تكرر البنت طريقة امها, ففي مجتمعنا زواج الأرملة والمطلقة اسهل من الخالعة .
ومن جهة اخرى ساعد السوشيال ميديا والفن والفضائيات الرجل على ان يتخلص من زوجته بدون خسائر بالضغط عليها حتى تقيم دعوى خلع وتتنازل عن حقوقها وهكذا قيمة الأسرة كل مدى تقل, فالخلع يعطي حرية المرأة ولكن بدون حقوق اما الطلاق فهو افضل لأنه يحافظ على كرامة الرجل و حقوق المرأة.
واكد د. جمال فرويز استشاري طب نفسي بالأكاديمية الطبية:
ان الخلع اعطى المرأة احساسا بالقوة لمواجهة الرجل للحصول على حريتها وقلل فعلا من كرامة الرجل وجعل صورته مهتزة امام ابنائه, وفي بعض حالات الانفصال يصل الزوجان الى مرحلة العناد فينظران الى الماديات وليس الى الابناء, بعض السيدات يخشين الخلع لخسارة حياتهن النقدية ويفضلن اللجوء للطلاق امام القضاء لسنوات, وبعض الرجال يفضلون الخلع ليحافظون على اموالهم , لذلك كثير من قضايا الانفصال في المحاكم بسبب العند وليست للحرية والضحايا دائما الابناء .
وقال أ/ عبد الحميد ابراهيم خبير اسري وتعديل السلوك:هناك بعض السيدات يستخدمن الخلع بطريقة سيئة كوسيلة لكسب المال وليس السبب الاساسي الذي تم عليه القانون لأخذ حريتهن بسبب بعض المشاكل التي تحدث في قضايا الطلاق, بل البعض يغير الطريقة والاتجاه الاساسي لكسب المال فتستخدم تلك السيدات الخلع لتهديد ازواجهن إما ان يحافظ على كرامته وشكله امام المجتمع, أو أن تأخذ بعض المال منه كنوع من التجارة .
اما البعض الآخر من السيدات هن ضحايا حياة زوجية قاسية, استطاع قانون الخلع انقاذهن فقد ساعد الاعلام والفن في توضيح الطريق الصحيح لحصول المرأة على حريتها, واكد " عبد الحميد " ان الخلع والطلاق هو جزء لا يتجزأ من التفكك الاسري كما هو السبب الرئيسي للتدهور النفسي للأبناء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.