لماذا يرفض الثوار الاحتفال بذكري ثورتهم؟ ولماذا يصرون علي ان الثورة مستمرة؟ لعل الاجابة عن هذين السؤالين تكشف لنا حصاد الثورة بعد 365 يوماً يري الثوار ان ثورتهم لم تحقق سوي هدف واحد وهو إسقاط رأس النظام البائد وإجهاض مشروع التوريث المقيت والذي كان يسعي لإسقاط مصر اكثر واكثر في الهاوية. هذا ما نجحت فيه الثورة فقط. أما ما فشل في تحقيقه الثوار فكثير جداً. فلا حرية تحققت.. ولا العدالة الاجتماعية طبقت.. ولا »العيش« وجده أبناء الشعب المصري حتي الآن.. وهي المطالب الثلاثة التي نادي بها الثوار من أول يوم في ثورتهم. ولكن.. لماذا فشل الثوار في تحقيق الاهداف. من وجهة نظري المتواضعة فإن هناك أربعة عوامل ساهمت في هذا الفشل. أولاً - انهيار العملية التعليمية في مصر علي مدار 30 عاماً افرزت شعباً معظمه لايتمتع بالثقافة أوي حتي قدر كافٍ من في التعليم.. وهذا ما ساهم في حالة التخبط والانقسام بين المصريين في تحديد طريقهم.. ونحن هنا عكس تونس التي يتمتع شعبها بثقافة وتعليم جيد جداً.. ولذلك سبقتنا تونس في كل شيء.. ولم تشهد ما نشهده في مصر. ثانياً - استمرار وقوف الاجهزة الامنية المصرية في صفوف أعداء الثورة.. بل واتباع أسلوب القمع القديم مما أسفر عن سقوط أعداد كثيرة من الضحايا.. أضف إلي ذلك تقاعس الجهاز الأمني عن ضبط البلطجية حتي تسود حالة الفوضي وتشوية الثورة والثوار وإلصاق ظاهرة العنف بكل من يتواجد في ميدان التحرير.. هذا الميدان الذي كان رمزاً للثورة حاربت الاجهزة الأمنية بكل ما لديها من قوة لتشوية هذاالرمز وكل من يتواجد فيه. ثالثا - استمرار البوق الاعلامي المصري الفاسد في مكانه حتي يساند الاجهزة الامنية في مهمة اجهاض الثورة وتشويهها وقد نجحت الاجهزة الاعلامية - مقروءة ومسموعة ومرئية - في حالة انقسام شديدة وخروج ظاهرة ميدان العباسية وابناء مبارك واحنا اسفين ياريس وحزب الكنبة في البيوت.. ورغم انها مظاهر لاتزيد عن غثاء السيل امام إرادة الثوار إلا أن الجهاز الاعلامي أولي هؤلاء أهمية أكدت بما لايدع مجالاً للشك ان اجهزة الاعلام المصرية لم تتعلم درس ثورة 25 يناير ولم تصلها الثورة بعد.. ومازالت تصر علي إجهاض ثورتنا بكل وقاحة. أخيراً - البطء الشديد للقضاء المصري في محاكمات رموز النظام السابق والذي أدي إلي شعور عام لدي الشعب المصري ان الثورة لم تكتمل.. فأي ثورة في العالم تحاكم النظام الذي انقلبت عليه بصورة ثورية واستئنائية.. وقد شعر المواطن المصري بالخداع اكثر من مرة خلال هذا العام.. فتارة يقولون ان محاكمة مبارك وعصابته أمام المحاكم المدنية سيتيح لنا استعادة أموال الشعب التي نهبها مبارك وحاشيته.. فحين تبين ان كل هذا هراء لامعني له بعدما استعادت ليبيا 96 مليار دولار دون ان تحاكم القذافي وانما قتلته ومثلت به.. وللاسف تملك المواطن العادي شعور ان القضاء يشارك في مؤامرة اجهاض ثورة 25 يناير.. بل وان هناك مهرجان للبراءة يتم التجهيز له لقتلة الشهداء. كلمة أخيرة: هذه العوامل الأربعة.. افقدتنا جميعاً نشوة وفرحة الاحتفال بثورة 25 يناير.. تلك الثورة التي أشاد بها القاصي والداني في كافة أرجاء الدنيا. وهذه العوامل هي ما تدفع الثوار للمناداة باستمرار الثورة لحين استكمالها وتحقيق اهدافها ومناشدة المجلس الاعلي العسكري للوقوف إلي جانب الثوار حتي يفي بالعهد الذي قطعه علي نفسه بحماية الثورة والثوار.. وإلَّا فالأجدر بنا ان نقيم سرادقاً لتلقي العزاء في ثورة ماتت خلال عام!