أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ثقته الكاملة في قدرة أعضاء مجلس النواب المصري علي اتخاذ القرارات الصعبة التي تحافظ علي أمن البلاد وتحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة والاستمرار في إعلاء المصالح العليا للوطن، مؤكداً علي ثقتة أيضا في قيام النواب بممارسة سلطتي التشريع والرقابة بكل نزاهة وتجرد وأن تكون قضايا التعليم والصحة والشباب والمرأة ومحدودي الدخل علي قمة أولوياتهم . وأضاف السيسي أن مصر سطرت العام الماضي مرحلة جديدة مهمة في حياتها النيابية بانتخاب البرلمان الأوسع تمثيلاً في تاريخها سواء من حيث العدد أو تمثيل مختلف فئات الشعب وأطيافه، لافتا إلي أن نسبة تمثيل الشباب في مجلس النواب الحالي وصلت إلي ما يزيد عن 40%، كما يتم تمثيل المرأة ب 90 نائبة، فضلاً عن تمثيل المصريين في الخارج وذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة في تاريخ الحياة النيابية في مصر، وقال الرئيس أن ذلك يأتي بهدف ضمان مشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع المصري في عملية صنع القرار تحقيقاً لتطلعاتهم نحو ترسيخ مرحلة جديدة في الحياة السياسية المصرية. جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي صباح أمس بمدينة شرم الشيخ خلال حضوره الاحتفال بمناسبة مرور 150 عاماً علي بدء الحياة النيابية في مصر، وذلك بحضور د. علي عبد العال رئيس مجلس النواب وأعضاء مجلس النواب المصري، وروجيه نكودو دانج، رئيس برلمان عموم أفريقيا وأحمد الجروان، رئيس البرلمان العربي ومارتن تشونجونج سكرتير عام الاتحاد البرلماني الدولي ورؤساء وأعضاء البرلمانات الأفريقية والعربية بالإضافة إلي عدد من رؤساء البرلمانات العربية وكبار الشخصيات البرلمانية علي مستوي العالم كما حضر الاحتفالية ايضا المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق والمهندس ابراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. ورحب الرئيس بالحضور في مصر للاحتفال بمرور مائة وخمسين عاماً علي بدء الحياة النيابية المصرية، ووجه لهم الشكر جميعاً لحرصهم علي مشاركة مصر الاحتفال بهذه الذكري الهامة. كما وجه الرئيس التهنئة للشعب المصري العظيم ولقيادة وأعضاء مجلس النواب الموقر علي هذه المناسبة التي تجسد عراقة الحياة النيابية في مصر، التي شهدت إنشاء أول مجلس نيابي في العالم العربي وأفريقيا بصدور مرسوم الخديو إسماعيل في عام 1866 بإنشاء »مجلس شوري النواب». وأكد السيسي أن تاريخ الحياة النيابية في مصر ظل عبر العقود الماضية مرآة للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وأشار الي أن البرلمان المصري مر بتحولات كبيرة منذ نشأته في منتصف القرن التاسع عشر حتي وقتنا الحاضر، وأضاف السيسي : فبينما بدأ »مجلس شوري النواب» ب76 عضواً للمداولة فقط في المنافع الداخلية والتصورات التي تراها الحكومة وعرضها علي الخديو، فإن مجلس النواب الحالي يتكون من 596 عضواً، وكفل له دستور 2014 سلطات وصلاحيات واسعة وغير مسبوقة، حيث يقوم بأربع وظائف رئيسية تتمثل في ممارسة سلطة التشريع، وإقرار السياسة العامة للدولة، وإقرار الخطة العامة للتنمية، والرقابة علي أعمال السلطة التنفيذية، وهي أمور تجعلنا كلنا نفخر بما أنجزه الشعب المصري خلال قرن ونصف من الزمان. وأضاف الرئيس السيسي أن الحياة النيابية في مصر، شأنها شأن كافة بلدان العالم، تعكس روح الحياة الحزبية فيها بصورة توضح بجلاء مدي تطور ونضج تجربتها السياسية، لافتا الي أنه عندما بدأ »مجلس شوري النواب» عام 1866 بتمثيل العُمد والأعيان فقط، وكان تنظيمه الداخلي يتكون من خمسة أقلام، أي لجان، نجد الآن أن مجلس النواب يضم ممثلين عن تسعة عشر حزباً سياسياً إلي جانب أعضائه المستقلين، ويتكون تنظيمه الداخلي من خمسة وعشرين لجنة، وهو ما يعكس التطور الذي شهدته الحياة النيابية في مصر، بالإضافة إلي حجم المسؤوليات الملقاة علي مجلس النواب الموقر. وقال الرئيس أن مجلس النواب شرع في ممارسة مهامه مع بداية العام الجاري في ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، وكان علي المجلس مهام جسام حدد الدستور لبعضها آجالاً زمنية لإنجازها نتيجة للظروف الخاصة الناجمة عن المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة 30 يونيو، وأكد ان البرلمان المصري الجديد تمكن من استكمال هذه المهام التشريعية بنجاح وفي مواعيدها المحددة، فضلاً عن مناقشة وإقرار عدد من التشريعات الحاكمة والضرورية لإعادة دفع عجلة التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ قيم المواطنة. وأوضح السيسي أنه لا يخفي علي أحد الدور المهم الذي تقوم به المجالس النيابية المنتخبة في الدفاع عن مصالح الشعوب ودعم جهود أبنائها وطموحاتهم المشروعة. وقال أن تجربة مصر النيابية أثبتت عبر العقود الماضية محورية الدور الذي يقوم به البرلمان خلال مسيرة الوطن، وأعرب الرئيس عن تطلعه لأن يستكمل مجلس النواب الحالي تلك المسيرة ليترجم تطلعات الشعب المصري إلي قرارات وتشريعات فعالة تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، وبما يلبي طموحات المصريين الذين خرجوا في ثورتين متتاليتين خلال ثلاث سنوات للمطالبة بالنهوض بأوضاع الوطن وحماية مقدراته. وأعرب السيسي في ختام كلمته عن امتنانه لكافة الحضور لحرصهم علي التواجد لمشاركة البرلمان المصري الاحتفال بمرور مائة وخمسين عاماً علي بدء الحياة النيابية المصرية، وأضاف » إن هذا الجمع يُعبر عن إيمان عميق بقيمة الدور الذي تقوم بها المؤسسات الشعبية المنتخبة في بلادنا، كما يؤكد الحرص علي دعم جهودها للمساهمة في تحقيق الأمن والرخاء للشعوب والأوطان ».