إنها نكتة الموسم.. جماعة الإخوان اصدرت بياناً بالأمس من تركيا وجهت فيه الشكر إلى الشعب المصرى الذى استجاب لدعواتها.. قال البيان الإخوانى »نحيى جماهير الشعب المصرى العظيم الذين انضموا إلى الثوار الصامدين المرابطين فى ميادين الثورة«.. لم أصدق ما قرأت وأعدت قراءة البيان مرة أخرى معتقداً أن هذا البيان هو الذى أصدرته الجماعة فى 28 يناير عام 2011، لكنى فوجئت أن هذا البيان صدر بالأمس فقط.. قلت كيف ذلك هل هؤلاء مجانين يلبسون الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق؟ لقد شاهد المصريون بأم أعينهم الميادين والشوارع خالية من المصريين الذين رفضوا الاستجابة لدعوات الإخوان الهدامة.. وأن من احتشدوا فى الميادين احتشدوا لتجديد المبايعة للرئيس السيسى وأن العشرات من الإخوان الذين نزلوا تعامل معهم الأمن فوراً.. قلت لنفسى إن من كتب هذا البيان لا بد أن يكون مغيباً أو مجنوناً. خلال الأيام الماضية وجه لى العديد من الزملاء والأصدقاء سؤالاً واحداً عن توقعاتى ليوم 11 /11 الذى حشدت له جماعة الإخوان والتنظيم الدولى منذ عدة أشهر بل إن الآلة الإعلامية الخاصة بهم والمتمثلة فى قناتى الجزيرة والشرق والآلة الالكترونية جيشت جيوشاً لاستثارة الشعب المصرى من أجل الخروج فى ثورة على النظام مستغلين قرارات تحرير سعر الصرف وارتفاع الأسعار..كانت إجابتى واحدة أنه لن يحدث شىء فى يوم 11/11 بل وأكدت أنه سيتحول إلى احتفالية لتجديد المبايعة للرئيس السيسي. والحقيقة أننى عندما قلت ذلك لم أكن أضرب الودع أو ادعى علم الغيب لكن كل المعطيات تؤكد أن الشعب المصرى أصبح على درجة كبيرة من الوعى وأنه يستطيع بسهولة أن يفهم الغث من السمين وأن الشعب المصرى يريد أن يعيش فى أمن وأمان واستقرار بعد أن عاش أوقاتا عصيبة أثناء الانفلات الأمنى الناتج عن اقتحام السجون والمنشآت الشرطية إبان ثورة 25 يناير.. لقد تعلم الدرس جيداً ولن يسمح بتكرار أخطاء الماضى حتى لا تتحول البلاد إلى الفوضى. لقد اختار الشعب المصرى الوطن بديلاً عن الفوضى والاستقرار بديلاً عن العنف والبناء بديلاً عن الهدم والصدق بديلاً عن الأكاذيب والنوايا السيئة.. قال الشعب كلمته ووجه صفعة كبرى لدعاة التظاهر والفتنة بعدم الاستجابة لهذه الدعوة المشبوهة التى تهدف إلى إثارة الفوضى وتأليب الشعب على النظام من أجل حاجة فى نفس الإخوان. لم ينخدع المصريون بالخطب الرنانة للإخوان الذين لعبوا على وتر الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار فى محاولة للخروج على الدولة.. أثبت الشعب المصرى أنه يعى تماماً المخطط الذى يحاك لمصر لتلقى مصير سوريا وليبيا والعراق واليمن.. أثبت المصريون أن جماعة الإخوان فقدت شعبيتها وقدرتها على الحشد وانها يجب ألا تعيش كثيرا فى جلباب الماضي. [email protected]