الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
لقاءات دينية تعزّز الإيمان وتدعم الدعوة للسلام في الأراضي الفلسطينية
تعرف على سعر سلندرات الألومنيوم في السوق المحلي اليوم الثلاثاء
خلال 24 ساعة.. ما هى تفاصيل اقتراب العاصفة "بايرون" من الشرق الأوسط؟
تحت شعار لا بديل عن الفوز.. اليوم منتخب مصر يواجه الأردن في ختام مباريات المجموعة
طقس اليوم الثلاثاء.. اضطرابات جوية حادة تعطل الدراسة
أخبار فاتتك وأنت نايم| جماهير ليفربول تقف خلف محمد صلاح وتحذيرات من الأرصاد الأبرز
للعلماء وحدهم
أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر في بداية التعاملات بالبورصة العالمية
العطس المتكرر قد يخفي مشاكل صحية.. متى يجب مراجعة الطبيب؟
المصريون بالخارج يواصلون التصويت في ثاني وآخر أيام الاقتراع بالدوائر الملغاة
الخشيني: جماهير ليفربول تقف خلف محمد صلاح وتستنكر قرارات سلوت
برلمانيون ليبيون يستنكرون تصريحات مجلس النواب اليوناني
فلوريدا تصنف الإخوان وكير كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين
الليلة، الزمالك يستهل مشواره في كأس عاصمة مصر بمواجهة كهرباء الإسماعيلية
دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر
مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات
عوض تاج الدين: المتحور البريطاني الأطول مدة والأكثر شدة.. ولم ترصد وفيات بسبب الإنفلونزا
محمد أبو داوود: عبد الناصر من سمح بعرض «شيء من الخوف».. والفيلم لم يكن إسقاطا عليه
حالة الطقس اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025: طقس بارد ليلًا وأمطار متفرقة على معظم الأنحاء
ما هي شروط إنشاء مدارس مهنية ثانوية؟.. القانون يجيب
الرياضة عن واقعة الطفل يوسف: رئيس اتحاد السباحة قدم مستندات التزامه بالأكواد.. والوزير يملك صلاحية الحل والتجميد
الكواليس الكاملة.. ماذا قال عبد الله السعيد عن خلافه مع جون إدوارد؟
أحمديات: مصر جميلة
تعرف على عقوبة تزوير بطاقة ذوي الهمم وفقًا للقانون
من تجارة الخردة لتجارة السموم.. حكم مشدد بحق المتهم وإصابة طفل بري
أونروا: اقتحام مقرنا بالقدس تصعيد خطير ولن ينهي قضية اللاجئين
الصيدلانية المتمردة |مها تحصد جوائز بمنتجات طبية صديقة للبيئة
بفستان مثير.. غادة عبدالرازق تخطف الأنظار.. شاهد
خيوط تحكى تاريخًا |كيف وثّق المصريون ثقافتهم وخصوصية بيئتهم بالحلى والأزياء؟
"محاربة الصحراء" يحقق نجاحًا جماهيريًا وينال استحسان النقاد في عرضه الأول بالشرق الأوسط
التعليم تُطلق أول اختبار تجريبي لطلاب أولى ثانوي في البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر منصة QUREO
هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟
الأهلي والنعيمات.. تكليف الخطيب ونفي قطري يربك المشهد
كرامة المعلم خط أحمر |ممر شرفى لمدرس عين شمس المعتدى عليه
حذف الأصفار.. إندونيسيا تطلق إصلاحا نقديا لتعزيز الكفاءة الاقتصادية
المستشار القانوني للزمالك: سحب الأرض جاء قبل انتهاء موعد المدة الإضافية
الصحة: جراحة نادرة بمستشفى دمياط العام تنقذ حياة رضيعة وتعالج نزيفا خطيرا بالمخ
وزير الاستثمار يبحث مع اتحاد المستثمرات العرب تعزيز التعاون المشترك لفتح آفاق استثمارية جديدة في إفريقيا والمنطقة العربية
رئيس مصلحة الجمارك: انتهى تماما زمن السلع الرديئة.. ونتأكد من خلو المنتجات الغذائية من المواد المسرطنة
الزراعة: الثروة الحيوانية آمنة.. وأنتجنا 4 ملايين لقاح ضد الحمى القلاعية بالمرحلة الأولى
حظك اليوم وتوقعات الأبراج.. الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 مهنيًا وماليًا وعاطفيًا واجتماعيًا
تحذير من كارثة إنسانية فى غزة |إعلام إسرائيلى: خلاف كاتس وزامير يُفكك الجيش
إحالة أوراق قاتل زوجين بالمنوفية لفضيلة المفتي
جريمة مروعة بالسودان |مقتل 63 طفلاً على يد «الدعم السريع»
رئيسة القومي للمرأة تُشارك في فعاليات "المساهمة في بناء المستقبل للفتيات والنساء"
نائب وزير الإسكان يلتقي وفد مؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية لبحث أوجه التعاون
أفضل أطعمة بروتينية لصحة كبار السن
مراد عمار الشريعي: والدى رفض إجراء عملية لاستعادة جزء من بصره
مجلس الكنائس العالمي يصدر "إعلان جاكرتا 2025" تأكيدًا لالتزامه بالعدالة الجندرية
علي الحبسي: محمد صلاح رفع اسم العرب عالميا.. والحضري أفضل حراس مصر
جوتيريش يدعو إلى ضبط النفس والعودة للحوار بعد تجدد الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند
وزير الاستثمار يبحث مع مجموعة "أبو غالي موتورز" خطط توطين صناعة الدراجات النارية في مصر
تحرير 97 محضر إشغال و88 إزالة فورية فى حملة مكبرة بالمنوفية
محافظ سوهاج بعد واقعة طلب التصالح المتوقف منذ 4 سنوات: لن نسمح بتعطيل مصالح المواطنين
أفضل أطعمة تحسن الحالة النفسية في الأيام الباردة
كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب
إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار
لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
كل البنات حلوين: كتاب ضد مقاييس الجمال المروَّج لها إعلامياً!
محمد سالم عبادة
نشر في
أخبار الحوادث
يوم 15 - 10 - 2016
من مزايا كتُب المقالات المُجمَّعة لكُتّابٍ متعدّدين (الأنثولوجِيّات) أنّها تقدّمُ وجبةً دسِمةً لِهُواةِ الإحصاء! أعني مَن تسلَّطَت عليهِم مِثلي جِنّيّةُ الإحصاء يومًا ما فظَنُّوا أنّهم سيُفنُون أعمارَهم في تقديمِ القرابينِ لها من بُطونِ الكتُب ومِن بينِ سُطورِ صفحةِ العالَم، ثُمّ شُغِلُوا عنها فظلّتْ قابعةً في زاويةٍ مظلِمةٍ من وعيِهم، تنتظرُ قُربانًا مناسبًا لتَظهَرَ إلي النُّور كُلَّ عِدّةِ أعوام!
لا أمهّدُ بالأرقامِ لدراسةٍ أسلوبيّةٍ مقارِنةٍ كعادةِ الأسلوبيّين، لأني لستُ منهم بحُكم التخصُّص. وإنما أمارِسُ لَعِبًا حبيبًا إلي نفسي مع نُصُوصِ هذا الكتاب..
أولُ ما يبدَ هُنا الغِلافُ من تصميم (هاني صالح) حيثُ يقدّم صورةً فوتوغرافيّةً لأثوابٍ من القماش المنقوش بألوانٍ نسائيّةٍ مبهِجةٍ متراصّةٍ فوقَ بعضِها، فيما يُعَدُّ في رأيي معادلاً بصريًّا مبتَكَرًا لموضوع الكتابِ وعنوانِه..
يضُمُّ الكتابُ الصادرُ حديثًا عن دار (الشروق) اثنين وستّين مقالاً لسِتٍّ وعشرين كاتبةً، وكاتبٍ واحدٍ هو (لاري نبيل).. (آية خالِد) المحرِّرَة في موقع (نُون) الذي استضاف كُلَّ هذه المقالات قالت في المقدّمةِ إنّ عنوانَ الكتابِ وُلِدَ في جَلسةٍ استضافها الموقِعُ وتحوَّلَ من مجرّد (إفّيه) مأخوذٍ مِن أغنيةٍ شهيرةٍ (كل البنات بتحبّك) ل(حسام حسني) إلي شِعارٍ لحَملةٍ قامَت بها كاتباتُ الموقِع للثورةِ علي القوالبِ النمطيّةِ المُعَدَّةِ سلَفًا للجَمالِ في المرأة/ البنت.. كُتِبَت المقدّمةُ بالعامّيّة، كما كُتِبَ ثلاثةٌ وثلاثون مقالاً بالعامّيّة، وخمسةٌ وعشرون بالفُصحي، وأربعةٌ بمَزجٍ منهما.. (ريهام سعيد) أغزرُ الكاتباتِ إسهامًا بسبعةِ مقالاتٍ منها سِتّةٌ بالعامّيّة وواحدٌ بالمَزج.. بعدَها كُلٌّ من (حنان الجوهري) و(ياسمين عادل) بخمسةٍ لكلٍّ منهما.. بين مَن جمَعن مقالات الفصحي إلي العامية (غادة خليفة) و(رانيا منصور) وكِلتاهُما شاعرة.. ل(غادة) مقالٌ بالفصحي من أصل ثلاثة مقالات، ول(رانيا) واحدٌ من أصل اثنين.. مقالُ (غادة) الفصيح (في ممرّاتِ الجَمال) يُشبهُ شِعرَها جِدًّا: فِقراتٌ مُرقَّمَةٌ قافِزَةٌ بين أحداثٍ تقعُ في أماكنَ مختلِفةٍ يربِطُ بينَها هاجِسُ اكتشافِ الذّاتِ، وهُنا تحديدًا من زاويةِ الأنوثةِ وعلاقتِها بالجَمال.. كذلك جاءَ مقالُ (رانيا) الفصيح (أربعةُ أشياءَ تتنفّسُ بها المرأةُ وتَذبُلُ دُونَها) فِقراتٍ مُرَقَّمَةً تتناولُ كلٌّ منها (شيئًا) من المُشارِ إليها في العنوان، والقصيدة/ المقال يُخاطِبُ الرَّجُل/ الحَبيبَ بشكلٍ لا لَبسَ فيه، وهو ما يُحيلُ قارئَ المَقالِ فورًا إلي شِعر (رانيا) المنشورِ في غير هذا الكتاب..
كما استُقِيَ عنوانُ الكتابِ من أغنيةٍ، جاءت المُدخَلاتُ الثقافيّةُ للكاتباتِ مِن أفلامٍ وأغانٍ وأعمالٍ أدبيّةٍ - واضحةً تمامًا في كثيرٍ من المقالاتِ بِتَرَدُّدِ إشارتِهِنّ إليها.. مثلاً (رنا حسين) أشارت إلي فيلم (المرايا) و(غادة خليفة) إلي (أنا حُرَّة) و(ساندرا سليمان) إلي (فتاة المصنع) و(حنان الجوهري) إلي (صايع بحر) لفظًا و(هستيريا) بشكلٍ ضمنيٍّ حين تماهَت مع (عبلة كامل) في دور (وِداد) في ذلك الفيلم حيثُ قالَت: "أنا ممكن ولا آكُل ولا أشرب ولا أنام بس الراجل اللي أحبه يطبطب عليّ وكِدَهُوَّنْ، ويقول لي سلامة رِجلِك من الوقفة يا وداد"، وقارنَت (ياسمين عادل) بين فيلمَي (تيمور وشفيقة) و(الباب المفتوح) من حيثُ موقفُ الرَّجُلِ من المرأةِ في كِلَيهِما.
أمّا علي صعيد الأغاني، فقد أشارَت (سمر طاهر) إلي (قوم اقف) ل(بهاء سلطان)، وضمنيًّا إلي (عينك) ل(شيرين عبد الوهاب) حين تماهَت مع السَّطر (عينك علي اللي رايحة واللي جاية)، وأشارَت (إسراء مقيدم) إلي (الزهور زي الستات) ل(محمد فوزي)، و(دينا فرَج) إلي Shower لBecky G، و(ساندرا سليمان) إلي فرقة (محيي الدين بن عربي) وغنائها أبياتَ (رابعة العدوية) الشهيرة في الحُبّ الإلهي، و(ريهام سعيد) إلي فريق Spice Girls، و(ياسمين يوسف) إلي (بلد البنات) لمحمد منير..
علي صعيد الإشاراتِ الأدبيةِ، أشارت (ساندرا) كذلك إلي قصيدةٍ ل(إبراهيم البجلاتي)، و(مي فتحي) إلي (تنسي كأنكَ لم تَكُنْ) ل(محمود درويش)، و(حنان الجوهري) إلي رواية (شنغهاي بيبي) ل(ويهوي چو) والمجموعة القصصية (وارقص) ل(سهير صبري)، و(رزان محمود) إلي رواية (الباب المفتوح) ل(لطيفة الزيات)..
وأخيرًا، امتازت (حنان الجوهري) بالإشارة إلي أحد إعلانات اللبن البودرة في مقالها (مش عايزة هدية عيد أُم يا فريدة)!
وفي الحقيقة لم يأتِ تفاعلُ الكاتباتِ مع هذه المُدخَلاتِ دائمًا متعلّقًا بمسألة جَمال المرأةِ إيجابًا وسَلبا.. وهذا ببساطةٍ لأنّ هُمومَ هذه المقالاتِ تراوحَت بين الالتزام بهذا المِحوَر إلي أقصي حَدٍّ كما في مقالاتِ (رزان محمود) الثلاثةِ التي صُدِّرَ بها الكتابُ، والابتعادِ عنه إلي آفاقٍ مختلفةٍ قد تتعلّقُ بمسألة الرّضا عن العالَم والتصالُح مع القدَر كما في (سونار وسخّان 40 لتر) ل(ريهام)، أو العلاقة بالله كما في (وشكوتُ للهِ أنَّ التُّرابَ يُحزِنُني) ل(دينا فرَج)..
وإجمالاً فقد تراوحَت المقالاتُ بين الهَمّ النِّسويِّ الصِّرف (وهو ما يستحوذُ علي مُعظَم المقالات) والخروجِ منه إلي الإنسانيِّ العامّ.. في (إنّهنّ حتمًا لا يتنفّسنَ هُناكَ) تتأمّل (دينا فرَج) ما تسمّيه (ميكانو الطوب الأحمر) في إشارةٍ إلي العماراتِ المتراصّةِ علي جانبَي الطريق الدائريّ غيرَ حافِلَةٍ بحقوقِ قاطنيها في أقلّ القليلِ من مساحةِ الخصوصيّة أو أقلّ القليل من الجَمال.. تُصَدّرُ لنا همًّا إنسانيًّا حين تتأمّلُ معاناةَ هؤلاء القاطنين مع محيطِهم الإسمنتيّ، لكنّ التفاصيلَ دائمًا تتعلّقُ بامرأةٍ ما، ولا تَخرُجُ إلي حيّز الرِّجال إلاّ في سياقِ طفولةٍ تلعبُ الكُرَةَ أو زوجَين يقلقان من تنصُّتِ الجيرانِ إلي علاقتِهما الحميمة، فيَظهَرُ أنَّ هَمَّ المَقالِ نِسوِيٌّ بالأساسِ وإن اختبأَ خلفَ رحابةِ الإنسانيّ..
علي عكسِ هذا النموذجِ جاءَ مقالُ (رضوي أسامة) الموسومُ (لماذا لا يُشبِهُ العالَمُ أصدقاءَ أبي؟)، حيثُ تَخرُجُ من خبرةِ طفولتِها الخاصّةِ إلي تأمُّلٍ يتعلّقُ بمعاملَة الأطفالِ إجمالاً- ذكورًا وإناثًا دون تفرقةٍ- وإسهامِ البالغين في تكوين صورتِهم الذِّهنيّةِ عن أنفسِهم..
نعودُ إلي المحورِ الأساسيِّ للكِتابِ، فنكتشفُ أنّ للمراحلِ العُمريّةِ المختلِفةِ في حياةِ المرأةِ أنصِبَةً محدّدةً من دفاعِ هذه المقالاتِ عنِ عالَمِيّةِ جَمالِ المرأة.. فَ(انتبهوا، إنهم يسرقون طفولةَ أبنائنا) ل(هدي الرافعي) و(أنا جميلة يا تيتة) ل(رَزان) مثلاً يتعلّقانِ بأنَّ (كُلّ الطِّفلات حلوين)، و(سيبيها تشيل شنبها) ل(سارة عابدين) يتعلّقُ بأنّ (كل المراهقات حلوين) مع تركيزِه علي مسألةِ الاتّساقِ في تربيةِ الأبناء، بينما (مناخيرِك المنفوشة تدُلّ علي أنوثة طاغية) ل(ياسمين عادل) ذ والذي تتناصّ في عنوانِه مع جُملة (فؤاد المهندس) الشهيرة في (مطاردة غرامية) ذ يتعلّقُ بأنّ (كُلّ الحوامل حِلوين).. وأخيرًا نجدُ (موت فاتن وحياة صباح) ل(سمَر طاهِر) يؤكّدُ ضمنيًّا علي أنَّ (كُلّ المُسِنّات جميلات) ومِن حقِّهِنّ أن يمارِسن الحياةَ كما يحلو لهُنّ..
التيّارُ العامّ للمقالاتِ هو ضربُ عرضِ الحائطِ بمقاييس الجَمال المُرَوَّجِ لها إعلاميًّا لصالِحِ أنماطٍ جسديّةٍ أُخرَي، ويبلغُ هذا ذِروتَه في مقالاتٍ مثل (فتيات إفريقيا الجميلات الممتلئات) لِ(رَزان) و(أصل أنا مش عاملة ريچيم) ل(إنچي إبراهيم) حيثُ يزدري المقالان النمطَ الجسديّ الشائعَ وصفُهُ ب(الصحّيّ) أو (اللائق طبّيًّا) بكلّ تفاصيلِه، فيما يمكن وصفُهُ بالإرشاد الصّحّيّ المقلوب! هي موعظةٌ طبيّةٌ خاطئةٌ (سياسيًّا) كما يقولُ الأمريكيّون politically incorrect!
أخيرًا يمكنُ بَسطُ المقالاتِ علي مُنحنيً بيانيٍّ مِحورَاهُ هما (نقدُ الجَسَد) و(نَقدُ الرُّوح).. بالطبعِ لا تخلو مقالاتُ نقدِ الجسَد من إشاراتٍ إلي الرّوح، والعكسُ صحيحٌ، ولا يمكن ألاّ يكونَ الأمرُ كذلك في الحقيقة.. ما أسلفناهُ من أمثِلةٍ يُرَكِّزُ معظمُه علي (نقد الجسَد) بالفِعل، وإن كنتُ أري واجبًا أن أُنَوِّهَ ببعض المقالاتِ التي عبَّرَت في جَمالٍ استثنائيٍّ عن صداقةِ الكاتبةِ وجَسَدِها.. ربّما أهمُّها المقالُ الافتتاحيُّ ل(رَزان) (أنا جميلة يا تيتة) في فقرةٍ تبدأُ "جسَدي.. هنا قلبٌ تحمَّلَني حتي في أيامٍ صعبة" وتنتهي "هنا شَعرٌ يَحتاجُ القليلَ من الرِّعاية"، ومعَه (رسالة إلي جسمي) ل(مَيّ فتحي) باكتنازِهِ بتفاصيلَ دقيقةٍ في تطوُّرِ وعي الكاتبةِ بجسدِها وصولاً إلي مرحلة عمليّة (تدبيس المَعِدَة) وما بعدَها.. وثالثُهُما (سِرُّ العلاقة الحميمة) ل(ياسمين عادل) حيثُ اقتحَمَت مُحَرَّمَ الجِنسِ محاولةً تقديمَ فهمٍ مُغايرٍ لطبيعةِ العلاقة، يُعبّرُ عن جزءٍ منهُ قولُها (يا بَختُه اللي فيوزاتُه تبقي راكبة علي فيوزات جوزُه)! وهو قولٌ -علي خِفّةِ دمِهِ- يذكِّرُني شخصيًّا بشَرح أستاذِنا أستاذِ أمراضِ الذُّكورةِ بقصرِ العيني الدكتور (أشرف فايز) للحديث النبويّ "خيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالِحة" حيثُ يري أنّ المقصودَ "صالحةٌ لهذا الزوجِ تحديدًا، كالقُفلِ والمفتاح، وليس صلاحَ الصلاةِ والصومِ والعبادات رغمَ أهميتِها".
أمّا (نقدُ الرُّوح) فرُبّما أبرزُ أمثِلَتِه مقالُ (كاميليا حسين) (أخطر ستّ قابلتها) الذي تعكفُ فيه علي تأمُّلِ الشعور بالذَّنب و(عُقدةِ النقصِ، كما كان يَحلو لألفريد آدلر أن يُسَمِّيَها). تقول في نهايته: "باصطاد كل الكلام السلبي اللي باسمعه من الناس وأغزِل منّه لعنة أعلّقها في رقبتي عشان ما اخطّيش خطوة" معبِّرَةً عن أزمةٍ وجوديّةٍ حادّةٍ تسكنُ وَعيَها، ولا نُعَقِّدُ الأمورَ إذا قُلنا إنّ موضوعَ هذا المقال/ التّدوينة هو (نَقدُ نقدِ الذّات)!
كذلك مقال (امتي بقي هاحِسّ بالرّاحة) ل(مَيّ فتحي) يعبّرُ عن قلقٍ وجوديٍّ أصيلٍ إزاءَ كُلِّ مظاهرِ الحياةِ، ولا يبدو منه مَخرَجٌ لدي الكاتبةِ إلاّ النسيانُ.. أن تَنسَي وتُنسَي، متماهيةً مع العذراءِ (مَريَم) في أزمتِها الوجوديّة كما عبَّرَت عنها الآيةُ القرآنيّة "يا لَيتَني مِتُّ قبلَ هذا وكنتُ نَسيًا مَنسِيّا"..
انتهاءً، هذا الكتابُ فرصةٌ للإطلالِ علي فكرِ وإبداعِ مجموعةٍ من الكاتباتِ المصريات الشابّات، والوقوفِ علي طبيعةِ موقفهنّ من أبرزِ القضايا النسويّةِ قاطبةً، وهي بالتأكيدِ قضيّةُ ماهِيّة الأنوثةِ بحدّ ذاتِها، وكيفَ صاغتها الممارسةُ البشريّةُ المجتمعيّة، وكيفَ يطمَحنَ إلي تغييرِها.. لا نجدُ ثورةً جِذريّةً في الحقيقةِ في ثنايا الكتابِ علي الوجودِ أو علي التصوُّر الدينيّ عن دور المرأة، رغم الإشاراتِ المتناثِرةِ عن الضيقِ بقولبةِ الأنثي بواعزٍ من نُصوصِ الدِّين.. بل نجدُ (نهلة النمر) في (بنت مسترجلة في مجتمع محتاج يسترجل) تقولُ: "المرأة زي القارورة اللي هي الزجاجة في رقّتها، لكن كمان من خصائص الزجاج إذا انكسر أنه يكون حادًّا وجارحًا"، وهو ما يَشِي برِضًا تامٍّ عن الوصفِ النبويّ الشهير للمرأة، وإن كان يقدّمُ تفصيلةً جديدةً فإنّها لا تَخرُجُ عن أن تكون اجتهادًا جديدًا في فهم النّصّ، بعد التسليمِ بصحّتِه..
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
حديث المدينة
روحانيات حنام مفيد فوزى
هتكلم عن رانيا يوسف يا باشاوات
حالة حوار
إبداعية تخطت حدود الزمان والمكان
أبلغ عن إشهار غير لائق