روائية وقاصة صاحبة لغة جذابة وجمل سردية تكمن بداخلها تفاصيل كثيرة وخلفيات اجتماعية وثقافية وسياسية، ورغم أنها دارسة متفوقة للغة الإيطالية بكلية الألسن وحاصلة علي دبلومة الإرشاد السياحي - بخلاف دراستها للمسرح "شعبة الدراما" والسيناريو بمعهد السينما - إلا أن الإبداع الأدبي تغلب علي عملها كمرشدة سياحية وظل يمثل عندها الشريان الذي تستمد منه عشق الحكي الشعبي والتعبير عن المهمشين وصنع عالم أدبي جديد تعتبره نافذة تطل منه علي قرائها بأعمال أدبية اتسمت بالتميز في صنع إسقاطات علي الواقع ورافضة لأي ظاهرة بترت الإنسانية ولو للحظة. إنها الأديبة والسيناريست أماني فهمي التي تحمل أعمالها رسالة إنسانية مفتوحة للجميع لأنها نابعة من الوجدان. تقول الأديبة أماني فهمي إنها تكتب لتشعر بوجودها وأن الكتابة منحة تأتي في أي عمر وقد كنت حريصة علي اقتناصها مرتكزة علي حالات من الاستشراف والبحث عن الجديد منذ أن كانت هوايتي القراءة وكتابة الشعر والرسم الذي ظهرت بوادره وأنا في فترة الحضانة بمدرسة الراهبات في محافظة بني سويف مسقط رأسي، لكن زاد اهتمامي وعشقي للقراءة بعد انتقالي مع أسرتي إلي السعودية نظراً لظروف سفر والدي المهندس الزراعي، وبعد حصولي علي شهادتي إتمام المرحلة الابتدائية والإعدادية عدت للقاهرة مع انتهاء مدة عمل والدي هناك، وحصلت علي الثانوية والتحقت بكلية الألسن جامعة "عين شمس" ودرست اللغة الإيطالية وتخرجت عام 0991 ولعبت الظروف وإجادتي عدة لغات دوراً في حيرتي بين الغوص في بحور الأدب والكتابة، أو العمل كمرشدة سياحية، خاصة أنني حصلت علي دبلومة الإرشاد السياحي من كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان عام 4991 واضطررت للعمل كمرشدة سياحية لتحقيق الاستقلال المادي من أجل تمويل عشق الكتابة عندي وتوفير نفقات الحياة. تتابع: كان جزءا من قناعاتي الشخصية أنه لابد من التجريب والبحث عن أنماط جديدة في الكتابة، لذا درست المسرح "شعبة الدراما" في كلية الآداب، بالإضافة لدراستي السيناريو بمعهد السينما بأكاديمية الفنون، وبدأت خطواتي العملية بعدد من التجارب التي كتبتها ومنها مسرحية اسمها "الجدار"، التي مثلت فيها أيضا، مع مسرحيات أخري خلال ترددي علي مسرح الهناجر، وكتبت سيناريو فيلم طويل اسمه (أحلام قبل النوم)، شاركت به في مسابقة ساويرس الأدبية، وفوجئت باتصال أحد المخرجين عرفت إنه تواصل مع إدارة المسابقة خلال بحثه عن كاتب سيناريو جيد ممن شاركوا في المسابقة، وسعدت بأن مسئولي المسابقة أبلغوه أنني من أفضل من شاركوا وكنت ضمن المرشحين للفوز بالجائزة، وكان ما حدث له مردود إيجابي عندي أشار لوجود موهبة بداخلي كانت بانتظار من يخرجها من أعماقي. وتؤكد أماني قناعتها بأنه لا يمكن أن تظل كأديبة تقدم للقارئ طريقة واحدة في الكتابة ولغة واحدة ومعني واحداً وتقوم فقط ببعض التغييرات في مؤلفاتها، فهي ترفض أن تكون النمطية طريقتها في الكتابة.. ومنذ أول إصدار لها بعنوان "لا أحد يحبك" تجد تنوعاً في العوالم السردية بلغة إبداعية فريدة.. وتلك طمأنينة جاءت من خلال الأصدقاء والنقاد، ومن هنا تعلمت أن تأليف القصة أو الرواية مسئولية يجب أن يكون الكاتب فيها ناقداً لنفسه أولاً، فالقصة السيئة التي تنشر تسيء لكاتبها وللقارئ أيضاً، وعندما تقرأ عملا جميلا تشعر بالبهجة. وبخصوص صدور مجموعتها القصصية "رجل يبحث عن مقاس مناسب" ونفاد الطبعة الأولي منها واستعداد الناشر لإطلاق الطبعة الثانية، تقول: فرحت كثيرا لأن صدور الكتاب بمثابة ولادة ابن جديد للمؤلف، ما دفعني للبدء في كتابة روايتي الجديدة "بطن الزير" وتحكي عن ضفاف الحياة وخفايا داخل مجتمع الطالبات المغتربات، وهناك سيناريو لفيلم يحمل رصداً دقيقاً بفلسفة عميقة للتداخلات الزمنية في حياة سيدة في مراحل عمرها المختلفة، وحملت فيه الرمزية معني أن الحلم الذي لم يتحقق في الصغر يمكن أن يتحقق في سن متقدمة. تواصل حديثها: حالياً أعيد مراجعة روايتين هما "الشيخ عجيب" و"نفرتيتي" وسيتم إصدارهما قريباً، مؤكدة أنها رغم عملها كمرشدة سياحية في البداية وبعد تعرض السياحة لأزمة توقف منذ عام 2010 فرض الحلم الذي كان بداخلها نفسه علي واقع حياتها وجعلها تزداد إيماناً بقول الله تعالي: "وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم". وبالنسبة لعالم الموضة فأماني تعشق ارتداء الملابس الكاجوال والعملية كالبنطلون والجينز والبلوزات نظرا لطبيعة الحياة والعمل، وفي حالة الذهاب للحفلات العامة أو حفلات الزواج ترتدي ما يناسب طبيعة المكان والمناسبة ولكن المتميزة بالحشمة، لكنها قلما تلجأ للمكياج كونها تحب الإطلالة الطبيعية، وعن المطبخ تقول إنها تعشق أكلات اللحوم والأسماك والخضار، وتفضل بصفة خاصة الأطباق الصينية، والخضار السوتيه والسلاطة لكونها خلال هذه الفترة تتبع نظاما خاصا للريجيم. وتعترف أماني في هذا الإطار بأنها غير مدبرة ومسرفة للغاية. وتعود أماني بعد أن أخذها الحنين وتقول إنها تحب قراءة الكتب الأدبية خاصة للروائية إيزابيل الليندي وجارسيا ماركيز وباولو كويلو وتوفيق الحكيم، وتتابع بشكل جيد إنتاج الأجيال الجديدة التي تمتلك لغة وطفرة نوعية مختلفة في الأساليب التي يكتبون بها. وتختتم حديثها بتذكرها لموقف طريف تعرضت له عندما كانت أحد ضيوف ندوة أدبية كبيرة ونادتها امرأة وطلبت منها تحقيق رغبتها في مقابلة الإعلامية الكبيرة آمال فهمي علي اعتبار أنها شقيقتها ورغم أن أماني أكدت أنها إعلامية عظيمة لكنها ليست شقيقتها ولا قريبتها شعرت أن السيدة لم تصدقها من نظرات عينيها وهي تقول لها: "شكرا علي أي حال وأنا هعرف أقابلها بطريقتي"!