سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مأساة علي طريق السويس ،، مصرع سائق ومشرفة ومدرس وطالبة وإصابة 23 تلميذاً في تصادم أتوبيس مدارس بسيارة نقل أب يفقد ابنته.. ويجلس بجوار شقيقتيها المصابتين بين الحياة والموت
السابعة صباحا.. الكيلو 26 بطريق القاهرة - السويس.. يعلو صوت اصطدام قوي.. ينتبه الجميع علي مشهد مروع.. أتوبيس مدرسة سان جون الدولية يصطدم بنقل ثقيل.. الصباح لم يعد مشرقا في هذا المكان الذي تحول إلي بركة دماء تحت أربع جثث وكتب دراسية وحقائب التلاميذ الذين لم يخطر ببالهم ثمة لحظة انهم سيواجهون الموت لينجو من لازال في عمره بقية ويلقي ربه من انتهي أجله.. لحظات وتحول طريق السويس الصحراوي إلي سباق لسيارات الاسعاف التسع وسيارتي نجدة وفتحت مستشفي الكهرباء أبوابها تستقبل المصابين الثلاثة والعشرين طفلا وتفتح ثلاجة الموتي أبوابها لاستقبال الجثث الأربع.. »الأخبار» كانت في مسرح الحادث وداخل المستشفي واستمعت للشهود ورصدت أحزان أب فقد ابنته في الحادث وبقيت له ابنتان بين الحياة والموت بينما كانت النيابة تعاين موقع الحادث وتجري تحقيقاتها المبدئية. كانت البداية عندما تلقي اللواء عادل الزنكلوني بلاغا من الأهالي بوقوع حادث تصادم بطريق السويس الصحراوي وتوقف حركة السيارات تماما.. وتم إخطار اللواء عادل زكي مدير الادارة العامة للمرور بالحادث.. تبين للعميد هشام عامر رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة أن أتوبيس رقم س ل و137 تابع لمدرسة سان جون قيادة محمد نظير بهاء الدين 43 سنة سائق قادم من القاهرة إلي السويس اختلت عجلة القيادة في يده مما أدي إلي اصطدامه بمؤخرة سيارة نقل بمقطورة واسفر الحادث عن مصرع كل من محمد نظير سائق الأوتوبيس وعادل لويس مدرس ومسعدة مشرفة المدرسة وإصابة 23 طالبا من الأطفال. انتقلت » الأخبار» إلي مكان الحادث بطريق السويس ورصدت بالصور لحظات الرعب التي سادت المكان، الاتوبيس اصبح حطاما، دماء الابرياء تناثرت ، الكتب والكراسات فوق الأرض، الاطفال الناجون سقطوا مغشي عليهم من هول الموقف، السائق والمشرف والمدرس والتلميذة الابتدائية لقوا مصرعهم في الحال متأثرين باصابتهم وجروحهم النافذه، العشرات من شهود العيان اوقفوا سيارتهم لتقديم يد العون للمصابين، ورووا لنا تفاصيل الحادث قالوا انه كانت عقارب الساعة تشير للسابعة صباحا كان الاتوبيس يحمل الطلاب في اتجاههم لمدرسة كان السائق يسير في سرعته المعتادة وفجأة انحرف الاتوبيس من اقصي اليسار إلي اليمين وقام بالارتطام بمؤخرة سيارة نقل.. واستقبلت مستشفي الكهرباء 4 حالات وفاة.. حيث سادت حالة من الرعب والذعر بعد توافد العشرات من ذوي المصابين حيث استقبلت المستشفي 4 حالات وفاة و23 طفلا مصابا بكسور بالرقبة والساقين وجروح نافذة بالرأس تم اسعاف 18 مصابا بعد تقديم الاسعاف الاولية لهم واجراء عمليتين جراحتين الاولي لحالة مصابة بكسر بالحوض والثانية بكسر بالرقبة واحتجاز حالتين بالرعاية المركزة.. حيث يرقد مينا اشرف طالب بالمرحلة الثانوية شاء القدر أن يكون ضمن المصابين قبل ايام قليلة من منافسته علي بطولة الجودو ،رفض الحديث واخذت الدموع تنهال من عينيه والحزن والالم يخيمان عليه بعد اصابته بقطع باحد الاوتار بالكاهل، تحدث والده عن فلذة كبدة الذي يرقد علي الفراش في حالة صحية خطرة مؤكدا انه احد ابطال لعبة الجودو في العام الماضي، صمت الاب ونظر إلي مينا لثواني قليلة وتوجه بالشكر لله بعد أن علم بوفاة احد زملائه والحالة الصحية الحرجة لباقي الطلاب .. اما الطالب رامي جمال بالصف الثاني الثانوي فروي لنا لحظات الرعب التي عاشهاعقب استيقاظه علي اصوات صراخ مشرفة الاتوبيس ووجد نفسه مصطدما بالكرسي الامامي بعد أن كان يجلس في نهاية الاتوبيس ودماء السائق تسيل وزجاج النوافذ مهشم. ومن داخل احدي غرف المستشفي تعالت صرخات الطالب جوزيف باسم المصاب بكسر بعظمتي الساق احدهما كسر مضاعف لم يستطع الحديث فهو لايفعل شيئا الا البكاء بحرارة ويصرخ من شدة الالم وتجلس بجواره والدته تحاول أن تهدئ من روعه وتخفف عنه. وامام الرعاية المركزة وقفت والدت ماريا المصابة بكسر في الرقبة وجوليا شقيقتها التي ترقد بين الحياة والموت في حالة حزن شديد علي بناتها الثلاثة بينما والدهم ذهب إلي المشرحة لاستلام جثة شقيقتها نينا امير رمزي التي لقيت مصرعها في الحادث لتتحول حياة الاب والام إلي معاناة بين ابنتين مصابتين واخري لقيت مصرعها عقب خروجهن في الصباح يحملن حقائبهن إلي المدرسة ولايدرين مايخبئ لهم اليوم من احداث مؤسفة.. بينما الطالب مينا ادهم بالصف الثالث الاعدادي خرج من باب المستشفي يرافقه والده والدماء تملأ ملابسه وهو في حالة ذهول شديد بعد تلقيه الاسعافات الاولية واخذ يسأل عن زملائه المصابين ليطمئن عليهم وهو لايصدق انه مازال حيا يسير علي قدميه بعد استيقاظه داخل الاتوبيس علي كارثة كادت تودي بحياته ومشاهدته للدماء التي تسيل علي مقاعد الاتوبيس والزجاج المتناثر في كل مكان.