لا أعرف ماذا يريد جهلة الإعلام من مصر والسعودية ..بمجرد إعلان إحدي الشركات السعودية عن وقف التوريد للمنتجات البترولية لمصر لمدة شهر لأسباب قد تكون فنية أو سياسية خرج علينا بعض الاعلاميين الذين يدعون انهم حماة الوطن والوطنية ليفتحوا نيرانهم علي المملكة العربية السعودية الشقيقة التي وقفت بجانب مصر بكل ما تملك في وقت الشدة..ونفس الحال في المملكة خرج علينا بعض الاعلاميين الجهلة ليوجهوا الشتائم لمصر وشعبها دون اي مراعاة للعلاقات التاريخية بين شعبين ودولتين لو سقطت واحدة لا قدر الله ستسقط الاخري في نفس اللحظة..دعونا نتعلم أساليب الحوار ونتعلم كيف ندير الخلافات..لا يجوز ابدا ان يحدث موقف من شركة تجارية قد تكون ظروفها لا تسمح للوفاء بالتزاماتها خلال فترة محددة ويتحول الخلاف الي تراشق بين الاعلاميين في البلدين رغم ان هؤلاء الاعلاميين هم أنفسهم الذين كانوا يشيدون بالعلاقات والمواقف المشتركة التي تواصلت علي مدار التاريخ بين شعبي المملكة ومصر وقت زيارة الملك سالمان لمصر..دعونا نعود للوراء للحظات ونتذكر موقف المملكة مع مصر عقب ثورة 30يونيو عندما خرج أسرع بيان في تاريخ المملكة دعما لثورة شعب مصر..ودعونا نتذكر الموقف المصري من دعم المملكة في حربها باليمن ضمن تحالف عربي تضامن مع السعودية ضد المخاطر الخارجية..لم ولن أردد ما قاله بعض الاعلاميين الجهلاء في الجانبين لأنني اريد ان اسمع صوت العقل والحكمة والمصلحة المشتركة..يا سادة تذكروا جيدا ان الأمة العربية فقدت 4دول قوية ومؤثرة لانها انهارت ولم تصمد ضد المؤامرة الكبري التي يتم التخطيط لها في الخارج وتنفذ علي ارض الواقع بأيادي محلية..ليس عيبا ان نختلف في وجهات النظر خاصة ان الهدف في النهاية واحد ولكن العيب ان نخلط الأوراق..مصر ليست في حاجة الي ان تحكي عن تاريخها وحاضرها ومستقبلها ونفس الحال ينطبق علي المملكة الشقيقية..اعرف انها سحابة صيف ستنتهي بمكالمة تليفون بين القيادة السياسية في البلدين..ولكن دعونا ننتبه جيدا اننا مستهدفون وان الجميع يري ان متانة العلاقات المصرية السعودية ما هي الا حائط صد قوي لتكسير اي مؤامرة وهذا ليس مطلوبا ولكن المطلوب ان يحدث خلاف بين اكبر دولتين في المنطقة لاستكمال مسلسل تفكيك وتدمير الدول العربية لنلحق جميعا بسوريا وليبيا والعراق واليمن..عيب اوي ان تقوم علاقات الدول كما يصفها الاعلام الجاهل علي مقولة (عملتلك وعملتلي ) تذكروا جيدا ان مصر تعاني من حصار اقتصادي غير معلن املا في اثارة الفوضي وهذا لم ولن يحدث لان شعب 30يونيو الذي اطاح بحكم الاخوان لم ولن يقبل ابدا ان تسرق مصر من جديد..وتذكروا ايضا ان المملكة ارض الحرمين تدبر لها المكائد من الغرب لدرجة انهم يرغبون في ان يوجهوا الاتهام الي السعودية بأنها هي من نفذت احداث 11سبتمبر وعليها ان تدفع التعويضات لاهالي الضحايا وهذا يعني افلاس العالم العربي بالكامل..هل هذا هو الوقت المناسب لإثارة المشاكل المفتعلة بين دولتين شقيقتين..ومن المستفيد..أقول للاشقاء السعوديين ان شعب مصر لم ولن ينسي ابدا موقف الملك عبدالله رحمه الله مع مصر..واعرف جيدا من خلال بعض الأصدقاء السعوديين ان الشعب السعودي لن ينسي ابدا مواقف مصر مع المملكة علي مر العصور.. الاشقاء يختلفون في وجهات النظر ولكنهم لا يحولون الخلاف الي مشكلة ابدا تسمح لمروجي الاكاذيب والشائعات ان يدسوا الفتن في وقت نحن احوج فيه الي التكاتف ولم شمل الأمة..دعونا نترك الهيافات جانبا وننظر الي الأوضاع الحقيقية في المنطقة.. مصر في حالة حرب مستمرة ضد الإرهاب في سيناء والسعودية في حالة حرب مع اليمن..هذا هو الواقع الحقيقي للدولتين في هذه المرحلة..الجميع يخوض حرب وجود والاعداء يتربصون بِنَا جميعا..ولو نجح الاعلام الفاشل في الدولتين في اثارة الفتة وتوتر العلاقات التاريخية سيكون قدم اكبر خدمة لأعداء الأمة في إضعاف الدولتين وانا أعي جيدا ما أقوله..اتمني ان يحدث تحرك سريع من القيادة السياسية في البلدين لإجهاض الفتنة قبل ان تتحول الي واقع حتي لا نعطي الفرصة للخونة للنيل من العلاقات المصيرية ووقتها سنجني علي بَعضنا البعض ويكون وقت الندم قد مضي لأننا تركنا خيار العقل والحكمة وتوقفنا عند كلمات بعض الاعلاميين الجهلة الذين لا يعرفون للحق والضمير طريقا..كل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية علي وقوفها بجانب مصروشعبها في وقت الشدة..وعلي الجميع ان يعرف جيدا ان ارض الكنانة ستظل وتبقي قلب العروبة النابض وسيظل شعبها وجيشها رمانة الاتزان للأمة العربية التي فقدت علي مدار 10سنوات اكثر من 5ملايين مواطن راحوا في حروب داخلية ،ذراعها الغرب لاتجعلنا نقتل أنفسنا بأيدينا..مصر والمملكة إيد واحدة..وتحيا مصر.