في الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية أولا ثم مع القضاء ثانيا تعاملت الدولة بالورقة والقلم.. بنصوص القانون ونسيت أن هناك مايسمي بروح القانون وبالمواءمات التي يجب أخذها في الاعتبار لتفادي الصدام بين مؤسسات الدولة. في المقابل تعاملت النقابة بعنجهية لا مبرر لها بعدما ورط شلة من شباب الصحفيين المحسوبين علي تيارات معينة النقيب المحترم يحيي قلاش ليجد نفسه فجأة مخالفاً للقانون دون أن يتعمد ذلك وأصبح بين يوم وليلة في مواجهة الدولة وكأنه مجرم مع سبق الاصرار. لاخلاف علي أن القانون يجب أن يحترم لكن يحيي قلاش دمث الخلق لايستحق أن يجد نفسه بعدما أفني عمره في العمل النقابي محكوما عليه بالسجن حتي وإن تم ايقاف التنفيذ.. ربما يكون قد أخطأ عندما لم يحسبها.. لكن سجن نقيب الصحفيين إهانة بلا شك لمهنة مقدسة لايمكن أن يقبلها أي صحفي بعد ما يقرب من مائتي عام عاش فيها الصحفيون مرفوعي الرأس. مثل هذه الأزمات لاتصب أبدا في مصلحة النظام وتسحب من رصيده في الداخل والخارج ولهذا لابد من وأد الفتنة في أسرع وقت.. علي شيوخ المهنة أن يتحركوا فكفانا ما نحن فيه من أزمات. أخبار اليوم .. والحكومة لا أتصور أن الإخوان ومؤيديهم أو المغيبة عقولهم من الشباب بتوع »لا لحكم العسكر» يمكن أن يجرؤوا مستقبلا علي تجديد دعوتهم للتظاهر لإسقاط النظام بعد إعلان الشعب يوم الجمعة قبل الماضي رفضه لهذه الدعوة الهدامة. مرة أخري يثبت الشعب المصري آصالته ويؤكد عظمته رافضا دعوات التهور والإثارة ومجددا الثقة برئيسه وداعما لجهوده لإعادة بناء مصر. نحن في »أخبار اليوم» لم نشك لحظة في ولاء الشعب لقيادته ولهذا لم يتردد الكاتب الصحفي الزميل ياسر رزق رئيس مجلس الإدارة وهو يختار 12 نوفمبر موعدا لانطلاق مؤتمر »أخبار اليوم» الاقتصادي الثالث رغم تخوفات البعض من حدوث اضطرابات في اليوم السابق المحدد للتظاهر (11/11).. كنا نثق أنه لن يحدث شيء وأن المؤتمر سيعقد في موعده ويحقق النجاح الذي نأمله. ولعل النجاح الحقيقي للمؤتمر ليس في دقة تنظيمه وانتظام جلساته أو تنوع القضايا التي يناقشها والقرارات والتوصيات التي تصدر عنه لكنه بالتأكيد نجاحه في أن يصبح خلال عامين فقط حدثا مهما علي أجندة الحياة الاقتصادية في مصر تستعد له الحكومة لتقدم لأعضائه كشف حساب بانجازاتها وجهودها.. وفي المقابل يعرض مجتمع الأعمال ملاحظاته علي أداء الحكومة ومشاكله ومطالبه للنهوض بالاقتصاد وزيادة معدل التنمية وتحسين مستوي المعيشة. مؤتمر »أخبار اليوم» الاقتصادي أصبح فرصة لإجراء تقييم سنوي لأداء الحكومة.. يرصد ما تم تنفيذه من قرارات وتوصيات المؤتمر السابق وما لم يتم تنفيذه ولماذا ؟ قصة.. ولا مناظر! وإذا كان مؤتمر »أخبار اليوم» الاقتصادي قد نجح كما ذكرت في أن يصبح خلال عامين فقط حدثا مهما علي أجندة الحياة الاقتصادية في مصر فأن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي نحتفل مساء اليوم بختام دورته الثامنة والثلاثين وإعلان جوائزه قد نجح أيضا ومنذ سنوات في أن يضع نفسه علي أجندة مهرجانات السينما العالمية ويرسخ أقدامه حتي أصبح ترتيبه الرابع عشر. أتوقع أمسية رائعة اليوم في ختام المهرجان بعدما أمضي المصريون ليلة جميلة وهم يتابعون حفل الافتتاح منذ عشرة أيام بمشاركة كوكبة من نجوم السينما العالمية تمثيلا وإخراجا وانتاجا.. وياليت أكبر عدد من المصريين يحرص علي متابعة المهرجانات والعروض الفنية بدلا من متابعة صفحات التواصل الاجتماعي بكل ماتحمله من دعوات هدامة تؤدي إلي الاحباط.. تابعوا الفن الجميل وحاولوا أن تتذوقوه.. أنا شخصيا أتابع مهرجان السينما من انطلاق دورته الأولي باحثا عن الأفلام الجيدة والأعمال المتميزة في وقت كان السؤال الرئيسي للشباب حول كل فيلم يعرض »قصة.. ولا مناظر»؟!! لكن بمرور الوقت تغيرت نظرة الشباب للمهرجان وزاد الاهتمام بمتابعة الأعمال الجيدة التي تعرض. معرض رائع ولأنني أبحث دائما عن الأعمال الجيدة والتجارب الايجابية فقد زرت أمس الأول معرض الصناعات اليدوية المقام حاليا بأرض المعارض وأدهشني المستوي الرائع والمتميز للمعروضات التي صنعتها أيادي شباب طموح مفعم بالأمل. أبدعوا فعلاً فقدموا لنا منتجات لاتقل في جودتها عن مثيلاتها المستوردة إن لم تتفوق عليها. بعض الجمعيات أو الشباب المشاركين في المعرض دعمتهم هيئات دولية وبنوك ومؤسسات المجتمع المدني وهي مبادرات تستحق التقدير والإشادة بلا شك.