في أحد الأفلام الشهيرة للفنان المبدع فؤاد المهندس تعطلت حنفية مياه دش البانيو فما كان منه إلا أن خلع ملابسه قطعة قطعة ليربط بها حنفية الدش ولكنه فشل.. كان المشهد للإضحاك فقط وإلا لو فكر لثوانٍ لأغلق محبس الشقة أو القصر الذي كان فيه. حنفية البانيو التالفة هذه هي حنفية السيول السكانية التي تدمر في كل مكان وتغرق كل المسئولين في الدولة وغير المسئولين وتغرق الأسر المصرية في مشاكل لا تنتهي وتهدر كل تنمية اقتصادية واجتماعية. ومحبس الزيادة السكنية يمكن إصلاحه وتشغيله بالتوعية الدينية وغير الدينية ومحاربة الجهل والفقر والفساد في عقول بعض الرجال والنساء الذين يريدون الأطفال لتشغيلهم أو للتسول بهم أو تركهم لمصيرهم الذي قد يصل للهجرة غير الشرعية والموت غرقا في البحر أو الموت ذلا في إحدي الدول الأوروبية القريبة. ومن أحدث أزمات الزيادة السكانية مع ولادة مليون طفل في 6 شهور أزمة لبن الأطفال التي لم تكن أمهاتنا وجداتنا يعرفنها لأنهن كن يفتخرن بإرضاع أطفالهن. أما الآن فالأم تحافظ علي جمال صدرها وهي تشاهد يوميا مئات البرامج التي تعرض أساليب تجميل الوجه والصدر وكل الجسم. ولو قالت الدولة سنصرف لبن الأطفال للأم التي لا تستطيع الإرضاع وذلك بشهادة طبية لسارعت الأمهات بإحضار شهادة مزورة بالمطلوب مثل الشهادات الصحية للحصول علي رخصة قيادة سيارة. الدولة تلهث وراء الأمهات والأطفال والأفواه التي تتسع يوما بعد يوم بالمطالب التي لا تنتهي وتلهث وراء الأزمات والمشاكل لمحاصرتها وإطفائها ويذهب السيد الرئيس لكل بلاد الدنيا ليفتح أبواب الاستثمار وأبواب التقدم العلمي والتكنولوجي ويبحث عن حلفاء وأصدقاء لمحاربة الإرهاب والفقر ويسير علي خطاه الوزراء وكبار المسئولين المخلصين لمصر وآمالها ومستقبلها. وبدون تردد نقول إن معظم المصريين لا يقولون الحقيقة عندما يعطون بيانات للدولة خاصة إذا كان الكذب سيأتي بفائدة مادية مثل بيانات الدخل لاستخراج بطاقات التموين أو الدعم أو عند إعداد الدولة لبيانات لكل مواطنيها لتأسيس قاعدة بيانات تخطط بها كل أنشطة الدولة وخدماتها. الانفجار السكاني طال وسائل المواصلات فتكدست وازدحمت الشوارع وتكدست الأرصفة بالإشغالات وتدهورت حالة القطارات وتكدست الفصول بالتلاميذ حتي وصل عدد تلاميذ الفصل الواحد إلي 80 تلميذاً وأصاب التلوث كل شئ الماء والهواء والطعام وأصابت الأمراض معظم المصريين من الأطفال للشيوخ وتكدست المستشفيات العامة والخاصة وتدهورت مقومات الخدمات الصحية وخدمات الشهر العقاري وانخفض مستوي التعليم العام والجامعي. وتكالب الناس علي المواد الغذائية وازداد جشع التجار في كل الأصناف من الغذاء إلي الكساء إلي الأجهزة إلي الدواء والكل يقول أنا ومن بعدي الطوفان. ياليت عاقلاً يقترح علي المصريين أن من لديه طفلا أو طفلين يعطي نفسه راحة 3-4 سنوات ليري هل يستطيع الوفاء بحاجتهم أم لا ثم ينجب إذا استطاع وليطبق مبدأ فصل البنات عن البنين كما قال الشرع الحنيف والسلوك الحضاري. استهل الحق سبحانه وتعالي سورة التكاثر بقوله : ألهاكم التكاثر أي شغلكم التباهي بكثرة متاع الدنيا عن طاعة ربكم حتي متم ودفنتم في القبور بعد معاناة الجري والتنافس والتشاجر علي متاع الدنيا وهما المال بكل ما يوفره والبنون استمتاعا بزينة الحياة الدنيا. نستورد كل شئ من القمح والسكر والزيت والدجاج واللحوم والوقود والسيارات والأدوية والأجهزة والأسلحة والمعدات وصرنا سوقا ضخمة حتي الآن (92 مليونا + 5 ملايين لاجئ ) يتسابق عليها كل من لديه بضاعة فائضة.