أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي التزام مصر بالمواثيق الدولية وتوفير سُبل العيش الكريم للاجئين الذين يعيشون في مصر ووصل عددهم إلي ما يناهز الخمسة ملايين، مؤكداً حرص الدولة علي معاملتهم مثل المواطنين المصريين وإتاحة الخدمات التعليمية والصحية لهم، وعدم عزلهم في مخيمات أو مراكز إيواء. وشدد الرئيس السيسي علي أن التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين والنازحين يتطلب جهداً دولياً عاجلاً لاحتوائها من خلال منظور شامل يجمع بين البعدين الأمني والتنموي علي حد سواء، مؤكداً علي ضرورة إيجاد حلول سلمية للنزاعات التي تشهدها دول المنطقة حتي تتمكن من استعادة استقرارها وقيام مؤسساتها الوطنية بالاضطلاع بمهامها، وذلك بالتزامن مع دعم الدول المستقرة بالمنطقة والتركيز علي البعد التنموي وتوفير الدعم الاقتصادي لها. وأعرب عن أهمية تقديم الدعم للدول المستقبلة للاجئين مثل لبنان والأردن ومصر، وكذا توفير المساعدة اللازمة لدول العبور.. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي امس فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية. وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بالمفوض السامي لشئون اللاجئين في زيارته الأولي لمصر منذ توليه منصبه في مطلع العام الجاري، متمنياً له التوفيق في أداء مهامه. وأكد الرئيس علي اعتزاز مصر بعلاقات التعاون الممتدة التي تجمعها بالمفوضية ومكتبها في القاهرة، مشيداً بالجهود التي يبذلها المفوض السامي في ظل تصاعد أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة حول العالم. واستعرض الرئيس تداعيات كون مصر دولة عبور ومقصد للاجئين من عدة دول، وما تلاقيه ذلك من ضغوط علي موارد مصر، وأضاف المُتحدث الرسمي أن المفوض السامي لشئون اللاجئين أكد حرص المفوضية علي تعزيز التعاون مع مصر، مؤكداً علي أهميتها علي المستويين الإقليمي والدولي، ومشيداً باستعادتها لدورها الريادي بالمنطقة. كما ثمن »جراندي« الجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر في إطار استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين وحرصها علي معاملتهم كمواطنين. واستعرض «جراندي» الجهود التي تقوم بها المفوضية علي صعيد التعامل مع تداعيات أزمة تدفق اللاجئين، لافتاً إلي ما تشهده هذه الظاهرة من تزايد مضطرد خلال الفترة الأخيرة، حيث أوضح أن عدد النازحين حول العالم وصل إلي 65 مليون نازح، فضلاً عن وصول نسبة اللاجئين من الدول العربية إلي 53% من مُجمل أعداد اللاجئين علي مستوي العالم نتيجة النزاعات القائمة. وأشار المفوض السامي إلي أن التوصل إلي حلول للصراعات القائمة يمثل الخطوة الأولي لمعالجة جذور أزمة تدفق اللاجئين، معرباً عن تطلعه لمواصلة مصر جهودها في سبيل التوصل لتسويات سياسية لهذه الأزمات. كما أكد اتفاقه مع ما طرحه الرئيس بشأن ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم لدعم الدول المستقبلة للاجئين ودول العبور بالنظر إلي ما تتحمله من أعباء كبيرة نتيجة تدفق للاجئين. وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين مصر ومفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، حيث أشار المفوض السامي إلي توقيعه أمس علي مذكرة تفاهم مع وزير الصحة توفر بموجبها المفوضية معدات طبية عالية المستوي من أجل المساهمة في تعزيز الخدمات الطبية المُقدمة للمواطنين المصريين واللاجئين المقيمين بمصر.