الاتفاق علي تأسيس صندوق دولي للمحافظة علي التراث الإنساني بمبادرة من فرنسا ودعم من الإمارات وكافة أعضاء المجتمع الدولي هو مما لا شك فيه خطوة موفقة بعد أن استباحت جماعات الإرهاب المتطرفة في مناطق النزاع والصراع مثل سوريا والعراق الآثار الهامة والتراث الثقافي لهذه الدول وحاولت الاعتداء عليها وهدمها.. وقد أكد جاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس عقب مشاركته في المؤتمر الدولي للحفاظ علي التراث الثقافي في مناطق الصراع والذي انعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة أن استراتيجية هذا الصندوق الدولي الذي تم الاتفاق علي تأسيسه تقوم علي حماية الآثار بمناطق الصراع خاصة في دول مثل سوريا والعراق أو تأهيل الآثار المتضررة بسبب الحروب وسوف ينبثق الصندوق عن مؤسسة يكون مقرها جنيف وتخضع للقانون السويسري بمبلغ مائة مليون دولار كمرحلة أولي وسوف تقدم فرنسا وحدها 30مليون دولار من المبلغ المذكور. وسوف تتولي إدارة هذا الصندوق هيئة مستقلة تعكس تعددية المساهمين مع الاستعانة بمجلس علمي وآخر استشاري مالي حيث يباشر أعضاء المجلسين عملهم دون مقابل مادي. ويتولي الصندوق مهمة جمع المساهمات المالية عبر المجتمع الدولي وإطلاق آلية دائمة لخدمة المحافظة علي الآثار المهددة. ومن الجدير بالذكر فإن المؤتمر الدولي الذي انعقد تحت رعاية دولة الإمارات اهتم أيضا بمناقشة الوجه الثقافي للتصدي للإرهاب والتصدي لعمليات الاتجار والتهريب وترميم المعالم الأثرية التي تتعرض للتخريب والدمار. ومما لا شك فيه فإن هذه الخطوة هي محل اهتمام وترحيب مصري لكون مصر تحظي بجزء كبير من آثار العالم الذي يعد ملكا للإنسانية جمعاء والحفاظ عليه واجب وطني ودولي في نفس الوقت ومن ثم فإن تأسيس مثل هذا الصندوق وإن كان متأخرا إلا أنها خطوة موفقة تسهم في دعم الجهود الدولية للحفاظ علي التراث الإنساني في كل مكان علي أرض البسيطة والآمال منعقدة علي نجاحه في هذه المهمة الدولية الهامة.