أنهي الشباب مؤتمرهم القومي الأول.. ولكنهم لم يغادروا العمل به.. لقد غادروه جسديا أما عقليا فقد تمسكوا بوجودهم من خلال فعالياته وآلياته المستقبلية المستمرة، وكلهم حماس للمستقبل الذي يؤمنون أنهم يدركون مقوماته، ويملكون حاسة الاستشعار بحداثته، والأهم أنهم يعرفون بالتأكيد طريقا مختصرا وسريعا للوصول إليه. علي مدي السنين التي تلت ثورتينا.. كان بعض الشباب يتعمدون إشعار المجتمع المصري، بأنهم رافضون لما يدور علي أرض الواقع المصري السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. وكانوا من الملازمين للعمل علي مواقع التواصل الاجتماعي، والمتعطلين عن المشاركة الوطنية والسياسية، ومن الأعلي صوتا، مما أضفي عليهم شرعية وهمية.. خاصة من كان منهم يجيد التحدث إلي وسائل الإعلام، والتي تجد فيهم غايتها المنشودة في تسخين ليالي التوك الشو، وفي إعمال الفُرقة بين أطراف المجتمع إما عن قصد، وإما عن إفلاس إعلامي! ولكن لحسن الحظ فإن هذا الانعزال لم يطل نخبة الشباب المصري بأطيافه المتعددة -60% من تعداد مصر- من الذين اندرجوا في حياتهم وأعمالهم سواء في الجبهة الداخلية أو الخارجية، حرصا منهم علي أن تدور عجلة الإنتاج في مصر، وعلي أن يتم الدفاع عن حدودها وأمانها حتي وإن كلفهم ذلك زهرة شبابهم وأعمارهم. أما بعد أن أحيا السيسي الروح والهمة لدي الشباب المصري، وفتح لهم الباب لامتلاك ناصية قراراتهم، بحرية غير مسبوقة وحوار منفتح وشفافية، وأعلن عن استمرارية وامتداد عمل مؤتمرهم، وأن هناك لقاء شهريا سوف يتم عقده لمتابعة تفعيل الشباب لكل التوصيات التي اتخذوها في مؤتمرهم.. حرصا منه علي إعطاء الفرصة للشباب للمشاركة في بناء مصر وعلي دفع الحكومة للعمل في هذا الإطار.. فقد عقد شباب الأحزاب بالفعل ثلاث جلسات وورش عمل ركزت علي ثلاثة ملفات رئيسة هي محو الأمية، وتفعيل ثقافة العمل التطوعي وآلياته، والمشاركة في تنمية المجتمع ، كما ركزوا علي مقترح بإنشاء هيئة تكون بمثابة مظلة للعمل التطوعي » المركز الوطني للشباب » لجمع بيانات كل الشباب الذي يرغب في العمل التطوعي، بمشاركة وزارة الشباب، حيث عرض عليهم وزيرها خالد عبد العزيز دور الوزارة في تنفيذ مبادرة »المصريين يتعلمون» بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، والتي استطاعت من خلالها جذب 120 ألف دارس للالتحاق ب 8000 فصل دراسي بمراكز الشباب خلال العامين الماضيين. وبعد أيام يستعد الشباب ليبدأوا انطلاقتهم بعد تحديد رؤيتهم لبرنامج عملهم المقترح، مع حرصهم علي التشاور مع بعض الشخصيات العامة المهتمة بمجال التعليم والعمل التطوعي ورؤساء الجمعيات الأهلية، لرفع توصياتهم النهائية في اجتماعهم للرئاسة. الشباب المصري يخوض امتحان المستقبل.. والنجاح يكمن في عقولهم وسواعدهم.. أما التفوق فهو يتجلي في إيمانهم وإصرارهم علي القيام بواجبهم تجاه الوطن.. مسك الكلام.. »مصر تنادي أولادها» فيا شباب مصر الرائع لبوا النداء!