لا تمر مباراة من مباريات الدوري الكروي هذا الموسم دون انتقاد الحكام.. اتهامات بتدخل أصحاب العدالة بأخطائهم الفادحة وأحيانا تحركاتهم الخاطئة في التأثير علي نتائج المباريات.. الشكوي متكررة.. ومتجددة ولا يوجد فريق في المسابقة لا تصدر عنه كثير من الشكاوي. ماذا جري للحكام وإلي أين تتجه عملية العدالة في الملاعب؟ وما هو المطلوب لإنقاذ الراية والصفارة؟ في البداية أوضح عصام عبدالفتاح، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، أن الهجوم علي التحكيم في الفترة الأخيرة بسبب وقوع أخطاء غير مبرر، خاصةً أن أغلب هذه الأخطاء طبيعية وتحدث في أغلب وأقوي الدوريات الأوروبية، إلا أنه عاد ليؤكد أن هناك بالفعل أخطاء أخري تقع بسبب إهمال قلة من الحُكام.. مشدداً علي أن رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام »مظلوم»، نظراً لكونه استلم اللجنة وبها العديد من السلبيات التي يحاول جاهداً حلها خلال الفترة الحالية. وألمح عبدالفتاح إلي أن الأخطاء التي يقع فيها الحُكام يجب معالجتها عبر تطوير التحكيم من خلال تفعيل دور المناطق الفرعية للحُكام، بالإضافة إلي تكثيف المحاضرات التثقيفية لهم تشمل الوقوف علي الأخطاء التي تقع علي سبيل المثال خلال كل أسبوع في بطولات الدوري بجميع أقسامها وتصحيحها مع الإهتمام بتمارين اللياقة البدنية.. مطالباً جميع عناصر اللعبة في مصر بتضافر الجهود والوقوف بجانب لجنة الحُكام في ظل حملة شرسة يتعرض لها من داخل أسرة التحكيم نفسها. كما تحدث عضو مجلس الجبلاية عن صعوبة تنفيذ مبادرة منع التعليق علي أخطاء التحكيم عبر إلغاء الفقرة التحكيمية باستديوهات تحليل المباريات في القنوات الفضائية أو إلزام الصحفيين بعدم الخوض في هذا الحديث علي صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية أو الراديو، خاصةً أن المحللين الفنيين أساساً يعلقون علي أمور التحكيم، والإعلاميين سيرفضون استناداً علي حقهم المكفول في الدستور المصري بحرية الرأي والتعبير. وقال عصام عبدالفتاح: إنه يجب إيجاد حلول واقعية لهذه الأزمة عبر استحداث ميثاق تحليل تحكيمي، ومعناه أن يتم انتقاد أخطاء الحُكام بشكل بناء وسرد الإيجابيات ومعالجة المناطق التي شهدت وقوع أخطاء بطريقة علمية لإصلاحها وتفاديها فيما بعد، مطالباً بضرورة أن يكون اتحاد الكرة له دور كبير في تطبيق هذا الميثاق. تطبيق قوانين كرة اليد ومن جانبه أكد رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة أن الحل الوحيد لإنهاء أزمة التطاول والنهش في جسد التحكيم المصري وهو اللجوء لتطبيق قوانين كرة اليد التي ضرب المثل في التعامل مع كل عناصر اللعبة من مجالس إدارات وأجهزة فنية ولاعبين وحتي المشجعين، وذلك وفقاً لقوانين رادعة حتي تسير منظومة كرة القدم بمصر في مسارها الصحيح. وتمني البلتاجي أن يقود مجلس إدارة الجبلاية بالدعوة لعقد جمعية عمومية يتم من خلالها الإستقرار علي ميثاق يعيد ترتيب اللوائح علاوةً علي تحديد عقوبات مغلظة تطبق علي الكبير قبل الصغير للحد من الهجوم غير المبرر علي التحكيم في ظل الأزمات الكثيرة التي تواجه الحكام المصريين، سواء في الدوري الممتاز أو الأقسام الأدني أو حتي في بطولات الناشئين.. مطالباً بضرورة تفعيلها قبل عودة الجماهير للمدرجات خلال الفترة المقبلة.. كما شدد رئيس لجنة الحكام علي أن التحكيم المصري يبدع بشهادة الجميع علي المستوي القاري والعالمي، والدليل علي ذلك من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يفيد بمشاركة الثنائي جهاد جريشة وتحسين أبوالسادات في إدارة مباريات نهائيات كأس الأمم الإفريقية بالجابون. فقرات التحكيم ذبحتنا ومن ناحيته قال خالد عيد المدير الفني لفريق طنطا أن التحكيم جزء من منظومة كرة القدم في مصر، متمنياً أن تقل الأخطاء الفادحة التي تقع خلال المباريات وتتسبب في ظلم كبير وفقدان لنقاط غالية سواء لفريقه أو لباقي الأندية الأخري.. مشيراً إلي أن فريقه تتضرر كثيراً بسبب هذه الأخطاء، خاصةً في مباريات الزمالك والاتحاد السكندري وبتروجت واحتساب ضربات جزاء غير صحيحة للخصوم. وشدد عيد علي ثقته واحترامه الشديدين للكابتن رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة كونه حكما دوليا سابقا وله خبرة كبيرة في إدارة المباريات.. متمنياً أن تهتم اللجنة بالتركيز علي عقد عدة اجتماعات تثقيفية بصفة دورية للحكام للتقليل من حدة وحجم الأخطاء الجسيمة الواقعة، خاصةً أن منظومة التحكيم عليها عامل كبير جداً في نجاح الدوري بأقسامه المختلفة مع اقتراب عودة الجماهير لحضور المباريات من المدرجات بعد غياب طويل، حتي لا تتسبب هذه الأخطاء في وقوع حالات شغب أو أعمال عنف جديدة. كما أشار مدرب طنطا إلي أن هناك أخطاء يمكن تقبلها وأخطاء أخري تقع خلال المباريات واضحة للجميع لا يقوم الحكم بإحتسابها نظير مجاملة الفرق الكبيرة علي حساب الصغيرة.. متمنياً أن يكون التحكيم عادلا، وأن يأخذ كل فريق حقه حتي تنتهي نغمة الهجوم الحاد علي التحكيم المصري. واختتم خالد عيد حديثه بالقول إنه مع المبادرة التي تقضي بمنع الفقرات التحكيمية الظالمة بإستديوهات التحليل الفني للمباريات بالقنوات الفضائية ومنع الصحفيين من الكتابة عن أخطاء التحكيم، وذلك عبر ميثاق شرف يلتزم بتطبيق قواعده الجميع. الوضع سييء ومن جانبه أكد أحمد حسام ميدو، المدير الفني لدجلة ونجم الزمالك السابق، أن التحكيم في مصر أصبح سيئا ويمر بمرحلة صعبة بسبب قلة خبرات الحكام، فضلا عن عدم تطبيق اللجان المختصة أي دورات تأهيلية تساعد في تطويرها وتنقذ الجميع من الكوارث والتي تؤدي في النهاية إلي حدوث ما لا يحمد عقباه. وقال ميدو إنه يجب الاستعانة بالتجربة الأوروبية في التحكيم وعمل فترة معايشة للحكام بأوروبا من أجل زيادة خبراتهم وعمل تؤامة مع الدول الأخري من أجل تبادل الخبرات.