مرت 3 سنوات ولم يعود الحق لاصحابه.. قدم الرجل حياته وأسودت الدنيا في عيون زوجة وأولاده وكل أفراد أسرته ينتظرون الساعة التي يأخذون فيها قصاص فقدم الغالي.. وتمر الايام والليالي وزوجة الشيد العميد عامر عبدالمقصود نجم الترسانة السابق ونائب مأمور قسم كرداسة السابق لتجرع ألم الحزن علي الفراق. شريك حياتها وابنيها الشابين أحمد وعلاء الدين لايعرفان كيف يحصلون علي حق والدهم الذين رأوه نجماً كبيراً في الملاعب ومحبوباً من الجميع ورجلاً يخدم الصغير قبل الكبري ويحمي الارض والعرض.. رأوه ملقي علي الارض ممزق الجسد بعد ان أعتدي عليه المجرمون ومزقوه وهو وزملاءه في أعقاب فض بؤرتي رابعة العدوية والنهضة الارهابيين. السيدة نجلاء سامي زوجة العميد عامر عبدالمقصود تشعر ان حقها وحق اولادها وزوجها علي وشك الضياع وكلما رأت شهيد جديد تجددت آخر انها وعلت صرخاتها. زارت أخبار اليوم واستقبلها الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق رئيس مجلس ادارة أخبار اليوم ورئيس تحرير الاخبار الذي أكد لها أن الدولة لن تنسي ابنائها وأنها وأولادها لابد أن يفخروا بما قدمه الكابتن عامر عبدالقمصود لبلده. وأكد ان كل اصدارات أخبار اليوم ستكون خاصة لذكري الشهداء ولاسرهم توصل صوتهم. وبعد هذا اللقاء شكرت زوجة الشهيد الكاتب الصحفي الكبير وقالت ان اللقاء خفف عني الكثير وليت الاعلام كله يقف معنا وفي حوارها مع أخبار الرياضة سألناها. في البداية.. كيف تري قرار المحكمة بتأجيل الحكم علي قتلة الشهيد عامر عبدالمقصود؟ إلي الان ناري لم تبرد ثلاث سنوات الا قليل وأنا أنزف من دموعي دما علي روح الشهيد عامر عبدالمقصود ولايوجد شخص واحد يشعر عما بداخلي من نار وآلالام ولن ترتاح تلك الدموع حتي تري القتلة علي حبل المشنقة ولا أعلم ماذا يحتاج القضاء المصري حتي يصدر قراره علي المتهمين فتارة يقبل النقض علي حكم الاعدام وتارة أخري نجده يؤجل الاحكام وكل يوم ضباط تموت زي الورد ولاتوجد أي محاكمات ولايوجد سوي مقتل أشرف القزاز الذي قتلته الشرطة منذ أيام وهو أحد المنفذين لمذبحة كرداسة وكان هاربا من القسم. هل تتذكرين اللحظات التي سبقت استشهاده؟ بكل تأكيد لقد كنت في الساحل الشمالي أنا والاولاد وكان دائما ما يأتينا كل خميس وجمعة والسبب الرئيسي لتواجدنا هناك هو احساسه بأن هناك مشاكل سوف تحدث هنا في القاهرة فطالبنا بضرورة الابتعاد وبالفعل ذهبنا جميعا عدا هو. وكيف جاءك خبر الاستشهاد؟ فوجئنا الصبح بعملية فض اعتصامي رابعة والنهضة ومثلنا مثل جميع المصريين كنا ننتظر هذا اليوم وتابعنا الاخبار أول بأول إلي أن فوجئنا بالاخبار التي تأتينا باستشهاد ضباط قسم كرداسة فكانت صدمة لنا جميعا. وهل كان لدي العميد عامر عبدالمقصود احساس الاستشهاد قبلها؟ كلامه معي كان بيؤكد انه يشعر ان هناك شيء ما سيحدث له واحساسه بالاستشهاد عندما حكم قبل فترة من وفاته بأنه يلبس لباس ابيض في أبيض وانه يكلم ربنا سبحانه وتعالي. وهل كنتي تتوقعي استشهاده؟ نهائي لم يحدث لان عامر ليس عدواني مع أحد ومحب للناس كلها واتصدمت أما عرفت انه استشهد بهذه الطريقة البشعة تعبر عن ان هؤلاء لاتوجد في قلوبهم أدني رحمة بعد التمثيل بجثث الضباط والقاء ماء النار عليهم بهذه الطريقة. وكيف كانت علاقته بالناس؟ الشهيد عامر عبدالمقصود كان محبوب للناس كلها وعندما كان يخدم في الفيوم كنت تجد الجميع وهو يتحدث عن أخلاق ونبل وشهامة عامر كنت أفتخر انه زوجي وابن خالتي في نفس الوقت فكان محبوبا بشكل كبير جدا وكان دائما ما يجلس في الجلسات الكبيرة لفض النزاعات بين أهلها لدرجة انه لقب بشيخ العرب لانه كان ينهي أي خلافات في جلسة صلح واحدة بالاضافة إلي حب الجميع له ايضا عندما كان لاعبا في الترسانة. ومن هم أبرز أصدقائه في الوسط الرياضي؟ هناك أحمد شوبير وطاهر أبوزيد وصديقه الصدوق بالاضافة إلي العديد من اصدقائه داخل الترسانة طبعا. وهل لديكي أبناء يلعبون يمارسون كرة القدم؟ هناك علاء يلعب بفريق الترسانة تحت 99 ويلعب في مركز المدافع وكان الشهيد عامر عبدالمقصود دائما ما يسانده في المباريات وكان يرفض ان يتوسط له لدي مدربيه لكي يلعب أما أحمد الكبير ليس له علاقة بكرة القدم. كيف تري زيارتك الاخيرة للسيدة جيهان السادات في منزل الرئيس الراحل أنورالسادات؟ بصراحة كنت مبسوطة جدا انني في بيت شهيد من شهداء مصر وهو الزعيم الراحل أنورالسادات وبصراحة وجودي بجانب زوجة الشهيد البطل وزيارة منزل السادات شيء أسعدني لاني زوجة شهيد أيضا ولم أكن أعلم كمية التواضع التي كانت عليها السيدة جيهان السادات وبناته واستقبلهم لزوجات شهداء الشرطة المصرية في منزل الاسرة. كلمة أخيرة توجهيها لمن؟ نفسي ناري تبرد بجد والقضاء يأخد بتار الضباط الابرياء الذي راح دمهم هدر وفداء لهذا الوطن كتير ثلاث سنوات حتي يأخذ القضاء حكمه في قضية مصورة بالفيديو بهذه الطريقة البشعة.