في مثل هذا اليوم من 99 عاما، بدأ تنفيذ أكبر مأساه شهدها القرن العشرين وهي مأساة ضياع شعب بأسره حين خرج اللورد بولفر وزير خارجية بريطانيا من قاعة مجلس الوزراء البريطاني ليعلن للعالم أن بريطانيا ستبذل كل مساعيها لإقامة وطن يهودي في فلسطين . دكتور حاييم وايزمان يمشي قلقا في داخل غرفة سكرتير رئيس الوزراء البريطاني ( مستر كير ) لقد كانوا في مجلس الوزراء يناقشون إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ويطمئن مستر كير، دكتور حاييم وايزمان ويقول له كن مطمئنا كل شئ سيجري علي ما يرام. ومضى وقت طويل قبل أن يعلن انتهاء الجلسة وفتحت غرفة مجلس الوزراء البريطاني، وكان أول من خرج من غرفة الاجتماع هو ( السير ماركس سايكس ) وقال متهللا دكتور وايزمان ، : المولود ذكرلقد اتخذنا القرار . وبعد لحظه خرج اللورد بولفر وزير خارجية بريطانيا وقبله صديقة الصهيوني ثم وقف يملى سكرتيره القرار الخطير لإرساله فورا إلى اللورد ( روتشيلد ) زعيم الحركة الصهيونية في بريطانيا وكانت كلمات القرار المشئوم ( أن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف نحو إنشاء وطن قومي لليهود وستبذل كل مساعيها لتسهيل بلوغ هذا الهدف ) وخرج وايزمان مسرعا يسوق للصهيونية الانتصار الرهيب ويعلن أن تنفيذ المرحلة الأولى من الأسطورة التي جاءت في ( التلمود ) أن الإمبراطورية البريطانية قررت بصراحة مساعدة اليهود في اغتيال فلسطين، ولكن كانت هناك حيوية باهتمام بريطانيا في اصدار هذا القرار وهو أن الدكتور وايزمان وهو عالم كيميائي آنذاك قدم اختراعا هاما للبحرية البريطانية، وهو تصنيع مادة الأستيون المتفجرة بالتخمير البكتيري للذرة والذي كان له اثر فعال في الحرب العالمية، وثانيا ،كما قال وايزمان، في رسائله أن إنشاء دولة صهيونية قوية إذاء مصر هو حاجز كافي لصد أي عدوان أو خطر تتعرض له المصالح البريطانية في ألمنطقه . هكذا كانت بداية ضياع فلسطين كما عبر الزعيم الراحل عبد الناصر في خطاب له يوم 2 نوفمبر أوائل الستينات ثم سجله في الميثاق ( لقد أعطي من لا يملك وعدا لمن لا يستحق بان لا يمكن ما لا يملكه ) ولكن بقي أن نعرف أن آرثر بولفر الذي ساهم في إصدار هذا القرار كان زملائه بالمدرسة يسمونه ( بالفتاة ) لمنظره المؤنث وكان ضعيف الذاكرة لدرجة انه كان ينسى أسماء خدمه وأصدر وعده المشئوم 2/11/1917 الذي كان سببا في طرد شعب بأكمله من أرضه الذي عاش فيها ألافالسنين حقا إن وعد بولفر طبخه صهيونية بريطانية . الأخبار 2/11/1962