دخلت الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية يومها الثاني دون ان تتعرض لغارات روسية أو سورية عشية هدنة انسانية لمدة 8 ساعات اعلنت عنها موسكو بهدف إجلاء مدنيين ومسلحين من المنطقة المحاصرة. وخرج حوالي 620 مسلحا مع عائلاتهم من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق بموجب اتفاق تسوية بين الفصائل المسلحة والحكومة السورية. جاء ذلك في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية بشأن الأزمة السورية، اذ يعقد قادة ألمانياوروسيا وفرنسا »اجتماع عمل» خلال ساعات في برلين بينما يبحث عسكريون روس وأمريكيون وسعوديون وقطريون وأتراك في جنيف سبل تحديد مواقع الفصائل المسلحة وفصلها عن جبهة »فتح الشام». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان »ليست هناك غارات جوية منذ صباح أمس الأول حتي الآن». وأضاف انه رغم وقف الغارات، تستمر الاشتباكات علي عدة محاور في المدينة وخاصة المدينة القديمة. وقال مسئول لجنة المصالحة في المدينة حسن غندور ان حافلات تقل 620 مسلحا تحركت باتجاه ادلب شمال غرب البلاد مشيرا إلي انهم يتكونون من 420 من معضمية الشام و200 آخرين نزحوا إليها من مناطق مجاورة، بالإضافة إلي عائلاتهم. واستبعدت روسيا امس تمديد هدنة حلب. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن موسكو تستبعد وقف القصف في حلب السورية من جانب واحد. وأضاف أن موسكو لا تري بعد أي مغزي لاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن سوريا. في غضون ذلك، جدد الرئيس السوري بشار الأسد تصريحاته بأن قواته ستعمل علي تخليص مدينة حلب من »الإرهابيين» بموجب »تفويضها الدستوري لحماية المدنيين». وقال الأسد في مقابلة مع قناة تلفزيونية سويسرية ستعرض خلال ساعات ونشرت حسابات الرئاسة السورية مقتطفات منها »علينا حماية الناس.. وأن نتخلص من هؤلاء الإرهابيين في حلب»، مضيفا »علينا ان نهاجم الإرهابيين وهذا بديهي». دبلوماسيا، تستضيف برلين خلال ساعات »اجتماع عمل» حول سوريا يجمع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند. وذكرت مصادر في الرئاسة الفرنسية ان الهدف من الاجتماع هو »ايصال الرسالة نفسها إلي فلاديمير بوتين حول سوريا: وقف دائم لإطلاق النار في حلب وايصال المساعدات الإنسانية لوقف المأساة في هذه المدينة»، إلا ان المستشارة الألمانية قالت انها لا تتوقع تحقيق »معجزة» خلال اللقاء. وفي جنيف، يبحث عسكريون روس وأمريكيون وسعوديون وقطريون وأتراك في سبل تحديد مواقع الفصائل المسلحة وفصلها عن جبهة »فتح الشام». وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد اعتبر ان وقف الغارات الجوية علي حلب قد يساعد في نجاح محادثات تتمحور حول »الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين» في المدينة.